ترجمة وتحرير: نون بوست
كتب: ديفيد دي كيركباتريك و بين هابارد وديفيد هالبفينغر
أثار موقف ترامب المؤيد للتدخل العسكري التركي في شمال سوريا هذا الأسبوع مخاوف حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، ليس فقط لأنها خيانة لشريك مخلص، بل لعدم قدرتهم على التنبؤ بأفعال ترامب. إن مواقفه غير المتسقة والمتغيرة بسرعة تجاه الشرق الأوسط أضافت جرعة أخرى من الفوضى إلى المنطقة المضطربة وجعلت الحلفاء يتساءلون عن موقف الولايات المتحدة وعن مدى تشبثها به.
حيال هذا الشأن، قال مستشار الأمن العراقي السابق موفق الربيعي إن صانعي السياسة الأمريكيين السابقين كانوا واضحين بشأن نواياهم، ولكن “هذا الرجل تقوده عاطفته، التي لا يمكن التنبؤ بها”. لذلك، إن عدم اليقين يزيد من حدة المخاوف حول متانة الالتزام الأمريكي تجاه الشرق الأوسط.
طيلة 15 عاما، قدّم الرؤساء الأمريكيين وعودا تتمثل في الحد من تدخل بلادهم في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي زعزع ثقة شركائها مثل إسرائيل وملوك الخليج الذين يعتمدون على الحماية الأمريكية. ولكن أكثرهم لم يتخذوا قرارات كبيرة متعلقة بالسياسة الخارجية ولم يعلنوا عنها بسرعة وارتجال مثلما فعل ترامب.
في الشهر الماضي، أدان ترامب تدبير إيران للهجوم الذي استهدف المنشآت النفطية السعودية، بينما امتنع عن القيام بأي عمل عسكري إزاء الأمر
يقول المحللون إن الكثير من الحلفاء لا يقلقهم إمكانية انسحاب واشنطن بقدر ما يزعجهم أن هذا القائد الأعلى الذي لا يمكن التنبؤ به قد يقرر الانسحاب دون سابق إنذار. في الحقيقة، يبدو أن قراره بدعم العملية التركية جاء فجأة أثناء مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي، مما أثار دهشة العديد من مستشاري ترامب. فقد فتحت قراراته الباب أمام هجوم تركي عنيف على الميليشيا التي تدعمها الولايات المتحدة بقيادة الأكراد السوريين، والتي كانت مفتاح المعركة لاستعادة الأراضي التي استولى عليها تنظيم الدولة، علما بأن الهجمات على الأكراد تمهد إلى عودته.
يعد هذا القرار الأحدث في سلسلة التقلبات التي شهدتها السياسة الأمريكية في المنطقة، والثالث بشأن سوريا هلال هذا العام وحده. ففي كانون الأول/ ديسمبر، وعد ترامب بسحب المجموعة الكاملة التي تضم حوالي ألفي جندي أمريكي من سوريا، لكنه غير رأيه في وقت لاحق وسحب حوالي النصف. كما حذر ترامب مرارًا وتكرارًا من أن الولايات المتحدة “على أهبة الاستعداد” لشن هجوم عسكري ضد إيران. ولكن عندما أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية دون طيار هذا الصيف، تراجع ترامب في الدقائق الأخيرة وألغى ضربة صاروخية مخططة.
في الشهر الماضي، أدان ترامب تدبير إيران للهجوم الذي استهدف المنشآت النفطية السعودية، بينما امتنع عن القيام بأي عمل عسكري إزاء الأمر. بالتالي، دفع تردده المملكة العربية السعودية وإسرائيل، أهمّ حلفاء واشنطن في المنطقة، إلى إعادة النظر في مدى التزام الولايات المتحدة باحتواء إيران والمحافظة على أمنهما.
بالإضافة إلى ذلك، صرح النقاد بأن سياسات ترامب المتعرّجة عززت من جرأة الأعداء الإقليميين، ووتّرت الشركاء الأمريكيين، ودعت روسيا والعديد من اللاعبين الإقليميين إلى السعي لممارسة نفوذهم. وقال مايكل ستيفنز، الباحث في المنطقة في معهد رويال يونايتد للخدمات في لندن: “إنها فوضى. المنطقة كلها في حالة من الفوضى لأن القوة المهيمنة لا يبدو أنها تعرف ما عليها فعله، وبالتالي، لا أحد يعرف أيضا. إن دونالد ترامب يزيد الطين بلة ويترك الكثير منا مشوشين للغاية”. وفي دفاعاته العلنية عن قراره، يصر ترامب على أنه يعمل على نحو متسق ويفي بوعوده الانتخابية للخروج من الصراعات المفتوحة في الشرق الأوسط.
