قليلاً ما كان يتردد اسمه على مسامع المصريين قبل 2001 حين بُلغ أنه لم يعد مرغوبًا به في مصر وعليه مغادرة البلاد فورًا، حينها بدأ الجميع يسأل عن سبب طرده، خاصة أن هذا الموقف تزامن مع دفع الأجهزة الأمنية الداعية عمرو خالد إلى الابتعاد قليلاً عن المشهد لفترة محدودة.
ثلاث سنوات كاملة قضاها الداعية اليمني الحبيب علي الجفري بعيدًا عن مصر، متنقلاً بين بلد والديه، اليمن، ومقر عمله، أبو ظبي، وموطن ولادته، جدة، ليعود بعدها شخصًا آخر، إذ تصدر المشهد الإعلامي والديني متقدمًا في ذلك على أقرانه من خريجي الأزهر الشريف والسلفيين.
موجات متلاطمة من التيارات الفكرية والدينية تقلب فيها الداعية الصوفي اليمني، من أقصى اليسار إلى اليمين المحافظ، وصولاً إلى الارتماء في أحضان العسكر، عازفًا على مختلف الأوتار السياسية
عُرف عنه في الآونة الأخيرة قربه الشديد من النظام المصري وعلاقته الوطيدة بالرموز الدينية المدعومة من السلطات، على رأسها المفتي الأسبق علي جمعة، ومستشار الرئيس المصري أسامة الأزهري، حتى إنه بات أكثر المدعوين المشاركين في الندوات التثقيفية التي تعقدها القوات المسلحة في الوقت الذي ربما لم توجه فيه الدعوة لشيخ الأزهر ذاته.
موجات متلاطمة من التيارات الفكرية والدينية تقلب فيها الداعية الصوفي اليمني، من أقصى اليسار إلى اليمين المحافظ، وصولاً إلى الارتماء في أحضان العسكر، عازفًا على مختلف الأوتار السياسية، وهو ما أثار الكثير من الجدل عن تلك الشخصية ذات التقلبات السريعة.. فمن الحبيب علي الجفري؟
من اليسار إلى التصوف
نشأ علي بن عبد الرحمن بن علي بن محمد الجفري في بيت يساري من الدرجة الأولى، فوالده أحد القيادات اليمنية المعارضة ذات التوجه اليساري، تقلد لفترة قصيرة منصب نائب رئيس الحكومة اليمنية في الجنوب، إلا أنها وفور سقوطها في 1968 اضطر للفرار إلى السعودية، إلا أنه الآن يرأس حزب رابطة أبناء اليمن الذي ساند الحزب الاشتراكي في محاولة الانفصال سنة 1994.
تتلمذه على أيدي كبار الصوفية جعله واحدًا من أعلام هذه الطائفة، فذاع صيته في مختلف الدول العربية التي تنقل إليها، محاولاً نشر مذهبه الديني، إلا أنه استقر به الحال من الناحية الوظيفية في أبو ظبي
وُلد علي في مدينة جدة في أبريل عام 1971، إلا أن والده ورغم ميوله السياسية ارتأى لنفسه أن يدفع بابنه للتعلم على أعتاب شيوخ التصوف، فدفع به إلى أقطاب هذا التيار، على رأسهم محمد العلوي المالكي وعبد القادر أحمد السقاف وأحمد المشهور بن طه الحداد وأبو بكر العطاس بن عبد الله الحبشي.
تتلمذه على أيدي كبار الصوفية جعله واحدًا من أعلام هذه الطائفة، فذاع صيته في مختلف الدول العربية التي تنقل إليها، محاولاً نشر مذهبه الديني، إلا أنه استقر به الحال من الناحية الوظيفية في أبو ظبي، حيث يشرف على مؤسسة “طابة” التي أسسها هناك وأثارت حالة من الجدل كما سيرد لاحقًا.
