ما زال سوق النشر المصري الخاص باليافعين يشهد رواجًا كبيرًا في العالم العربي، وقد أوضحنا هذا في المقال الخاص بأدب الرعب في مصر، يمكنكم قراءته من هنا. لكن ذلك الازدهار لا يخص أدب الرعب فقط، فقد لاحظت في الشهور الأخيرة زيادة مبيعات روايات تنتمي لأدب الفانتازيا صدرت منذ أكثر من عشر سنوات تقريبًا! مع صدور بعض الروايات الحديثة في المجال ذاته مما يجعلني أعتقد أن الفانتازيا رهان الأسواق الجديد، والتعطش الجديد الذي سوف يجتاح الأسواق العربية في المستقبل القريب.
أوشكت 2019 على نهايتها، لكنها ما زالت تبهرنا ببعض القراءات الجديدة في أدب اليافعين العربي، واليوم اخترت لكم أربع روايات من أفضل روايات أدب اليافعين التي صدرت هذا العام حتى الآن.
1- “البرديات الإغريقية (مبعوث مورفيوس)” للكاتب والمترجم أحمد المهدي
المشاعر الإنسانية والبطولة عامل أساسي في روايات أحمد المهدي الذي يركز دائمًا على المشاعر الإيجابية والتعاون وهدف الحياة أو حكمتها.
تبدأ القصة باكتشاف أثري في “صعيد مصر”، في قرية الأشمونين التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، ذلك الاكتشاف يكون معبدًا فرعونيًا للإله المصري القديم “تحوت”، وقلادة وساعة رملية أصولهما غير مصرية.
القصة تدور حول الصحفي باسم ورجل إسكتلندي يحاول الحصول على تصريح للدخول لمعرض الآثار كي يلقي نظرة على الساعة الرملية الغامضة، وقتها نعرف أن تلك الزيارة تكمن وراءها كوارث غرائبية تُنذر بنهاية العالم.
صدرت الرواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير 2019، عن دار سما للنشر والتوزيع، وهي الجزء الأول في سلسلة “البرديات الإغريقية”.
أحمد المهدي كاتب متخصص في الفانتازيا والخيال العلمي وأدب الطفل، صدرت له عدد من الروايات التي تنتمي إلى أدب الفانتازيا مثل “الشتاء الأسود” و”ملاذ مدينة البعث”، وفي أدب الطفل صدر له عدد من الأعمال مثل “الأرنب الشجاع” و”ريم” التي تُرجمت إلى الإنجليزية، كذلك ترجم عددًا كبيرًا من الكتب والروايات مثل “كتاب التنانين” و”الإله العظيم بان” و”آلهة بيجانا”.
2- “ظل بابليون” للكاتب باسم الخشن
المغامرة تكون كبيرة عند قراءة الرواية الأولى للكاتب دائمًا، لكن المغامرة التي أخذنا إليها باسم الخشن في هذا العمل مختلفة تمامًا. ما الذي تتوقع قراءته عندما تمسك أول أعمال أحد الكتاب الشباب؟ رواية جريمة؟ أو ربما رعب؟ لكن هذا ليس الحال مع هذه الرواية، فهي لا تعتمد على الأكشن والمغامرة فقط، لكنها أيضًا تعتمد على فكرة فانتازية خلق الكاتب لها أسطورة، فتنتمي الرواية إلى أدب الفانتازيا المعاصرة أو كما يسمونه Urban Fantasy.
تقول الأسطورة في بداية الكتاب “خلق الإله الموجودات كلها في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع ليتولى سلطة ما خلقه. وقد حُرِم الكون منذ اليوم السادس من أي خلق جديد. أول مخلوقات الإله كانت “الكلمة”.. كلمة “كُن”، وآخر ما خُلق كانت “بابليون”، ثم استوى على العرش قبل أن تسطع شمس اليوم السابع، ويُخلق لها ظلًا…”.
الرواية مليئة بالمشاعر والأفكار المتضاربة وعدد من الأزمات التي تشعرنا أن أولئك الأبطال هم “نحن”، لا يختلفون عن أي شخص منا
تدور أحداث الرواية في عصرنا الحاليّ حول مغامرة شبابية للبحث عن ظل مدينة بابليون الذي قد يحمل للباحثين عنه الخلود، فمزجت الرواية عددًا من الأحداث الحقيقية في التاريخ بالأسطورة، لهذا ونحن نقرأها لا نعرف بالضبط ما الحقيقي وما الذي اختلقه الكاتب.