عندما تراجع ترامب عن قراره بسحب جميع القوات الأمريكية المتبقية في سوريا، بدا وكأنه استمع إلى نصائح القادة العسكريين ومستشاريه بشأن العواقب الوخيمة الناجمة عن الانسحاب المفاجئ
في تغريدة له على تويتر يوم الإثنين، قال ترامب: “لقد انتُخبت من أجل الخروج من هذه الحروب السخيفة التي لا نهاية لها، حيث تعمل قواتنا العسكرية العظيمة على عمليات حفظ أمن تخدم مصالح أشخاص لا يحبون الولايات المتحدة الأمريكية”. بالنسبة للنقاد، إن تغير طرق دفاعه عن قراره ليست سوى تذكير بمدى تقلّبه.
عندما تراجع ترامب عن قراره بسحب جميع القوات الأمريكية المتبقية في سوريا، بدا وكأنه استمع إلى نصائح القادة العسكريين ومستشاريه بشأن العواقب الوخيمة الناجمة عن الانسحاب المفاجئ. وقد ساعد وجود القوات الأمريكية في شمال سوريا في الحفاظ على المنطقة كملاذ آمن للميليشيات التي يقودها الأكراد والتي كانت حليفا لواشنطن الأكثر أهمية على الأرض في الحرب على تنظيم الدولة. أما الآن، فقد أصبحت الميليشيات التي يقودها الأكراد تعمل مثل سجّانين لعشرات الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة وعائلاتهم المحتجزين في معسكرات وسجون في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية.
يرى قادة تركيا المجاورة، التي حاربت الانفصاليين الأكراد منذ عقود، أن الميليشيات الكردية السورية تمثل تهديدا بالنسبة لهم، وقد تحدثوا علانية عن إطلاق حملة عسكرية عابرة للحدود لسحق هذه الميليشيات الكردية وذلك في حال انسحبت القوات الأمريكية من المنطقة.
القوات الخاصة الأمريكية العام الماضي في قاعدة خارج بلدة منبج في شمال سوريا. منذ أن بلغ الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة ذروته بغزو العراق في سنة 2003، تحدث الرؤساء من كلا الطرفين عن خطط لتقليص التواجد، ولكن نجاح اللقاء كان محدودا.
على الرغم من التحذيرات بشأن اهتمام الولايات المتحدة بحماية حلفائها الأكراد الموالين واحتواء أسرى تنظيم الدولة، صرح ترامب هذا الأسبوع بأن محنة الأكراد هي مشكلة لا تخصه، حيث أشار إلى أن الأتراك والأكراد “أعداء بالفطرة”، وقد حان الوقت الآن للآخرين في المنطقة من أصحاب الثروات الكبيرة ليحموا بلدهم”.
بمجرّد أن نقل ترامب أقل من مئة جندي أمريكي من المنطقة الحدودية، شنت تركيا يوم الأربعاء هجومها عبر الحدود. وبحلول يوم الجمعة، كان هناك دليل على أن تنظيم الدولة كان يحاول بالفعل إعادة تجميع صفوفه وسط الفوضى. ويُذكر أن خمسة مسلحين هربوا من سجن يديره الأكراد بينما أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن تفجيرٍ جدّ في عاصمة المقاطعة.
مع استمرار تعرض البيت الأبيض لوابل من الانتقادات الحادة التي استهدفت الرئيس ترامب من قبل رفاقه من الجمهوريين للتخلي بشكل أساسي عن حلفاء الولايات المتحدة الأكراد، أعلنت الإدارة الأمريكية مساء يوم السبت أنها ستخصص 50 مليون دولار في إطار “مساعدات لإضفاء الاستقرار في سوريا لحماية الأقليات العرقية والدينية المضطهدة، وتعزيز حقوق الإنسان”.