بجانب رئاسته لتلك المؤسسة، يشارك الجفري بالتدريس أحيانًا بدار المصطفى بمدينة تريم اليمنية التي يشرف عليها شيخه عمر با حفيظ، وهي من الأربطة الصوفية التي يتلقى فيها “المريدون” علم التصوف، ويفد إليها الطلاب من داخل اليمن وخارجه، كما له مشاركات جمة في عدد من المؤتمرات التي نظمت برعاية ودعم غربي وهو ما جعله في مرمى الاتهامات أكثر من مرة.
صناعة إعلامية
كثير من النقاد يعتبرون أن الجفري في حقيقته “صناعة إعلامية”، بدأت إرهاصاتها الأولى مع غموض تفاصيل طرده من مصر، خاصة أنه جاء بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، لتجد الصحف المصرية والعربية في هذا التوقيت مادة دسمة للتناول، حيث كرست العديد من وسائل الإعلام مساحات كبيرة لمناقشة هذه الواقعة، لتتصاعد معها بورصة التكهنات والتفسيرات.
المنهج الصوفي الذي يسعى الجفري لترويجه في مصر ربما يكون السبب وراء دفعه للخروج منها، خاصة بعدما أقلق ذلك دعاة الأزهر وأنصار السنة الذين ضغطوا على الحكومة لإخراجه خوفًا على تيار أهل السنة والجماعة من التشيع ومخاطره
سيناريوهات عدة طرحها الإعلام المصري حينها لتفسير أبعاد الخروج الإجباري من المحروسة، إذ ذهب البعض إلى أنه نتيجة ضغوط أمريكية على مصر لإخراج الدعاة الجدد الذين أثروا على الأوساط النخبوية في مصر، أمثال عمرو خالد، خوفًا من صناعة جيل جديد من الملتزمين.
فيما أرجع فريق آخر الطرد إلى التأثير القوي لهؤلاء الدعاة على الشارع المصري الذي نجم عنه التزام بعض الفنانات وارتدائهن للحجاب، وهو ما أزعج بدوره الأوساط الفنية ومؤسسات الإنتاج والمستثمرين في هذا المجال.. وبدورهم دفعوا باتجاه إخراج هؤلاء الدعاة.
اتجاه ثالث ذهب إلى أن المنهج الصوفي الذي يسعى الجفري لترويجه في مصر ربما يكون السبب وراء دفعه للخروج منها، خاصة بعدما أقلق ذلك دعاة الأزهر وأنصار السنة الذين ضغطوا على الحكومة لإخراجه خوفًا على تيار أهل السنة والجماعة من التشيع ومخاطره.
وأيًا كان التفسير الأقرب للحقيقة فإن ثراء النقاش بشأن أسباب خروجه خلق حالة من الزخم الإعلامي فرضت اسمه على مختلف وسائل الإعلام ليتحول الرجل إلى نجم شباك من الطراز الأول، ليعود بعد 3 سنوات قضاها في الخارج، ضيفًا دائمًا على موائد الفضائيات المصرية والعربية والبرامج الحوارية ومانشيتات الصحف والمجلات.
الجفري ومستشار الرئيس
ومما ساعد على ذلك أن الإسلام الذي يقدمه الجفري يتناسب وطبيعة الدين الذي ترغب الأنظمة العربية والإسلامية تقديمه وتبنيه عقب أحداث 11 سبتمبر التي حولت السلفية إلى “متهم” ووصفتها بالإرهاب، لتجد الصوفية الطريق ممدًا أمامها لملء هذا الفراغ الذي حاذ قبولاً لدى الأنظمة الخائفة من الانتقام الأمريكي.
“طابة” والدور المشبوه
عبر بوابة المؤسسة التي يرأسها في أبو ظبي شارك الجفري في العديد من الأنشطة والفعاليات برعاية غربية تارة ورسية تارة أخرى، وهو ما وضع العديد من علامات الاستفهام عن الدور المشبوه الذي تقوم به هذه المؤسسة في تمييع الإسلام السني ونشر التشيع باسم التصوف وموالاة الصهاينة ودعم التطبيع.
