العشيرة أولاً
المجلس العسكري لعشائر العراق
يضم المجلس 78 عشيرة وقبيلة عربية سنية، إضافة الى بيوتات وأفخاذ عشائرية في مناطق جنوب العراق. ويمتلك المجلس 41 فصيلاً مسلحاً تتوزع على مدن الرمادي والخالدية والكرمة والفلوجة وقرى ومناطق مختلفة من محافظة الانبار، غرب العراق، فيما ينحصر تواجده في بغداد في مناطق أبو غريب واليوسفية فضلاً عن صدر اليوسفية والتاجي والطارمية. وتتبع له حالياً مجموعات أخرى، مجهولة العدد والعدة، تتواجد في قلب العاصمة، لا يُعلم عنها شيء سوى أنها تأتي ضمن خطة الفصائل المسلحة للسيطرة على بغداد. كما تتواجد فصائل المجلس في مدن محافظة نينوى، ومحافظة صلاح الدين، ومدن شرق وشمال شرق بعقوبة في محافظة ديالى، بينما ينحصر تواجدها في محافظة كركوك بنحو 43 في المائة من مساحة المحافظة الاجمالية، وهي مناطق الحويجة والرياض وأم الخناجر والزاب ووادي حوران المحاذي لحدود محافظة ديالى.
وتخترق فصائل المجلس أيضاً، محافظتـَي بابل من خلال مناطق شمال المحافظة، وهي الاسكندرية والبحيرات وجرف الصخر وجرف الملح، كما تحضُر في محافظة واسط في مناطق المدائن والقرى المحيطة بآثار إيوان كسرى وقضاء الصويرة، الذي تقطنه عشيرة شمر العربية. وتتمتع قوات المجلس بعدد كبير من المقاتلين، مقارنة ببقية الفصائل السنية المقاتلة، حيث يتبعه عشرات الآلاف من المسلحين، وتم تطويع أبناء العشائر القادرين على حمل السلاح، وآخرين من المعتصمين السابقين في الساحات السلمية، التي انطلقت مطلع العام الماضي، في مدن عراقية مختلفة. ويقود فصائل المجلس ضباط من الجيش العراقي السابق، ويمتلك “المجلس العسكري لعشائر العراق” قيادة موحدة تتألف من زعماء قبائل وقادة في الجيش السابق.
تكوين المجلس وبنيته الداخلية يمنحانه حرية التنقل والمرونة في الهجوم والمناورة في المناطق الجديدة، التي يتقدم إليها في مختلف مناطق العراق. لكن يؤخَذ عليه أنه لا يتورع عن قبول أي متطوع إليه يحمل صبغة عشائرية، بغضّ النظر عن أي معيار آخر، وهو ما يُنتقَد عليه من قبل باقي الفصائل لخطورة اختراقه وكشف خططه.
يمتلك “المجلس العسكري لعشائر العراق” ترسانة عسكرية كبيرة، تترجم فعاليتها في المعارك الحالية، وتتنوع بين خفيف ومتوسط وثقيل.
أنصار الاسلام
هي جماعة إسلامية سلفية، تتقاطع مع تنظيم “دولة الاسلام في العراق والشام” (داعش) وقبلها “القاعدة”. مؤسسها رجل الدين الكردي العراقي، الملا كريكار عام 2001، ومقرها السابق سلسلة جبال قنديل في كردستان العراق الحدودية. انتقلت الى داخل المدن العراقية عقب احتلال 2003، وتعرضت لانقسامات حادة في صفوفها، في إثر مبايعة عدد من قيادييها، زعيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي. جمّدت عملياتها العسكرية بعد الانسحاب الاميركي من البلاد، وعادت إلى العمل مجدداً عبر خلايا خيطية وعمليات نوعية في نينوى وكركوك وأجزاء من محافظة ديالى. حالياً، تعمل في تلك المناطق تحت مسمى جماعة “أنصار الاسلام”. أبرز نقاط قوة “أنصار الاسلام”، أنها مغلقة وتتمتع بحس استخباري كبير، ولا يُعرَف قائد حالي لها سوى بالأسماء الحركية، كالشيخ أبو عمر العراقي، وهو قائد خلايا الجماعة في نينوى، والذي ينحدر من أصول كردية، والشيخ ابو الوليد، قائد خلايا كركوك. ولا يُعرَف عن الأخير سوى أنه كان مدرساً للغة الانكليزية في إحدى ثانويات بغداد، وترك العمل عام 2006 والتحق بصفوف الجماعة.
لا تتورط “أنصار الاسلام” في عمليات “ثانوية”، كونها ترى أنها استنزاف لقواتها، التي ترفض تعزيزها بدماء جديدة، إلا بشروط شبه تعجيزية، ولعل هذا ما يجعلها الأقل تكبُّداً للخسائر حتى اليوم. تنشط اليوم مع باقي الفصائل في محافظات نينوى وكركوك وديالى، ويُقدَّر عدد أفرادها بأكثر من 5 آلاف عنصر.