حذّر بعض مساعدي الأمن القومي السابقين للرئيس ترامب من ظهور المزيد من المشاكل
في الواقع، لم تكن سوريا من بين الدول المستفيدة بشكل مباشر من المساعدات الأمريكية منذ سنوات، كما أن الإعلان لم يوضح إلا القليل عن كيفية إنفاقها. ولكن كان من الواضح أنه كان ردا على الانتقادات التي تفيد بأن ترامب قد أطلق العنان لأزمة عسكرية وإنسانية من خلال التراجع عن الوجود العسكري الأمريكي في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
أشار البيت الأبيض إلى أن هذه الأموال ستساعد “المدافعين عن حقوق الإنسان السوريين ومنظمات المجتمع المدني، وستعزز جهود المصالحة التي تدعم بشكل مباشر ضحايا النزاع من الأقليات العرقية والدينية”. وناقش البيت الأبيض أيضا “إزالة المتفجرات التي خلفتها الحرب، والأمن المجتمعي، والمساعدة في تحقيق الاستقرار، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، ودعم الناجين من العنف الجنسي والتعذيب”. مع ذلك، تم تجاوز معضلة طريقة تفعيل عمل المساعدات على الأرض في خضم الصراع.
في المقابل، حذّر بعض مساعدي الأمن القومي السابقين للرئيس ترامب من ظهور المزيد من المشاكل. وفي مقابلة مسجلة لبرنامج “قابل الصحافة” على قناة “إن بي سي”، أفاد وزير الدفاع السابق جيم ماتيس: “علينا مواصلة الضغط على تنظيم الدولة حتى لا يتمكن من التعافي”. وأشار ماتيس، الذي استقال في أواخر العام الماضي، حين أعلن الرئيس ترامب للمرة الأولى عن الانسحاب من سوريا إلى أن الرغبة السياسية للرئيس بسحب القوات كانت مجازفة.
في سياق متصل، أضاف ماتيس: “ربما نريد إنهاء الحرب ومن الممكن أن نعلن نهايتها. ويمكن أيضا سحب القوات كما تعلّم الرئيس أوباما بالطريقة الأصعب عند الانسحاب من العراق، لكن كما نقول في الجيش “يحصل العدو على التصويت” في هذه الحالة، إن لم نستمر في الضغط، سيعاود تنظيم الدولة الظهور”. واختتم ماتيس حديثه قائلا إنه “من المسلم به أنهم سيعودون”. ويُذكر أن قرار السماح بالتقدم التركي جاء بعد أقل من شهر من إخافة الرئيس ترامب الشركاء الأمريكيين في المنطقة، عبر إظهار تراجعه عن مواجهة إيران مرة أخرى.
الدخان يتصاعد من بلدة تل أبيض السورية يوم الخميس.
فرض ترامب عقوبات اقتصادية شاملة ضد إيران منذ أيار/ مايو في محاولة لإجبار قادتها على قبول قيود صارمة على قدراتهم العسكرية وبرنامجهم النووي. وقد أبدى ترامب مرارًا رغبة في استخدام القوة العسكرية ضد إيران. ووفقًا للإدارة الأمريكية، ردت إيران على العقوبات الأمريكية عبر تنظيم ضربة صاروخية ضد أهم منشأة نفطية في السعودية، التي تعتبر أهم حليف لواشنطن. من جهته، أنكر ترامب أية مسؤولية قائلا إن “الهجوم كان على المملكة العربية السعودية، ولم يكن علينا”.
في هذا السياق، تحاول البلدان الأخرى التكيف مع الواقع الجديد، حيث قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الذي ترعاه الدولة، جمال عبد الجواد سلطان: “أعتقد أن العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط بصدد دراسة تغييرات كبيرة في خططها الدفاعية الاستراتيجية لأنها لم تعد تنظر إلى الولايات المتحدة كحليف موثوق”. وأضاف “أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية إقناع دول الشرق الأوسط بأن الولايات المتحدة جادة فيما تقول، ما يمكن اعتباره تغييرا كبير على الساحة الاستراتيجية للشرق الأوسط”.
ازداد التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط تدريجيا بعد أن برزت الولايات المتحدة كقوة عظمى في نهاية الحرب العالمية الثانية
يرى بعض المحللين أن أعداء الولايات المتحدة بصدد مراقبة الوضع، حيث قالت كاتبة عمود في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية شيمريت مئير: “إن كنت منافسًا من الجانب الآخر – إيراني أو روسي أو تركي أو من تنظيم الدولة أو حزب الله – فسوف تدرك أن هذا هو الوقت المناسب لتحقيق المكاسب”. وأضافت قائلة: “هذه هي الساعة، لأنه عندما يعبر رئيس الولايات المتحدة بكل صراحة قائلاً: ‘أنا أكره التدخل العسكري في الشرق الأوسط، ولهذا السبب تم انتخابي، لإيقاف هذا’، فليس من الصعب أن يفهم الإيرانيون أن لديهم الكثير من المجال للمناورة”.
ازداد التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط تدريجيا بعد أن برزت الولايات المتحدة كقوة عظمى في نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن منذ أن بلغ الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة أَوْجَهُ بسبب غزو العراق في سنة 2003، حاول رؤساء كلا الطرفين تقليصه.
