ترجمة وتحرير: نون بوست
كتب: توم أوكونور ورامزي تاتشبيري ونفيد جمالي
مع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال متأثرا بمجريات الأحداث الأخيرة في سوريا، إلا أنه وإدارته يواجهون خطر اندلاع أزمة تلوح في الأفق في العراق المجاور. في بلد مات فيه آلاف الجنود من القوات الأمريكية وينتشر آلاف آخرون، تدعم كل من الولايات المتحدة وإيران رئيس الوزراء المحاصر لأن الدعوات الشعبية لإسقاطه قد تهدد نفوذها وتؤدي إلى نشوب حرب أهلية.
ظهرت الجولة الأخيرة من الاحتجاجات لأول مرة في العراق في تموز/ يوليو 2018، بعد حوالي عام من إعلان رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، النصر على تنظيم الدولة في حملة توحد فيها الجيش العراقي والميليشيات المدعومة من إيران وقوات التحالف والقوات الكردية بقيادة الولايات المتحدة. في الواقع، قد تدفع الاضطرابات خليفة العبادي، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إلى الاستقالة.
يتساءل العراقيون علنًا عما إذا كان بإمكان عبد المهدي أن يجلب الوحدة ويعيد الهدوء إلى العراق، ولكن إدارة ترامب وبعض المشرعين يدعمون رئيس الوزراء الحالي. وفي هذا الصدد، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية لمجلة نيوزويك: “إن رئيس الوزراء وفريقه يكونون حكومة جيدة وربما أفضل مما كنا نأمل”، علما بأن بعض المشرعين يساندون هذا الرأي.
“ربيع العراق” هو إشارة إلى ما يسمى بموجة “الربيع العربي” من المظاهرات التي اجتاحت العالم العربي سنة 2011 كحركة جماهيرية ضد الزعماء القدامى الذين فشلوا في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت بشكل غير متناسب على شباب المنطقة
في تصريح له مجلة “نيوزويك”، أفاد السناتور الجمهوري ليندسي جراهام من ساوث كارولينا بأن “عبد المهدي بمثابة صديق لي. آمل أن يتمكن من تصويب الأمور. أعتقد أنه رجل جيد، لكن الفساد هناك متفش. الشباب سئموا منه لذلك ترون ردود الفعل العنيفة في كل من لبنان والعراق. إن الشباب يرغبون في أن يقدم لهم بلدهم خدمات أفضل ويبث فيهم أملا أكبر. في الحقيقة، أنا أحب عبد المهدي، وأعتقد أنه يتمتع بثقة الأكراد والسنة. لكن عليه أن يجعل حكومته أكثر قبولًا من العراقيين الأصغر سنًا، إن هذا نوع من “ربيع العراق” وهي أفضل طريقة للتعبير عما يحصل”.
إن “ربيع العراق” هو إشارة إلى ما يسمى بموجة “الربيع العربي” من المظاهرات التي اجتاحت العالم العربي سنة 2011 كحركة جماهيرية ضد الزعماء القدامى الذين فشلوا في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت بشكل غير متناسب على شباب المنطقة. لكن هذه الاحتجاجات التي كانت تعتبر منارة للأمل، تحولت إلى حروب أهلية قاتلة في ليبيا وسوريا، ثم اليمن لاحقًا – وهي قصص تحذيرية استشهد بها زعيم الميليشيا الشيعية مقتدى الصدر في آخر تحذير له يهدف به إلى حث عبد المهدي للمغادرة. مع ذلك، لا تريد الولايات المتحدة ولا إيران حدوث ذلك، حيث تحاول تأكيد نفوذها من خلال نظام هش أصبح الآن هدفًا للانتفاضة الجماهيرية.
متظاهرون عراقيون يحرقون بعض الأشياء لإغلاق الطريق أثناء اشتباكات مع قوات الأمن في أعقاب مظاهرة مناهضة للحكومة في مدينة كربلاء، المزار الإسلامي جنوب العاصمة العراقية بغداد، في 25 تشرين الأول/ أكتوبر.
انتخب عبد المهدي العام الماضي كحل وسط بين زعماء الميليشيات المتنافسة المؤثرة؛ أي الصدر وهادي العامري، حيث يهدد الصدر بإجراء اقتراع حجب الثقة الذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار سياسي وأيضا دخول تحالف سائرون، الذي كان الصدر عضوًا فيه، إلى المعارضة وسط إراقة للدماء.