جيش المجاهدين
تُعتبر جماعة “جيش المجاهدين” خليطاً من مقاتلين سابقين في فصائل مسلحة سنية، تشرذمت بفعل نجاح الادارة الاميركية في العراق عام 2007 في تشكيل “قوات الصحوة” العشائرية. عادت الجماعة إلى النشاط بعد ولادتها في المناطق الحدودية مع سورية، غرب البلاد، نهاية عام 2008، وتضم حاليا نحو 4 آلاف مقاتل، وتنشط في مدن الكرمة والفلوجة وابو غريب ومناطق زوبع واليويسفية في بغداد، فضلاً عن مدينة تكريت. يدين أفراد “جيش المجاهدين” بـ”الفكر السلفي المعتدل”، وقد غادر قسم كبير منهم إلى سورية لدعم “جبهة النصرة” و”الجيش الحر”. إلا أنهم عادوا إلى العراق عقب الأحداث الحالية، بناءً على طلب من قياداته. يتميز “الجيش” عن باقي الفصائل بعمليات القنص، وامتلاكه ترسانة صاروخية محلية الصنع، يُنسب لها الفضل في السيطرة على قضاء الكرمة غرب الفلوجة. يُتّهم “جيش المجاهدين” من فصائل مسلحة أخرى ببطء حركته في التنقل، ومكوثه فترات طويله داخل المدن والمناطق التي يسيطر عليها.
الجيش الاسلامي
هو ثالث أكبر فصيل من حيث الانتشار في المدن العراقية ذات الغالبية العربية السنية، بعد المجلس العسكري و”داعش”. تأسس عام 2004، وخاض اشتباكات عنيفة مع تنظيم القاعدة في عام 2006 وبداية عام 2007، أسهمت في إضعافه كثيراً، قبل التوصل الى هدنة ثم اتفاق على المشاكل العالقة بينهما، أهمها حول مخازن الأسلحة، ومعاقبة قادة تنظيم القاعدة المتورطين بإشعال الفتنة. يتألف “الجيش الاسلامي” من خليط مقاتلين بانتماءات وطنية واسلامية، وبعضها قومية عروبية. يُعتبر الفصيل الوحيد، الذي يمتلك نظاما داخلياً عسكرياً لمقاتليه وتبنّى عمليات عسكرية ضد مشاة البحرية الأميركية “المارينز”، والقوات البريطانية في السماوة، جنوب العراق، من بينها تدمير قاعدة الصقر، “فالكون”، الاميركية في منطقة الدورة، جنوب بغداد. ويمثل شخصية قناص بغداد الشهيرة أبرز قياداته. تعتبر بغداد وصلاح الدين ونينوى أبرز مناطق عمله، وخصوصاً المحاور الشمالية والجنوبية لبغداد، مع تواجد مجموعات محدودة تتبع له في الانبار. يتميز أفراد “الجيش الاسلامي” بالاشتباكات القريبة وحرب الشوارع، ومقاتلوه متمرسون في المناورة في المناطق الزراعية والصحراوية. ويمتلك جناحاً استخبارياً نجح من خلاله في تنفيذ هجمات نوعية ضد القوات الاميركية، واضطرت الاخيرة الى طرد عشرات المترجمين والمتعاونين العراقيين معها، بتهمة التعاون مع “الجيش الاسلامي” في عام 2008. كما يمتلك جناحاً إعلامياً كبيراً في العراق، ويُدار من خارج البلاد في دولة غير عربية.
كتائب ثورة العشرين
أول جماعة جهادية في العراق، انطلقت نواتها من بغداد. ومن تسميتها، يمكن الحكم على فكرها أو عقيدتها، إذ استنسخت الجماعة من ثورة عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني للعراق، اسماً لها، وتضم آلاف العناصر بين مقاتلين ومتعاونين غير مقاتلين، وهي ذات طابع وطني وحدوي. اختلفت مع الفصائل الاخرى في جواز استهداف العراقيين من المتعاونين مع القوات الاميركية، وكانت تراه خطأ وتطالب باستتابتهم او معاقبتهم بغير حكم الموت، الذي كانت تصدره باقي الجماعات على المتعاونين في احتلال العراق.
سجلت “الكتائب” رقماً قياسياً في عام 2006 بعدد الهجمات، التي استهدفت القوات الاميركية. تتكون من خليط من اسلاميين سلفيين وصوفيين ووطنيين، ولها علاقات مع عشائر وشخصيات شيعية معارضة للاحتلال والحكومة الحالية. تتميز بالكمائن السريعة بواسطة العبوات الناسفة والهجمات المباغتة، وتمتلك ثقلاً كبيراً في بغداد والانبار وصلاح الدين وجزء من كركوك. نجحت أخيراً في السيطرة على ثلاث مدن في محيط العاصمة بمساعدة فصائل أخرى.