في 2007 أصدرت مؤسسة “راند” الأمريكية “مستقلة” تقريرًا عما سمته “إعادة ضبط الإسلام” ليكون متوافقًا مع (الواقع المعاصر)، والدعوة للدخول في بنيته التحتية بهدف تكرار ما فعله الغرب لهدم التجربة الشيوعية، وكانت الطرق الصوفية هي البوابة الأكبر لعملية الضبط تلك.
ليس من الممكن أن يحقق الداعية اليمني كل هذه الشهرة في مصر التي تتميز بوفرة دعاتها وعلمائها إلا بوجود أياد ممدودة له، تمهد له الطريق
التقرير وصف المسلم “المعتدل” أو مقياس هذا “الاعتدال” بأنه الشخص أو الجهة التي لا تؤمن بالشريعة الإسلامية وتتبنى الدعوة العلمانية وتتبنى الأفكار الدينية التقليدية كالصوفية، وقد شارك الجفري في العديد من الأنشطة الصوفية التي لاقت ترحيبًا كبيرًا من الأمريكان ومنها حضوره مؤتمر صوفية السودان في 4/4/2016 بمشاركة القائم بأعمال السفير الأمريكي هناك.
كذلك ما أثير بشأن رعاية روسيا للجفري ومؤسسته، في مقابل دعم الحضور الروسي في الشرق الأوسط، وتسويق التحركات الروسية وحلفائها في المنطقة، وهو ما كان بالفعل من خلال العديد من المواقف التي أثارت جدلاً في الشارع المسلم آنذاك، على رأسها دعم الداعية اليمني للرئيس الشيشاني رمضان قاديروف، وحضوره مؤتمري التصوف أمان في 2014 ومؤتمر (أهل السنة) سنة 2016، اللذين كانا يهدفان إلى تلميع صورة بوتين وقاديروف وغض الطرف عن جرائمهما بحق الشعب السوري.
ورغم ما أثاره هذا الموقف من غضب للأزهر الشريف في مصر والرياض في نفس الوقت، فإن الجفري لم يكتف بذلك وفقط، بل قام بزيارة قبر الرئيس الشيشاني الراحل أحمد قاديروف وتسميته بالشهيد وتسمية من قتله بالخوارج، الخطوة التي أثارت حفيظة الملايين من مسلمي السنة في مشارق الأرض ومغاربها.
جمعة والأزهري.. بوابة الشهرة في مصر
ليس من الممكن أن يحقق الداعية اليمني كل هذه الشهرة في مصر التي تتميز بوفرة دعاتها وعلمائها إلا بوجود أيادٍ ممدودة له، تمهد له الطريق وتفتح أمامه كل الأبواب المغلقة، وبالفعل، نجح الرجل في اختيار الأشخاص المناسبين للقيام بهذا الدور.
تعرض الداعية اليمني لموجات انتقادات متتالية بالتخطيط لنشر المذهب الشيعي في مصر، هو ما أكد عليه محمد حمدي عمر الباحث في المذاهب الدينية
تربطه علاقات وطيدة بمفتي الديار المصرية الأسبق علي جمعة، ساعدته على الظهور في مصر وعلى منابرها، كما تربطه علاقة قوية بأسامة الأزهري المستشار الديني للسيسي، وهو الأمر الذي يجعل الجفري محسوبًا في بعض الأحيان على العلماء والمشايخ المقربين من السلطة.
تلك العلاقات ساعدته في أن يكون الداعية غير المصري الوحيد المشارك بصورة شبه دائمة في كل الندوات التثقيفية التي تقيمها المؤسسات السيادية في الدولة، على رأسها القوات المسلحة، بعضها كان الرئيس المصري حاضرًا فيها، وهو ما يكشف حجم القرب البين بين الجفري والنظام الحاليّ.