مع استمرار هلاك أجزاء كبيرة من البنية التحتية للبلاد، وعدم معالجة المشاكل الاقتصادية ومخاوف أمنية طويلة الأمد، خرج العراقيون من جميع الفئات تقريبا إلى الشوارع، حيث ارتفعت حصيلة الاشتباكات المميتة مع قوات الأمن والميليشيات المختلفة المدمجة في القوات المسلحة بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وذلك وفقا للتقارير التي نشرت.
لقد عانى العراق من عقود من الصراع، وذلك بالرجوع إلى الحرب المدمرة التي استمرت ثماني سنوات مع إيران في الثمانينيات، وهجومين أمريكيين في العقدين اللذين أعقبا ذلك. شهد آخرهما الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. من جانب آخر، أقامت الولايات المتحدة حكومة جديدة، تمثل الأغلبية الشيعية في العراق، حيث دمر التمرد السني المسلح البلاد.
تمكنت إيران من الاستفادة من الاضطرابات الإقليمية لتنصيب نفسها لاعبا نشطا في دول مثل سوريا، بينما كان المشرعون الأمريكيون يركزون على نطاق واسع على قرار ترامب بسحب القوات من شمال البلاد
خلال هذه الفترة، قاد الصدر والعامري الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي استهدفت كلا من القوات الأمريكية التي انسحبت من البلاد في سنة 2011، وتنظيم القاعدة الذي سمي فيما بعد بتنظيم الدولة ولم يزدهر إلا بمرور الوقت. شهدت السنوات الأخيرة مشاركة قوات الولايات المتحدة والصدر والعامري، المعروفة باسم سرايا السلام، وجيش المهدي سابقًا، ومنظمة بدر التي أعيد تنظيمها الآن تحت مظلة قوات التعبئة الشعبية، في قتال المنظمة الجهادية التي أصبحت معروف باسم تنظيم الدولة.
عندما أجرى العراق أول انتخابات منذ هزيمة تنظيم الدولة العام الماضي، احتل تحالف سائرون الصدارة، تلاه كتلة فتح التابعة للعامري. لكلا الرجلين علاقات مع إيران، لكن الرجل الأول قد ضغط بشكل متزايد على نفوذ طهران المتزايد في بغداد، كما تبنى الأخير نفس الموقف الآن.
ردًا على السؤال المتعلق بما إذا كانت أي من الأطراف تحرض على تدهور الوضع الأمني في العراق، قال شيروان ميرزا، العضو الكردي العراقي في البرلمان المنتسب إلى الاتحاد الوطني الكردستاني، لـمجلة “نيوزويك” إنه “ليس واضحا للغاية، لكن الصدر والعبادي يريدون ذلك”. علاوة على ذلك، أشار العامري في البداية إلى دعمه لعزل عبد المهدي أيضًا، لكن يبدو أنه غير رأيه ربما بناءً على نصيحة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي يعد شخصية ذات تأثير كبير في العراق. والجدير بالذكر أن وكالة رويترز للأنباء استشهدت بمصادر متعددة تشهد على اللقاء الأخير بين الرجلين.
تمكنت إيران من الاستفادة من الاضطرابات الإقليمية لتنصيب نفسها لاعبا نشطا في دول مثل سوريا، بينما كان المشرعون الأمريكيون يركزون على نطاق واسع على قرار ترامب بسحب القوات من شمال البلاد، وهي خطوة تسعى من خلالها الولايات المتحدة إلى تجنب القتال بين شريكين الأكراد السوريين الذين ساعدوا البنتاغون على هزيمة تنظيم الدولة، وحليف الناتو تركيا التي تعتبر بعض الميليشيات الكردية منظمات إرهابية. وحتى في ظل الوضع المتقلب في سوريا، كان عدد أكبر من أعضاء الكونغرس يراقبون العراق، على الرغم من وجود إجماع ضئيل على ما كانت عليه أو يجب أن تكون عليه الاستراتيجية الأمريكية.
رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر (على اليسار)؛ أبو مهدي المهندس (في الوسط)، نائب رئيس قوات التعبئة الشعبية العراقية وهادي العامري (على اليمين)، المسؤول عن كتائب بدر الشيعية، في مؤتمر صحفي مشترك في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 في مدينة النجف. كان الرجال الثلاثة وقواتهم ليكونوا حاسمين في هزيمة تنظيم الدولة لو تم دمجهم في جهاز أمن الدولة.