جيش رجال الطريقة النقشبندية
الجماعة الأكثر إثارةً للجدل في الساحة العراقية السنية حالياً، وهي خليط من حزب البعث العراقي، بزعامة نائب صدام حسين، عزة ابراهيم الدوري، المطلوب الأول بالنسبة إلى واشنطن وحكومة نوري المالكي حالياً، فضلاً عن مسلحين إسلاميين ينتمون إلى فكر الإخوان المسلمين في العراق. تنشط في نينوى وكركوك، على وجه الخصوص، وبعض مناطق بغداد. تسلمت أخيراً جزءاً من إدارة مدينة الموصل بسبب ثقلها في المدينة، وتضم آلاف المقاتلين، وهي أول جماعة تمكنت من تصنيع صواريخ محلية يصل مداها الى ما بين 25 و30 كيلومتراً. تتبنى بين الحين والآخر عمليات قصف صاروخية للمنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي، كان آخرها يوم الخميس الماضي. أبرز عملياتها استهداف المنطقة الخضراء لدى زيارة الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بغداد في عام 2011، خلال مؤتمر صحافي كان يعقده مع المالكي.
تُعتبر الجماعة ذات عقيدة عسكرية بحتة في ما يخص الجانب القتالي، وتشترط على عناصرها اتباع النظام العسكري السابق المتبع في الجيش العراقي المنحل.
تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام (داعش)
يُعتبر الورقة الأكثر سخونة على الارض، فهو خليط من مقاتلي تنظيم “القاعدة في العراق” وقبلها “جماعة التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين”.
ينشط التنظيم في محافظات بغداد والانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك والبصرة وبابل وواسط وكربلاء، وقد يمتد ليصل الى المناطق الكردية في اقليم كردستان. يمكن وصفه بـ”الأخطبوط” أو “الجوكر” في حلقة الصراع الحالي في العراق. يمتلك التنظيم المتشدد ما بين 15 الى 22 ألف مقاتل في عموم العراق، وتعتبر كتائب “ابي دجانة الانصاري” سلاحه الفتاك في حسم أية معركة، وهي كتيبة شكلها أبو مصعب الزرقاوي، وتتألف من مئات الانتحاريين، وينقسمون الى انتحاريين بسيارات مفخخة، وانتحاريين بأحزمة ناسفة يقتحمون أهدافهم.
تضاعف عدد هذه المجموعة “التكفيرية” ليبلغ أكثر من 3 آلاف انتحاري مقاتل.
“داعش” عبارة عن تنظيم دولي بطعم محلي عراقي، يمتلك في كل مدينة “والياً عاماً” وقائداً عسكرياً ومفتيا شرعيا، فضلا عن أمراء المجموعات والخلايا، وغالبيتهم من العراقيين، مع قلة قليلة من المقاتلين العرب، يمنيين ومصريين وسورييين وخليجيين ومغاربيين وأردنيين.
يتفوّق “داعش” على باقي الفصائل العراقية بالقوة العسكرية، من حيث التجهيزات والاسلحة الثقيلة والمتوسطة. كما أن مقاتليه يمتازون بالشدة والغلاظة في القتال، ويبرعون في الاشتباكات والمعارك المباشرة. يؤخَذ عليهم عسكرياً مصادرتهم جهود الآخرين من المجموعات المسلحة وتجيير أغلب العمليات العسكرية لصالحهم عبر مؤسسة “الفرقان” الجهادية الضخمة، التي تمتلك سبعة مواقع الالكترونية على الانترنت، وماكينة مونتاج ضخمة تصدر من خلالها أفلاماً بشكل أسبوعي.
غرفة عمليات
تشترك جميع تلك الفصائل، اليوم، في غرفة عمليات واحدة للتنسيق في جميع المحافظات الشمالية والغربية والوسطى. وعن ذلك، يقول العميد الركن المتقاعد، مصطفى المشهداني، لـ”العربي الجديد”، إن الملاحظ في تلك الفصائل أنها تختلف من حيث المبدأ والفكر بين وطنية وقومية واسلامية وقبلية، “تحتكم إلى عادات عربية قديمة في ثورتها ضد المالكي”. ويرى المشهداني أنّ توحد تلك الفصائل جاء “للضرورة والمصلحة العليا في تغيير النظام الموجود في العراق”. ويعتبر العميد الركن المتقاعد أن غالبية تلك الفصائل، باستثناء “داعش”، ترى في المالكي “شخصية لا تمثل الشيعة العراقيين، بقدر ما تمثل تطلعات ايران”، مشدداً على ضرورة امتلاك هؤلاء نافذة اعلامية موجهة إلى الشيعة العرب لتوضيح الصورة، “لأن هناك فشلاً واضحاً في إدارة الجانب الاعلامي المحلي”.