بل وصل الأمر – وفق مصادر خاصة بـ”نون بوست” – أن ظهوره في بعض الفضائيات والقنوات، المصرية والعربية، فضلاً عن الصحف والمجلات والمواقع، كان يتم وفق أوامر عليا لتلك الوسائل، ومن ثم اكتسب قوةً ونفوذًا أثار قلق الكثيرين ممن تساءلوا عن دوافع هذه العلاقة مع شخص ملاحق بتهم التشيع والتصوف في دولة غالبيتها من السنة.
نشر التشيع
تعرض الداعية اليمني لموجات انتقادات متتالية بالتخطيط لنشر المذهب الشيعي في مصر، هو ما أكده محمد حمدي عمر الباحث في المذاهب الدينية الذي قال: “تاريخ الحبيب علي الجفري معروف لجميع الباحثين في الملف الشيعي ومعروف عنه تشيعه الخفي ونشره للمذهب الشيعي بطريقة خفية”.
عمر في تصريحاته لصحيفة “الوفد” الحزبية المصرية، تساءل: لماذا طُرد الجفري من السعودية ثم من اليمن؟! وأجاب: “الجفري يعمل على نشر المذهب الشيعي عن طريق صوفيته التي تمتد للسجود للقبور ودخل العديد من البلدان وعمل على نشر هذا المذهب ليطرد من السعودية واليمن، ولكن تم استقباله في دولة الإمارات العربية الذي عمل بها على طرد أئمة مساجد السنة وفرض العديد من الخطباء الصوفيين الذي علموا على إحياء العديد من الموالد التي تعتبر مدخل هام للشيعة في الإمارات لنشر اللطميات والتطبير”!
منذ الوهلة الأولى حرص علي الجفري على دعم نظام السيسي، والدفاع عنه أمام الاتهامات التي تدين انتهاكاته للديمقراطية وحقوق الإنسان
ويشير الباحث في المذاهب الدينية إلى أن ما يفعله الجفري الآن في مصر هو بسط دائرة معارفه عن طريق شبكة علاقاته الاجتماعية وكذلك لقاءاته على الفضائيات الخاصة التي يحاول فيها نشر بعض الأفكار الصوفية التي تمهد لنشر التشيع ويحاول جاهدًا التقرب من العوام في الأحياء الشعبية كالحسين والسيدة زينب، لافتًا إلى أن وكالة أنباء فارس الإيرانية كانت قد أعلنت انتقاله إلى المذهب الجعفري ولكنه نفى ذلك!
دعمه لنظام السيسي
منذ الوهلة الأولى حرص علي الجفري على دعم نظام السيسي والدفاع عنه أمام الاتهامات التي تدين انتهاكاته للديمقراطية وحقوق الإنسان، ففي مقطع مصور له ردًا على سؤال عن موقفه من الدولة المصرية قال:
يعشق مصر وترابها، يدافع عنها في كل الأزمنة والأماكن، يتنبأ بمستقبل مغاير، في ظل الإصلاحات الملموسة التي اتخذتها القيادة المصرية من نهضة تعليمية وثقافية وعلمية واقتصادية، إنه الداعية الحبيب بن علي الجفري، “أنا أقف مع قضية وجود وبقاء الدولة المصرية، نعم أنا مع الجيش المصري ومع بقاء الدولة المصرية، وقضية نظرة الناس لا تشغل بالي لأني صادق وأعامل الله”.
وتابع “من يتحدثون عن الديمقراطية والحكم الرشيد، لماذا لا يتحدثون عن مطالب المواطنين في دولة فلسطين؟! ومن حقوق الإنسان التي يجب أن يحظى بها أيضًا الأمن والأمان.. وأن يعيش في دولة قوية، ورأينا الدولة العراقية وهي تدمر في عام 2003 بزعم الديمقراطية بقيادة جورج بوش وتوني بلير، في حين أن الديمقراطية تقتضي عدم الاعتداء على دولة أخرى من قبل دولة بريطانيا، وخرجت مظاهرة مليونية تطالب بريطانيا بعدم دخول الحرب ولكن تم تجاهل الديمقراطية، متابعًا حديثه لمذيع البي بي سي: “يوجد لديكم من يستغل الديمقراطية والمبادئ الإنسانية.. ما هذا العبث؟ شعوب تبحث عن “اللقمة” عن ترف حرية التعبير، ما هذه المعايير التي تتكلم عنها؟!”
