إستراتيجية روسيا للعمل في أفريقيا

KMO_085447_10178_1_t218_204026

ترجمة وتحرير: نون بوست

لأول مرة على الإطلاق، تستضيف سوتشي قمة روسية أفريقية، إلى جانب المنتدى الاقتصادي الروسي-الأفريقي، حيث سيجتمع زعماء خمسين دولة أفريقية والآلاف من ممثلي النخبة السياسية والتجارية في روسيا والدول الأفريقية على ساحل البحر الأسود. وتجدر الإشارة إلى أن الخبراء الذين قابلتهم كوميرسانت يؤكدون أنه لدى روسيا استراتيجية منهجية وطويلة الأجل للعمل في القارة السمراء، كما أنه لديها أيديولوجية وخطة عمل واضحة.

المانجا وكوخ ستالين

في الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، انطلقت إحدى الأحداث الدولية المرتقبة لهذه السنة في روسيا، في مدينة سوتشي، والمتمثلة في المنتدى الاقتصادي والقمة الروسية -الأفريقية. وقد تمت دعوة جميع دول المنطقة البالغ عددها 54 دولة للمشاركة في هذا الحدث، حيث حضر 43 من القادة، بمن فيهم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد علي، الذي حصل مؤخرا على جائزة نوبل للسلام. إلى جانب المشاركين الروس، حضر وفود من البلدان الأفريقية وثماني جمعيات ومنظمات إقليمية مهمة. ونتيجة لذلك، تجاوز عدد المشاركين في المنتدى والقمة حوالي 10 آلاف شخص.

في الواقع، تعتبر هذه القمة الروسية -الأفريقية الأولى في تاريخ العلاقات مع أفريقيا. وعلاوة على البرامج التجارية والاقتصادية والاجتماعية، ينتظر الضيوف (يزور الكثير منهم روسيا للمرة الأولى) عروضا جليدية يقدمها نجوم عالميين وجولات في مدينة سوتشي الروسية ورحلات على متن القوارب ومهرجان تذوق الطعام الروسي لمدة يومين، فضلا عن معرض للمنتجات الروسية، بما في ذلك المنتجات العسكرية.

وتجدر الإشارة إلى أنه سيتم عرض ميغ-35 في موقع حديقة العلوم والفنون “سيريوس”، إلى جانب أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى، فضلا عن الأسلحة الصغيرة ومحطات الرادار وغيرها من المنتجات الأخرى. وفي هذا الصدد، يذكر أن روسيا تحتل المرتبة الأولى في توريد الأسلحة إلى أفريقيا جنوب الصحراء، في ظل اعتماد “من أجل السلام والأمن والتنمية”، كشعار للقمة الحالية.

علاوة على الموائد المستديرة، ستقدم الشركات الروسية على غرار الشركة الروسية للسكك الحديدية وبنك التجارة الخارجية الروسي وروسيولوجيا وروستام العديد من العروض للضيوف الأفارقة

في هذا الإطار، أفاد الرئيس التنفيدي لشركة روسوبورون إكسبور، ألكسندر ميكيف، قائلا: “نحن نتفهم جيدا احتياجات شركائنا وأصدقائنا الأفارقة ونقدر تقديرا عاليا رغبتهم في جعل أفريقيا آمنة”. وأضاف ميكيف قائلا: “أنا متأكد أن المنتجات الروسية الصنع التي تم اختبارها في ظروف قتالية حقيقية تتناسب مع الأهداف الأفريقية مائة بالمائة”. وما يُثير الاهتمام أنه في وقت سابق، أطلق على هذا العام تسمية “عام أفريقيا لنظام التعاون العسكري التقني الروسي”.

علاوة على الموائد المستديرة، ستقدم الشركات الروسية على غرار الشركة الروسية للسكك الحديدية وبنك التجارة الخارجية الروسي وروسيولوجيا وروستام العديد من العروض للضيوف الأفارقة. كما توجد على الأقل عشرون اتفاقية حكومية دولية مشتركة بين الإدارات واتفاقيات تجارية جاهزة للتوقيع.

في هذا السياق، أعلن سفيرا روسيا والدول الأفريقية عن وجود العديد من الفرص الجذابة للشركات الروسية والأفريقية عشية القمة. وعلى سبيل المثال، تريد كينيا تزويد روسيا بالمانجا والأفوكادو والزهور والشاي، أما الكوت ديفوار، فقد عبرت عن استعدادها لتصدير المعادن وحبوب الكاكاو واللحوم والأسماك. ومن جهتها، ستقوم موسكو بتسليم 11 مختبر متنقل روسي لتشخيص الطاعون في مدغشقر، كما ستفتح مركز للترويج للغة الروسية في الغابون.

