ترجمة وتحرير نون بوست
كلما تقدموا في السن، يجد الأبناء أنفسهم مجبرين شيئا فشيئا على اتخاذ قرارات متعلقة بحياتهم. وبسرعة كبيرة، وبمجرد اقتحامهم لعالم المدرسة، يبدؤون في اختيار أصدقائهم بأنفسهم. وفي الحقيقة، لا مفر من أن يقتحم حياة طفلك صديق جديد، يمكن ألا يعجب الوالدين لسبب أو لآخر. ولكن ماذا يمكن أن يفعل الوالدان في مثل في هذه المواقف الحساسة؟ في الواقع، يبقى الجواب دائما غير واضحًا.
تأثير سلبي
يمكن ألا يروق الصديق الجديد لطفلك ولا للمحيطين به، نظرا لأن الوالدين ينتابهما الشعور بأن هذه العلاقات الجديدة يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على طفلهما. ويمكن أن يكون تخوف الوالدين ناجما عن سلوك هذا الصديق الجديد أو افتقاره إلى الأخلاق أو وقاحته. ولكن، في بعض الأحيان، يعجز الوالدان عن ترجمة شعورهما إلى واقع ملموس، حيث يمكن أن يكون ذلك مجرد غريزة، أو حكم مسبق يولد الانطباع لديهما بأن هذه الصداقة لن تجلب شيئا لطفلهما.
المنع؟
أيا كان السبب وراء رغبة الآباء في منع طفلهم من لقاء أصدقائه، فلا يمكنهم ببساطة أن ينجحوا في ذلك. أولاً، لأن خيار الوالدين غالبًا ما يكون غير واقعي تمامًا، حيث من الممكن أن يكون الصديق الذي لا يحظى بقبول الوالدين، يتداول على نفس المدرسة التي يزاول فيها طفلهم تعليمه أو يعيش في الحي ذاته الذي يعيش فيه الطفل.
في حال حاول الوالدان التدخل في هذا الأمر، فينبغي عليهما أولا أن يقتنعا بأن الصداقة تعد بمثابة رهان مقدر على طفلهما عبوره في حياته اليومية. علاوة على ذلك، يمكن أن ينجر عن منع الوالدين طفلهما من لقاء الآخرين تداعيات خطيرة، حيث يمكن أن يتولد لدى الطفل الشعور بالإحباط وسوء الفهم. كما أنه قد يبتعد عن والديه، وفي الوقت نفسه، يمكن أن ينجذب أكثر إلى المواعدة التي لا تروق لوالديه.
ينبغي على الوالدين حسن اختيار طريقة التواصل مع الأصدقاء الجدد لطفلهم، حيث لا يجب عليهما أن ينبهرا بالمظاهر، التي غالبا ما تكون خداعة
اللقاء
عوضا عن تهديد الوالدين لطفلهم بالعقاب، يجدر بهما أن يثبتوا مدى انفتاحهم عندما يتعلق الأمر بلقاء أصدقاء طفلهم. فضلا عن ذلك، ينبغي عليهم أن يركزوا على حسن التواصل والحفاظ على علاقة قوية مبنية على الثقة المتبادلة مع طفلهم.
قبل البحث عن الاستنتاجات، يجدر يجدر بالوالدين أخذ الوقت الكافي للتعرف على الصديق الذي لا يروق لهم، حيث يمكن أن يدعوه إلى تناول الطعام في المنزل، للتعرف عليه بشكل أفضل. وسيقدر الطفل حسن نوايا والديه، وستتولد لديه لاحقًا قابلية أكثر للإنصات إلى والديه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الدعوة أن تبدد شكوك الآباء حول صديق طفلهم.
لا تنخدع بالمظاهر
ينبغي على الوالدين حسن اختيار طريقة التواصل مع الأصدقاء الجدد لطفلهم، حيث لا يجب عليهما أن ينبهرا بالمظاهر، التي غالبا ما تكون خداعة. كنتيجة لذلك، لا ينبغي عليهم الحكم على صديق طفلك من وجهة هيئته الخارجية، أي من الملابس التي يرتديها وذوقه الموسيقي، فهي متقلبة كثيرا في مرحلة المراهقة، وغالبًا لا تعطيك فكرة معمقة عن شخصية الشباب. ولا يعني أن يكون المراهق الذي يحب ارتداء اللون الأسود والاستماع لموسيقى بانك روك، سيئا.