حيال هذا الشأن، قال السناتور الديمقراطي، تيم كين من فرجينيا لمجلة “نيوزويك” إن “عدم الاستقرار والاحتجاجات في العراق تثير القلق لعدة أسباب. إن المفتاح هو أن العراقيين يعدون شركاءً لنا أولا. لذلك، أول سؤال يجب طرحه هو “ما الذي يظنون أنه سيكون مفيدا لهم؟” وهو آخر شيء علينا القيام به، لأنه في بعض الأحيان قد تكون مشاركتنا سببًا للاضطرابات من قبل البعض، لذلك علينا أن نفعل هذا بطريقة تعتقد الحكومة العراقية – شركاؤنا- أنها ستكون مفيدة”.
كما أضاف “لا أعرف حتى الآن ما الذي يعتقدون أنه سيكون مفيدًا، إذا كان أي شيء، فهذا كله سيكون جزءا من محاولة معرفة ماهية الخطة ولكن الأهم هو الوصول لأفضل طريقة لتحقيق ذلك ولتقدم الإدارة. لذلك، إليك ما نراه وما نظن أنه أفضل خطة. والآن اطرح علينا أسئلة تتحدانا في أجزاء من الخطة، وسنتوصل إلى خطة عمل أفضل بهذه الطريقة”.
تجدر الإشارة الى أن النائب الديمقراطي روبن غاليغو من ولاية أريزونا خدم في قوات مشاة البحرية الأمريكية في العراق خلال فترة ما بعد الغزو العنيفة في العراق، وبينما شعر أن الوضع لم يقترب بعد من الصراع المفتوح، دعا عبد المهدي إلى الاستقالة قبل أن يتخذ هذه الخطوة. وفي هذا الصدد، قال غاليغو لـ “نيوزويك”: “بدأ هذا، بالطبع، بدفع من جانب الكثير من المواطنين العراقيين الذين يريدون حكومة أقل فسادًا وأكثر شفافية وأقل سوءًا. في هذه المرحلة، بدأ هذا ينتشر على أسس طائفية، وهو أمر خطير للغاية. أعتقد بأمانة، أنه سيتعين على الحكومة العراقية أن تستقيل بنفسها وتشكل أخرى جديدة للحفاظ على وحدة البلد”.
كان العراق من بين أكثر الأماكن المضطربة في الخلاف الأمريكي الإيراني الذي نشأ في جميع أنحاء الشرق الأوسط
كما قال غاليغو “إني أعتقد أنه قد يكون هناك انهيار للحكومة. لا أعتقد بالضرورة أن يؤدي إلى حرب أهلية. كنت في منتصف الحرب الأهلية الأخيرة، حيث كانت هناك انتفاضة سنية نشطة ضد الحكومة التي يقودها الشيعة. لا أعتقد أن هذا هو المكان الذي يوجد فيه تاريخ العراق الآن، لكنني أعتقد أنه سيكون هناك إصلاح شامل في الحكومة”.
علاوة على ذلك، جادل غاليغو بأن “هؤلاء المواطنين العراقيين سئموا أيضًا من تأثير إيران، وطهران خائفة من فقدان المزيد من السيطرة على هذه الحكومة العراقية. وللأسف، أعتقد أنهم سيحاولون التأثير على النتيجة أيضًا.
من جانبه، قال النائب الجمهوري آدم كينزنجر من ولاية إلينوي إنه “يشاركه المخاوف بشأن هذا الاضطراب السياسي في المنطقة، وكذلك حول الدور الذي لعبته إيران في الصراع هنا”.
كان العراق من بين أكثر الأماكن المضطربة في الخلاف الأمريكي الإيراني الذي نشأ في جميع أنحاء الشرق الأوسط. دعمت الولايات المتحدة في البداية الغزو العراقي لإيران الذي أعقب الثورة الإسلامية سنة 1979، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة عرضت ضمنيًا دعمًا لكلا جانبي الصراع، إلا أنها كانت تنظر إلى كلا البلدين على أنهما خصمان إلى أن أدى تغيير نظام صدام حسين إلى جعل بغداد حليفًا لكل من واشنطن وطهران.