في تصريحه لوكالة تاس الروسية، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قائلا إن “أفريقيا أصبحت قارة الفرص، كما أن لديها موارد هائلة، تجعلها جذابة على المستوى الاقتصادي”. وأضاف الرئيس الروسي قائلا: “توجد العديد من مشاريع الاستثمار بمشاركة روسية بقيمة مليارات الدولارات في طور الإعداد والتنفيذ. ولذلك، نتوقع أن يقوم شركاؤنا بتهيئة الظروف المستقرة اللازمة والقابلة لممارسة الأعمال التجارية، فضلا عن توفير مناخ استثماري جيد وآليات لحماية الاستثمارات”.

رسم بياني

في شأن ذي صلة، سيتمكن بوتين من تذكير الضيوف الأفارقة بما تتوقعه روسيا من أفريقيا، ليس فقط في العديد من الاجتماعات الثنائية، وإنما أيضا في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي. وفي خضم ذلك، سيلقي الرئيس المصري والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي عبد الفتاح السيسي كلمة في هذا الاجتماع (التقرير نشر قبل الاجتماع).

في الحقيقة، تعتبر مصر الشريك التجاري والاقتصادي الرئيسي لروسيا في أفريقيا، ليس فقط فيما يتعلق بحجم التبادل التجاري، وإنما أيضا فيما يخص توقيع اتفاقية حول إنشاء منطقة تجارية أفريقية حرة. وفي هذا الصدد، سبق أن صرح السيسي قائلا إن “القمة الحالية تعد بمثابة خطوة نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية والشعب الروسي الصديق”.

لم يكن مجرد عمل شهم

يتوقع الرئيس العام للشركة المساهمة المفتوحة “مركز التصدير الروسي” أندريه سلبينيف، أن التجارة الروسية الأفريقية ستتضاعف خلال السنوات الثلاث القادمة. وتتأكد هذه التوقعات من خلال الأخذ بعين الاعتبار الثقة والآمال المتبادلة بين الجانب الروسي والأفريقي من أجل تحقيق هذه البيانات. ومع النمو السكاني الهائل والزيادة البطيئة والثابتة، أصبحت القارة السمراء سوقا مهمة للمستهلكين من الطبقة المتوسطة.

على الرغم من الاتفاقية المتعلقة بإنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية، إلا أن ذلك لا يجعل العلاقات التجارية الروسية الأفريقية، شبيهة بعلاقات القارة السمراء مع الاتحاد الأوروبي. ولكن، في جميع الحالات، يعدَ من السهل على شركات الروسية الدخول للسوق الأفريقية. وفي هذا السياق، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة كامبريدج، ها جون تشانغ، إن “أفريقيا أضحت في الوقت الراهن في الموقع نفسه الذي كانت فيه الصين في التسعينات”.

بالنسبة لروسيا، تُعتبر فكرة العودة إلى أفريقيا، الفكرة الأساسية للتحضير للقمة، وقد أُعلن عن هذه الفكرة في العديد من النقاشات السياسية ومناقشات الخبراء. وفي هذا الصدد، قالت أستاذة التاريخ الأفريقي في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو إن “العلاقات الروسية الأفريقية بدأت في القرن التاسع عشر من خلال حرب البوير. وفي وقت لاحق، بدأ الأفارقة بتبني الفكر الشيوعي، في طريق المطالبة بالاستقلال”.

طلبت موسكو من الشركاء الأفارقة الولاء للاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي، وعلى وجه الخصوص توجه هذه البلدان لتتحول أفريقيا إلى حليف في صراع النظامين العالميين.

في أواخر خمسينات وأوائل ستينات القرن الماضي، ظهرت الأيديولوجية السوفيتية المنادية بانهيار النظام الاستعماري للإمبريالية. وفي سنة 1960، أعلنت الأمم المتحدة عام أفريقيا، لتحصل 17 دولة أفريقية على الاستقلال الواحدة تلو الأخرى. ومن جهتها، دعمت موسكو بنشاط حركات التحرير الوطني وقدمت مساعدات شاملة، على غرار مساعدات عسكرية واقتصادية للدول الأفريقية الناشئة.

في الواقع، كانت هذه المساعدة في معظم الأحيان إما مجانية أو على أساس قروض طويلة الأجل لم يكن لها أي شكل قانوني دولي. في المقابل، طلبت موسكو من الشركاء الأفارقة الولاء للاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي، وعلى وجه الخصوص توجه هذه البلدان لتتحول أفريقيا إلى حليف في صراع النظامين العالميين.

في شأن ذي صلة، تظل هذه الأيديولوجيا إلى اليوم حجر الزاوية في الحوار الروسي الأفريقي. وعلى سبيل المثال، لطالما أكدت موسكو أنه لم يكن لروسيا في أي يوم من الأيام مستعمرات داخل القارة السمراء. وفي هذا الصدد، ذكر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في يونيو/ حزيران في اجتماع مساهمي بنك الاستيراد والتصدير الأفريقي في موسكو أنه “لطالما كانت العلاقات ودية بيننا، كما أنها تتطور وفقا لمبادئ المساواة والاحترام المتبادل ومراعاة مصالح بعضنا البعض”.