كما أيد وبشدة تظاهرات 30 يونيو وانقلاب الثالث من يوليو، مثنيًا على كل من شارك فيها، حيث قال في أحد التصريحات: “مواقف البابا تواضروس (بابا الأقباط في مصر) بشأن ثورة 30 يونيو، يجب أن تدرس، وأن تكون في المناهج التعليمية حتى يعرف كيف تصدى هذا الرجل للفتنة من بعد 30 يونيو”.
الأمر لم يقتصر فقط على دعم النظام، بل تجاوز إلى مهاجمة كل من ينتقده أو يقترب منه من الخارج
علاوة على ذلك كان الرجل من أشد المروجين لما سماها “إصلاحات وإنجازات النظام”، حيث قال: “هناك إصلاحات ملموسة نراها في مصر، ونهضة تعليمية وثقافية وعلمية واقتصادية، وسترون مصر أخرى بعد 10 سنوات بفضل أبنائها الأوفياء والريادة وأن التقدم دائمًا كان من نصيب مصر، فنحن تعلمنا في بلادنا على أيدي معلمين مصريين من الأزهر الشريف وهو منارة العلم للعالم أجمع وليس التقدم”.
إضافة إلى ذلك دعا المصريين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2014 و2018، قائلاً إنه لا يدعو لانتخاب أحد، أو دعم أحد على حساب آخر، ولكن حق الشهيد علينا المشاركة في الانتخابات الرئاسية“، هذا بخلاف مدحه وثنائه المتواصل لشخص الرئيس المصري وهو ما تكرر في أكثر من فاعلية.
الأمر لم يقتصر فقط على دعم النظام، بل تجاوز إلى مهاجمة كل من ينتقده أو يقترب منه من الخارج، وهو ما تجسد في موقفه من قناة “الجزيرة” حين بثت فيلم “العساكر” الذي تعرضت فيه لما يواجهه المجندون المصريون من انتهاكات، حيث هاجم الجفري القناة قائلاً: “شر البلية ما يضحك قناة متصهينة تهاجم أعظم جيش عربي وهي تبث من بلد تحميه قاعدة أمريكية”.
دفاعه عن التطبيع
في 28 من مايو 2018 وتحت عنوان “الدعوة الخبيثة لـ”الحبيب الجفري” اتهم الكاتب الصحفي المصري سليم عزوز، الداعية اليمني بالانخراط في مخطط التطبيع مع الكيان الصهيوني، عبر تمييع القضية، مستخدمًا في ذلك بعض الأساليب التي ربما تنطلي على الشارع لدغدغة مشاعره القومية.
عزوز في مقاله قال: “منذ أسبوع كان الجفري على قناة “دي إم سي”، المعروفة بقناة المخابرات، وظهر الهدف واضحًا من هذه الاستضافة، فقد جاء ليشارك في عملية تمييع قرارات المقاطعة ورفض التطبيع، فدعا شيخ الأزهر والبابا لحض الناس على زيارة المسجد الأقصى، ومن أي منفذ عربي لا يحتاج لتأشيرة إسرائيلية، فأين هذا المنفذ للمسجد الذي لا يخضع لسيطرة الجانب الإسرائيلي؟ هنا ندخل على المرحلة الثانية!”
