الليبرالية كلمة في الأصل مأخوذة من (liberalis) اللاتينية وتعني: الحر، وتقوم على أسس كالحرية، المساواة، حقوق الإنسان.
اشتهرت الليبرالية كحركة في القرن الثامن عشر ميلادي أو بما كان يُعرف آنذاك بعصر التنوير ، وكان الليبراليون حينها يرون أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان وحوله تدور فلسفة الحياة ، وله الحق في الحياة والحرية والفكر والمعتقد والضمير!
وأنا كإنسان بالطبع لا أملك إلا أن أتفق مع هذه المفاهيم التي أساسها يقوم على العدل، وترتكز حول الإنسان، وتكافح وتناضل من أجل هذا الإنسان وحريته وحقوقه، فلو عدنا للقرآن الكريم سنجد أن جوهر الرسالات السماوية، والهدف/ الخطة الإلهية من إرسال الرسل هو العدل والمساواة بين الخلق، يقول الله تعالى في سورة الحديد {ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط}.
أخي الكريم تمعن في هذه الآية الكريمة وتواضع أمامها، وستدرك أن الأساس والمقوم الرئيسي لهذا الفكر هو قرآني بدرجة أولى، أي تطبيقه – من وجهة نظري – هو تطبيق لجوهر الرسالات السماوية .
على العكس تمامًا من المفهوم العربي العقيم لهذا الفكر، الذين آمنوا أنه مجرد مشروع تنويري يدور ويرتكز حول المرأة وعريّها فقط، فتشاهد المتحدثين باسم الليبرالية ملأوا الفضائيات ضجيجًا ويناقشون قضايا أكثر من هامشية، وفي أحيان تبدو سخيفة مثل: هل تقود المرأة أم لا؟ هل تمارس المرأة الرياضة؟ هل تعمل وتخرج من منزلها؟! وقس على ذلك.
بدلاً من توعية الناس بحقوقهم، ومحاولة الارتقاء بعقولهم، وتحريضهم على التفكير والتعمق بدلاً من السطحية الساذجة، والتركيز على اللب لا على القشر!
وفي قاموس الإسلامين، كلمة (ليبرالي) هي المصطلح المرادف لـ(زنديق)!
والليبرالية بالنسبة لهم: هي مجرد مؤامرة تهدف إلى إخراج المرأة من منزلها، سافرة، متبرجة، وأحيانًا عارية؛ لإثارة الغرائز والفتن، لذا فهو مخطط أمريكي صهيوني مشترك الهدف منه شبابنا!
وحينما يصفك أحدهم بالليبرالي، فاعلم أنه لايقصد المدح بل القدح، فهو “كالملصق الجاهز” يستخدم حينما تكون الحجة هشة، ويدرك من أمامك أنها لا لم تعد تقارع – كما في السابق – يضطر هو للاستعانة بهذا الملصق كي تخرس، ويردد أتباعه بعدها عبارات كـ “الله أكبر أخرست الزنديق الكافر” وغيرها.. وهذا قبل أن تبدأ حديثك أصلاً!
أخي الكريم إن أردت أن تحيا .. فاحيا بعقلك لا بقلبك، وانأى بهما عن هرطقة العرب الليبرالين والإسلاميين – على حد سواء – فقط عد للكتاب الذي في أعلى الرف القديم، وبعد أن تنفض الغبار عنه جيدًا، اقرأه وتمعن في آياته، حينما تنتهي أجزم أنك ستتفق معي إن قلت بأن القرآن في زمننا بات عبارة عن طلاسم ونصوص مبهمة للصلاة والعبادة فقط، بعيدًا عن الهدف/ الجوهر الأسمى الذي أُنزل من أجله!
يقول علي شريعتي:
“إن الدين الذي لا ينفع الإنسان قبل الموت لا ينفعه بعد الموت أيضًا”