مقاتلو الميليشيات التي يقودها الأكراد بالقرب من آخر منطقة سيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا في شباط/ فبراير. تفعيل قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية في سوريا في أعقاب هجوم تركي عنيف على الميليشيات التي تدعمها الولايات المتحدة والتي كانت أساسية في استعادة الأراضي من تنظيم الدولة والتي اعتمدت على حماية واشنطن.
سعى أوباما إلى الانسحاب من أفغانستان ولكنه بدلاً من ذلك أرسل موجة من القوات الإضافية في محاولة لتحقيق الاستقرار الكافي لتسهيل الانسحاب، وهي في الحقيقة مناورة قد فشلت في تحقيق هذا الهدف. لقد سحب أوباما القوات الأمريكية من العراق في سنة 2011، لكن يقول منتقدوه إن هذا الانسحاب مكّن من ظهور تنظيم الدولة الذي استولى على جزء كبير من العراق وسوريا في سنة 2014، مما استوجب عودة الجيش الأمريكي.
حسب الباحثة في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ميشيل دن، فإن تجربة أوباما قد تكون الآن بمثابة قصة تحذيرية لترامب الذي يخاطر بإتاحة الفرصة لتنظيم الدولة لإعادة الظهور، وذلك من خلال الانسحاب من سوريا. ولكن على عكس ترامب، كان أوباما “ثابتًا للغاية إذ قال منذ البداية إنه يريد سحب القوات الأمريكية من العراق”.
من جهة أخرى، اعترف فيليب غوردون، وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية ومنسق البيت الأبيض في عهد أوباما لشؤون الشرق الأوسط، بأن الانسحاب من الشرق الأوسط يمثل أمرا قوله أسهل من تطبيقه. لكنه عبر عن تعجبه من نجاح الرئيس ترامب في القيام بحملات تَعِد بالانسحاب من نزاعات الشرق الأوسط وبالرد بشدة على الأعداء الإقليميين في نفس الوقت.
عندما شن زعيم إحدى الميليشيات الليبية هجومًا على حكومة البلاد المعترف بها دوليًا قبل ستة أشهر، ندد وزير الخارجية مايك بومبيو بذلك، أما ترامب فقد أعلن بعد بضعة أيام أنه اتصل بقائد الميليشيا وأثنى على “جهوده المستمرة لمكافحة الإرهاب”.
في هذا السياق، قال غوردون “لا يمكنك فعل هذين الأمرين في نفس الوقت”، وأضاف مشيرا إلى سياسات ترامب تجاه النزاعات في سوريا ومع إيران في الخريف الحالي أن “هذا التناقض الهائل سيعود لملاحقته”. ونوه النقاد بأن إدارة ترامب كانت متناقضة تجاه الشرق الأوسط من قبل، إذ أنه عندما سعت دول الخليج العربي إلى عزل قطر في سنة 2017، حثهم أعضاء إدارة ترامب على إنهاء النزاع، لكن الرئيس نفسه أشاد بها القرار.
فيما بعد أمر ترامب بشن غارات جوية ضد سوريا لمعاقبة حكومتها على استخدام أسلحة كيميائية ضد جماعات المتمردين، لكنه فشل في تنفيذ هذا القرار بعد أن أكدت واشنطن استخدامه للأسلحة الكيميائية في وقت سابق من هذا العام. وعندما شن زعيم إحدى الميليشيات الليبية هجومًا على حكومة البلاد المعترف بها دوليًا قبل ستة أشهر، ندد وزير الخارجية مايك بومبيو بذلك، أما ترامب فقد أعلن بعد بضعة أيام أنه اتصل بقائد الميليشيا وأثنى على “جهوده المستمرة لمكافحة الإرهاب”.
قال مستشار الأمن القومي العراقي السابق موفق الربيعي إن حربين ومليارات الدولارات المنفقة وآلاف أرواح الأميركيين كافية لتجعل العراق “تاجا” لسياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، إلا أن ترامب “لا يرى العراق” وبدلاً من ذلك يركز فقط على مقدار النفوذ الإيراني. وأورد الربيعي أن العراقيين “يشعرون بالإحباط لأن الأمريكيين تركوهم في وضع صعب. بالنسبة للأمريكيين، يمكنهم التخلص من أصدقائهم، وبينما أنت تبحث عنهم هم يبحثون عن أقرب مخرج. وعندما تستدير لن تجدهم”.
المصدر: نيويورك تايمز