عموما، وفي حال كان الوالدان لا يفضلان هذا النوع من الأصدقاء ولا أذواقهم، كما أنهما يرفضان رؤية هذا الصديق في منزلهما بسبب سلوكيات أخرى غير جيدة، فبإمكانهما بأن يعبرا عن رفضهما لهذه السلوكيات، التي يحبذان رؤيتها خارج منزل العائلة.
ينتاب بعض الآباء إحساس بأن طفلهما وقع بالفعل تحت تأثير صديق سيء أو غرق في علاقة صداقة لم يستطع كيف ينهيها، فينبغي عليهما في هذا الحالة اتخاذ أساليب لتحسين الوضع
حوار جيد
إذا ما استمرت مخاوف الوالدين، فبإمكانها إعلام طفلهما بعدم مجالسة هذا الصديق مع تحديد الأسباب. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يلاحظ الوالدان سلوكا غير مقبول في هذا الصديق، بالتالي ينبغي عليهما تذكير طفلهما بأن القيام بممارسات لا يحبذانها، لا تعني بأنها ستعزز حب أصدقائه الجديد له.
فضلا عن ذلك، ينبغي على الآباء الحديث مع طفلهما عن قيم العائلة مع تحديد العواقب المحتملة لتعاطي المخدرات أو التغيب عن المدرسة. كما سيمكَنهما ذلك من معرفة ردة فعله إذا وجد نفسه في موقف حاول فيه أحد أصدقائه حمله على ارتكاب خطأ ما، وهنا ينبغي فتح أبواب النقاش لطرح كل الحلول الممكنة. كما ينبغي على الوالدان تشجيع طفلهما على الالتزام بمبادئه وتحدي الآخرين من أجلها إذا لزم الأمر. ففي النهاية، يستحق شخص يعرف كيف يثبت نفسه احتراما أكثر بكثير من شخص يقلد كل ما يريده الآخرون.
امنحاه الثقة
يجدر بالوالدين إثبات أنهما يثقان في طفلهما، كما أنهما يحافظان عليها. ف قبل كل شيء، تكون علاقات الصداقة مجرد علاقات عابرة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة على الرغم من أنها قد تبدو قوية. وإذا لم يكن هذا الصديق مناسبًا لطفلك، فهناك فرصة جيدة أن يلاحظ ذلك بنفسه ويعمل على الابتعاد عنه.
ينبغي على الوالدين أن يتذكرا جيدا بأنهما يظلان المثل الأعلى لطفلهما خلال مرحلة الطفولة، خاصة وأنهما يساهمان في تأسيس الطفل لعلاقاته الشخصية
من جهة أخرى، ينتاب بعض الآباء إحساس بأن طفلهما وقع بالفعل تحت تأثير صديق سيء أو غرق في علاقة صداقة لم يستطع كيف ينهيها، فينبغي عليهما في هذا الحالة اتخاذ أساليب لتحسين الوضع. وأوضح لطفلك أنك لن تتسامح مع الممارسات السيئة وأنه سيقع معاقبة أصدقائه على أفعالهم. فإذا شعرت أنه يظهر عليه علامات الاكتئاب أو الضيق، فلا تتردد مباشرة في طلب المساعدة من أحد المختصين.
في النهاية، ينبغي على الوالدين أن يتذكرا جيدا بأنهما يظلان المثل الأعلى لطفلهما خلال مرحلة الطفولة، خاصة وأنهما يساهمان في تأسيس الطفل لعلاقاته الشخصية. لذلك، ينبغي أن يكونا بمثابة مثال جيد بالنسبة له. وللتوضيح أكثر، إذا كانت للوالدين علاقات جيدة مع أشخاص جيدين مع حرصهما على الحفاظ على استقلاليتها ونزاهتهما وصدقهما، فيعني ذلك وجود مؤشرات إيجابية تؤكد إمكانية أن يتبع طفلهما الخطى ذاتها.
المصدر: كنال في