كان الفارس السوري “عدنان قصار” على موعد مع الحرية من سجون نظام الأسد مساء الـ 14 من يونيو الجاري، بعد 21 سنة قضاها في سجون الأسد بتهمة “التفوق الرياضي في الفروسية” على ابن الرئيس، باسل حافظ الأسد.
في سوريا، حتى التفوق الرياضي مسموح به لكن على ألا تتجاوز عائلة الأسد، كأي شيء آخر في هذه البلاد.
وحدثت القصة في عام 1993، عندما كان عدنان على حصانه في نادي الديماس في العاصمة دمشق، دخلت مجموعة من المخابرات إلى النادي وأنزلت عدنان بقوة وسألته: “هذه الحقيبة لك؟” فقال: “نعم”، ثم أضافت: “هذه السيارة لك” .. ليجيب: “نعم”، وعندما فتحوا الحقيبة وصندوق السيارة الخلفي تبين أن بداخلهما متفجرات، فتم القبض على عدنان أمام باسل الذي كان يجلس في منصة التدريب.
ليقول أحد ضباط المخابرات لعدنان: “معناها بدك تغتال المعلم متل ماوصلنا ؟”، ليعتقل عدنان بعدها وتبدأ بحقه حفلات التعذيب والانتقام من تفوقه على باسل الأسد، ليرسل له باسل فيما بعد رسالة مفادها: “بسبب الخبز والملح فقط تركتك .. وإلا أنا حابب أشنقك بنص ساحة العباسيين” حسب ما يروي صديق الذي نقل عنه عندما كان في المعتقل.
وكان الخلاف قد نشب أكثر من مرة بين عدنان وباسل على خلفية قيادة نادي الجيش برياضة الفروسية وبأحقيتها، عدنان يقول عن باسل إنه “جيد باللعبة ولكنه لايستطيع أن يتقدم أكثر، كما أنه لا يستطيع أن يقود منتخبًا أو يتحمل هذه المسئولية، وأن لقائد هذه الرياضة شروط معينة لا يمتلكها باسل أبدًا”.
واشتد الخلاف أكثر في الدورة العربية التي أُقيمت في مدينة اللاذقية ودمشق عام 1992 عندما وقع باسل بعدة أخطاء على فرسه في الجولة النهائية مما أفقد منتخب سوريا كثيرًا من النقاط، وعندما حان دور عدنان قصار حدث الفارق المذهل واستطاع نقل الفريق السوري إلى جولة التمايز وبجدارة حيث نال استحسان الجماهير والنقاد على إنجازه.
ويقول صديق عدنان إنه بعد مقتل باسل الأسد عام 1994 تم إخراجه من الزنزانة وتعذيبه أمام زملائه مدة ست ساعات متواصلة أدت إلى تحطم فكه السفلي، ولما عاد عدنان إلى المهجع كان يبكي وهو يقول: “مات باسل الأسد”.
كان عدنان يدرك أن باسل هو من كان السبب في حبسه، وهذا يعني أنه لن يخرج أبدًا بعد وفاته، ثم تم تحويل عدنان ومجموعة من السجناء الى سجن تدمر مع سجناء الإخوان المسلمين هناك.
وتنقل عدنان في سجون صيدنايا، تدمر، عدرا دون أن يقدم إلى أي محاكمة لمدة 21 عامًا قبل أن يخرج منذ أيام.
ومن الجدير ذكره أن عدنان قصار قد حاز على لقب بطل دورة البلقان في عام 1991م، وحائز على عدة بطولات وجوائز في رياضة الفروسية، وكابتن المنتخب السوري للفروسية.