ويتابع الوزير الروسي، حديثه قائلا: “لم تشارك روسيا في نهب الموارد الأفريقية وعارضت كل مظاهر العنصرية. وعوضا عن ذلك، قدمت مساعدات متنوعة للشعوب الأفريقية في نضالها ضد الاستعمار، واستمرت حتى بعد الاستقلال في مساعدة هذه الدول وتطوير اقتصادها”. ومن الواضح أنه في الخطاب الروسي تجاه أفريقيا، لا يزال هناك اتجاه مناهض للإمبريالية.

في الشأن نفسه، صرح لافروف أن “دولتنا تعارض العقوبات الأحادية الجانب والإجراءات القسرية والحروب التجارية. كما أننا ندعو دائما إلى نظام تجارة عالمي عادل، تكون فيه فرصة للجميع الدول للعمل والاستثمار، ولا تكون حكرا على مجموعة ضيقة من الدول”.

خلال الحقبة السوفييتية، وُضع نظام لتدريس الطلاب الأفارقة في الجامعة الروسية لصداقة الشعوب التي افتتحت في شباط/فبراير سنة 1960. وتلقى حوالي 80 ألف طالب أفريقي التعليم في الجامعات السوفيتية، من بينهم خريج أكاديمية لينين العسكرية والسياسية، الرئيس الأنغولي جواو لورنسو.

أما اليوم، وقَعت وزارة التعليم الروسية اتفاقات في مجال العلوم والتعليم والثقافة مع 13 دولة أفريقية، بينما تلقى حوالي 17 ألف طالب أفريقي التعليم في روسيا. وفي الواقع، يمثل هذا العدد ضعف ما كان عليه العدد قبل عشر سنوات، لكنه يعتبر ضعيفا مقارنة بعدد الطلاب الأفارقة الذين يتلقون تعليمهم في فرنسا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وماليزيا.

رسم بياني

منذ الحقبة السوفيتية، بقيت مديونية البلدان الأفريقية تجاه روسيا تقدر بملايين الدولارات بسبب استيراد الأسلحة السوفياتية آنذاك. ووفقا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ألغت روسيا ديونا متخلدة بذمة الدول الإفريقية تجاه الاتحاد السوفياتي تقدر بحوالي 20 مليار دولار.

في هذا الصدد، يقدَر إجمالي حجم التجارة السنوية لروسيا مع البلدان الأفريقية (الصادرات الروسية تتمثل في المواد الغذائية والمواد الخام الزراعية والآلات والمعدات والمركبات) بحوالي 20 مليار دولار. وعموما، يضمن نصف حجم التجارة من خلال التعاون مع أربعة دول وهي مصر والجزائر والمغرب وجنوب أفريقيا.

من جانبه، يرى بوتين أن “إلغاء الديون السوفييتية المتخلَدة بذمة دول أفريقيا منذ الحقبة السوفييتية لم يكن كرما من جانب روسيا فقط، وإنما أيضا مظهرا من مظاهر الواقعية، لاسيما وأن العديد من الدول الأفريقية غير قادرة على دفع فوائد على هذه القروض. لذلك، ارتأينا أن إرساء التعاون وفتح صفحة جديدة يعد الخيار الأنسب بالنسبة للجميع”.

 في الوقت نفسه، يثير التعاون الذي نشأ بين موسكو والدول الأفريقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي العديد من الأسئلة. ومن جهتها، أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا قائلة: “لا أستطيع المرور دون التعليق على الكم الهائل من المنشورات المعادية لروسيا، وخاصة تلك التي ظهرت في وسائل الإعلام الأمريكية عشية القمة الروسية الأفريقية. وبالطبع هذا أمر غير مسبوق، ونحن نعرف الجهات التي تقف وراء هذه الشائعات”.

من هذا المنطلق، اتهمت زاخاروفا الصحافة الغربية بمحاولة التشكيك في سياسة روسيا في الاتجاه الأفريقي، مضيفة أن “وكالات الأنباء والخبراء لا يدخرون فرصة في اتهام روسيا بدعم الأنظمة الخاطئة من خلال توفير الأسلحة والمعدات العسكرية والتدخل في الانتخابات، وبعض أعمال الفساد”.