تتحدث الرواية عن مجموعة من الشباب كل منهم لديه مشاكله المختلفة نظرًا لطبقاتهم الاجتماعية المتفاوتة، ويتمكن أحدهم من شراء قطعة آثار من تاجر بدوي، تلك القطعة ما هي إلا “خاتم كهنة آمون” الذي يعطي الحماية لمُرتديه من كل شر وأذى. نكتشف مع الاستمرار في الحكي أن تلك الحماية ليست مطلقة، وأنه لا يوجد شيء دون مقابل.
يبدأ ذلك الشاب في توريط أصدقائه بمغامرته، بينما تطارده جماعتان سريتان وتبدأ المغامرة التي لن تجعلك تترك الرواية حتى السطر الأخير.
الرواية مليئة بالمشاعر والأفكار المتضاربة وعدد من الأزمات التي تشعرنا أن أولئك الأبطال هم “نحن”، لا يختلفون عن أي شخص منا.
يعمل الكاتب في الوقت الحاليّ على روايته الثانية التي تنتمي أيضًا إلى أدب الفانتازيا.
3- “الشايب” للكاتبة منة علي
إنها العمل الأول للكاتبة “منة علي”، من النادر أن نجد كاتبة تكتب في الجريمة والإثارة، فهو حقل مسيطر عليه أغلب الكتاب الرجال العرب، لكن الكاتبة منة علي قدمت لنا مغامرة مثيرة في أول أعمالها.
تحكي رواية “الشايب” عن لعبة بين أربعة شباب، واللعبة كما يبدو من اسم الرواية هي “الشايب”، التي تدور باختصار حول الحكم على الخاسر بعقاب ما وعليه تنفيذه. ما إن يقع ذلك العقاب على شاب من بين الأربعة شباب حتى تنقلب حياته، والرواية لا ترتكز في أحداثها على ذلك الشاب فقط بل أصدقاؤه الأربع أيضًا، خصوصًا عندما يوضع كل فرد منهم أمام معضلة ويحاول حلها بطريقته.
الرواية صدرت عن دار إبداع للترجمة والنشر، حيث فازت في مسابقة النشر التي أطلقتها الدار عام 2018، ونشرت في 2019.
4- “باب اللعنات” للكاتب والمترجم محمد عصمت
آخر روايات كاتب الرعب الشهير والمترجم محمد عصمت التي صدرت في يناير الماضي.
إنها مغامرة مرعبة لكنها ليست مثل كثير من روايات الرعب التي قرأناها من قبل. تحكي الرواية عن رجل يستفيق بعد حادث سيارة ليجد نفسه في مكان غامض بعيدًا عن منزله في قرية نائية. كان ذلك الرجل يقود سيارته متوجهًا لزيارة والدته المريضة لتنقلب به السيارة 13 مرة، وعندما يستفيق يجد نفسه في ذلك الكابوس.
شهدت رواية “باب اللعنات” تطورًا كبيرًا في أسلوب كتابة محمد عصمت، فهي تختلف كثيرًا عن أعماله السابقة
تلك القرية لا تحتوي على أي وسائل اتصال والأغرب أن أهل القرية يقولون إن وجوده بينهم فتح عليهم باب اللعنات!
شهدت رواية “باب اللعنات” تطورًا كبيرًا في أسلوب كتابة محمد عصمت، فهي تختلف كثيرًا عن أعماله السابقة، يقول الكاتب “محمد عصمت” في حديثه لـ”نون بوست”: “باب اللعنات ليست فقط رواية رعب، بل تعتمد على الرمزية بشكل كبير، كثير من الأشياء في مجتمعاتنا وثقافتنا وطريقة تعاملنا مع بعضنا البعض، فبطل الرواية “حلمي” المهندس ليس لديه أي قدرة خارقة مثل كثير من أبطال الروايات، ورغم ذلك فقد قرر أن يتحمل مسؤولية أفعاله، وأن يغلق باب اللعنات كما تسبب في فتحه”.
تلك كانت بعض الروايات التي استمتعت بها هذا العالم فيما يخص أدب اليافعين.. أخبرني الآن أي تلك الروايات قرأتها؟ وأيها أعجبك؟