وأضاف أن ملامح المخطط تتمثل في ضرورة أن يكون التعامل مع الأمر كزيارة للأقصى والحث عليها باعتبارها كسرًا للهيمنة الإسرائيلية، منوهًا “اللافت أن النظام الذي يعيش الجفري في كنفه، لم يغضبه القرار الإسرائيلي بإغلاق المسجد الأقصى بـ”الضبة والمفتاح”، ومن اللافت أيضًا أن كل الأنظمة التي تدعو إلى ضرورة زيارة المسجد الأقصى، هى راعية للمصالح الإسرائيلية في المنطقة، لكن الدعوة للزيارة تستخدم هنا لحاجة في نفس يعقوب، وكأن نصرة المسجد ومدينة القدس لا يكون إلا بالزيارة، ومن الواضح أن هناك محاولة لتجاوز المقاطعة، فترتفع هذه الدعاوى، فيتحدث الجفري عن ضرورة زيارة المسجد الأقصى، ويتحدث الساسة عن نصرة القدس بزيارتها”.
واختتم الكاتب المصري هجومه على الشيخ بقوله إن ذلك ربما يفسر “سر الزيارة المفاجئة للمفتى السابق علي جمعة الذي فوجئ به الرأى العام يصلي في المسجد الأقصى، إبان حكم المجلس العسكري، ولا يمكن لشخص مثله أن يقدم على هذه الخطوة من تلقاء نفسه، هذا فضلاً عن أن جمعة لم يضبط متلبسًا يومًا بالدفاع عن المسجد والمدينة، لأنه صوفي ومن علماء السلطة، وهو في الأولى والآخرة ينظر للأمر على أنه سياسي، وليس دينياً”.
ومن المواقف التي أثارت الجدل بشأن العقيدة السياسية للداعية اليمني دعمه المتواصل لنظام بشار الأسد على حساب الشعب السوري المدني، بداية من مشاركته في مؤتمر (التصوف منهج أصيل للإصلاح) الذي أقيم في القاهرة في 24 من سبتمبر 2011 من أجل دعم نظام الأسد، وشارك فيه رموز مؤسسة (طابة)، إذ أعلن الحاضرون في المؤتمر أن ما يحصل في سوريا ليس ثورة بل فتنة، مما يؤكد أن القضية موقف صوفي عام وليس خطأ فرديًا!!
كذلك دفاعه المستميت عن مؤتمر غروزني نوفمبر 2016، نافيًا تقديم الرئيس الشيشاني اعتذارًا للسعودية عن إقصاء تيار أهل السنة والجماعة من المؤتمر وهو ما أغضب المملكة، ورغم ما قيل بشأن اعتذار قاديروف خلال زيارته للرياض في أعقاب المؤتمر، فإن الجفري نفى هذا وهو ما أثار غضب الكثير من السعوديين.
حيث طالب نشطاء سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، بمنع دخول الحبيب الجفري للسعودية في حال لم يقدم اعتذاره عن “مؤتمر غروزني”، لا سيما بعد تبرؤ الأزهر في مصر واعتذار رئيس الشيشان، إذ قال الأمير السعودي الدكتور خالد آل سعود في تغريدة له على حسابه في “تويتر”: “أتمنى أن يُمنع المدعو الحبيب الجفري من دخول المملكة، ما لم يعتذر عن المؤتمر المشبوه مؤتمر غروزني، وعلى إساءته للإمام محمد بن عبد الوهاب”.
أتمنى أن يُمنع المدعو الحبيب الجفري من دخول المملكة ، مالم يعتذر عن المؤتمر المشبوه " #مؤتمر_غروزني "، وعلى إساءته للإمام محمد بن عبدالوهاب pic.twitter.com/PyE8gS7HvL
— د. خالد آل سعود (@dr_khalidalsaud) November 27, 2016
من جهته رد الناشط خالد بن محمد الشهري على نفي الجفري اعتذار قديروف بالقول: “مجرد مجيئه إلى السعودية اعتذار لكن متى تفهم هذا يا جفري؟! ستفهمه حين يخرج الحقد من قلبك على السلفية والوهابية”.