رسم بياني

في الحقيقة، إن الحقائق المشيرة إلى مخاوف الغرب من النمو السريع للنفوذ الروسي في أفريقيا لا أساس لها من الصحة. ففي تسعينات القرن الماضي، فقدت روسيا اهتمامها بالقارة الأفريقية، ولم تستطع استرجاع مكانتها ونفوذها هناك حتى الساعة. علاوة على ذلك، أغلقت موسكو في سنة 1992، تسع سفارات وأربع قنصليات وعدد كبير من المراكز الثقافية في أفريقيا. وعلى مدى عشر سنوات، لم يزر الزعماء الروس أبدًا القارة الأفريقية، حتى سنة 2005 عندما زار بوتين مصر.

على صعيد آخر، كان الركود الموثق لتدهور العلاقات الروسية الأفريقية، هو مفهوم السياسة الخارجية الروسية التي تمت الموافقة عليه في أوائل التسعينيات. وبدلا من ذلك، احتلت رابطة الدول المستقلة المرتبة الأولى في قسم الأولويات الإقليمية للسياسة الخارجية الروسية. علاوة على ذلك، كان التوسع في التعاون مع الدول الأفريقية على أساس ثنائي ومتعدد الأطراف من خلال الحوار السياسي وتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية متبادلة المنفعة يتذيل قائمة اهتمامات روسيا آنذاك.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه كلا الطرفين بعض الصعوبات فيما يتعلق بإصدار شهادات المنتجات. فمن جهة، يجهل رجال الأعمال الأفارقة التفاصيل الروسية. ومن جهة أخرى، يرى مجتمع الأعمال الروسي أن أفريقيا بمثابة سوق هامشية. ويعتقد الخبراء أن عدم الاستقرار السياسي في عدد من البلدان الأفريقية، وتشويه صورة روسيا، والاحتياجات المحدودة للتكنولوجيات الروسية، باستثناء التكنولوجيات التي تطلبها المنطقة بشكل تقليدي، من بين العوائق التي تحول دون إرساء التعاون بين الطرفين.

يقدر إجمالي حجم تجارة أفريقيا مع الولايات المتحدة بحوالي 61 مليار دولار، أي ثلاث أضعاف حجم تجارتها مع روسيا

بشكل عام، عند العودة إلى أفريقيا، يتعين على روسيا التنافس هناك مع الولايات المتحدة والصين، اللتين بسطتا سيطرتها في المنطقة. وتعليقا على مسألة المنافسة مع الولايات المتحدة أو الصين، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: “في مثل هذه الحالة، لا ينبغي الحديث عن المنافسة بل عن تعاون متبادل. ولطالما كانت روسيا حاضرة في أفريقيا، نظرا لأهمية هذه القارة بالنسبة لنا. ولدى روسيا ما تقدمه فيما يتعلق بالتعاون الذي من شأنه أن يحقق فائدة مشتركة مع الدول الأفريقية”.

في الوقت ذاته، يقدر إجمالي حجم تجارة أفريقيا مع الولايات المتحدة بحوالي 61 مليار دولار، أي ثلاث أضعاف حجم تجارتها مع روسيا. أما إجمالي حجم تجارة إفريقيا مع الصين، فيتعدى مبلغ 204 مليار دولار. من جهتها، بدأت الصين في تنظيم مؤتمرات مع الزعماء الأفارقة على غرار ما حدث في سوتشي منذ عام 2006. وفي عام 2018، وبعد عقد منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين، وقعت حوالي 150 اتفاقية تعاون، وانضمت 28 دولة أخرى إلى المشروع الصيني “حزام واحد طريق واحد”.

في الواقع، نوقشت بعض هذه المشاكل في الأيام الأخيرة على هامش ندوة “روسيا إفريقيا، نحو تاريخ من العلاقات”، المنظمة من قبل جامعة العلوم التاريخية بموسكو ومعهد الدراسات الأفريقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية. ومن جهتها، قالت أستاذة التاريخ الأفريقي في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، إيرينا فيلاتوفا: “تفتقر روسيا إلى استراتيجية على المدى البعيد فيما يخص التعامل مع أفريقيا. كما لم يتبقَ شيء من مساعدتنا العسكرية والاقتصادية. وإذا اعتبرنا ما تبقّى نجاحا، فهذا يعني أن السياسة الأيديولوجية كانت فقط ناجحة في أفريقيا”.

على صعيد آخر، يرى الخبراء أن روسيا تفتقر لاستراتيجية طويلة المدى في أفريقيا. وبدوره، أفاد أستاذ الدراسات الشرقية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أندريه إميليانوف، أن روسيا تفتقر حاليا إلى استراتيجية للسياسة الخارجية في أفريقيا، كما أنها لا تعرف ما تريده من القارة الأفريقية وماهية مصالحنا الوطنية لا على المدى القصير، بل على المدى الطويل خلال الخمس والعشر والخمسين سنة المقبلة”. كما يشدد إميليانوف على أنه يتعين على القيادة السياسية صياغة استراتيجية واضحة، ورؤية استراتيجية مماثلة في القمة لتحديد المصالح الوطنية على الأقل.

المصدر: كوميرسانت