تغلبت الولايات المتحدة وإيران على عقود من العزلة الدبلوماسية سنة 2015 لإبرام الاتفاق النووي، وهو اتفاق تاريخي صادقت عليه أيضًا الصين والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة. في العام الماضي، انسحب ترامب من هذه الصفقة من جانب أحادي، مما أدى إلى اندلاع حلقة من التوترات التي دفعت الولايات المتحدة وإيران إلى شفا تبادل الضربات.
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يخاطب المستشارين وأفراد قواته الأمنية وسط اضطرابات واسعة النطاق، 23 تشرين الأول/ أكتوبر.
خلق ذلك جوًا جديدًا من العداء للوجود الأمريكي في العراق، خاصة بين العديد من الميليشيات التي تدعمها إيران والتي أصبحت الآن جزءًا رسميًا من جهاز أمن الدولة. بعد الهجمات الصاروخية الواضحة التي وقعت العام الماضي بالقرب من سفارة واشنطن في بغداد والقنصلية في أربيل، قامت وزارة الخارجية بإجلاء جميع الأفراد غير الطارئين بينما لا يزال حوالي 5000 جندي على الخطوط الأمامية.
نقلاً عن مصادر عراقية، وصف النائب الديمقراطي توم مالينوفسكي من نيوجيرزي سحب هؤلاء الدبلوماسيين بأنه “غسل الولايات المتحدة أيديها من البلاد”. في بيان نُشر بعد فترة وجيزة من نشر مقال لمجلة “نيوزويك” يوم الجمعة، خاطب وزير الخارجية مايك بومبو بغداد مباشرة، قائلاً إن “الولايات المتحدة ترحب بأي جهود جادة تبذلها حكومة العراق لمعالجة المشاكل المستمرة في المجتمع العراقي”.
كما أردف قائلا “ينبغي لحكومة العراق أن تستمع إلى المطالب المشروعة للشعب العراقي الذي خرج إلى الشوارع لإسماع صوته. تراقب الولايات المتحدة الوضع عن كثب، ومنذ البداية نحن ندعو جميع الأطراف إلى نبذ العنف. تفتقر التحقيقات التي أجرتها الحكومة العراقية عن أعمال العنف التي ارتكبت في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر إلى مصداقية كافية ويستحق الشعب العراقي المساءلة والعدالة الحقيقية”.
كما أضاف “مع بدء الجهود التي أعلنها الرئيس صالح، يجب تخفيف القيود المشددة المفروضة مؤخراً على حرية الصحافة والتعبير. إن حرية الصحافة متأصلة في الإصلاح الديمقراطي. تواصل الحكومة الأمريكية دعم المؤسسات العراقية والشعب العراقي وأمن العراق واستقراره وسيادته”.
قال ساركوت شمس، عضو البرلمان المنتسب لحزب الجيل الجديد، بأنه شاهد يأس رئيس الوزراء بشكل مباشر تقريبًا خلال اجتماعه مع الرئيس العراقي برهم صالح
على الرغم من أن عبد المهدي المحاصر قد تعهد بالبقاء حتى يتوصل الصدر والعامري إلى بديل، إلا أن أحد مسؤولي المخابرات العراقية أخبر نيوزويك أن وقته قد ينتهي قريبًا. علاوة على ذلك، قال المسؤول “الشباب العراقي الشيعي يريد الإطاحة برئيس الوزراء عادل عبد المهدي والإيرانيون لا يريدون أن يفقدوه. خسر الإيرانيون هذه المعركة، لكنهم بعيدون عن خسارة الحرب”.
من جانب آخر، صرح ميرزا: “نحن قلقون على النظام العراقي بأكمله بسبب هذه الاضطرابات. قد يتسبب ذلك في تدخل تركيا وإيران وحتى السعودية في العراق ما قد يؤدي إلى الأسوأ. إن الوضع الحالي نتاج لكوننا أسلحة في أيدي الميليشيات وضعف الدولة في العراق”. وذلك إلى جانب حقيقة أن “الولايات المتحدة لم تدعم عادل عبد المهدي والحكومة العراقية لتحقيق أشياء جيدة من أجل الشعب العراقي، خاصة بعد قتال تنظيم الدولة”.
أما بالنسبة للأكراد، الذين ينقسمون إلى حد كبير سياسيا بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في إدارة حكومة إقليم كردستان المتمتعة بالحكم الذاتي في الشمال، فقد قال ميرزا إنهم تمكنوا حتى الآن من “العمل كقوة واحدة” وليسوا “منقسمين من أجل الدفاع عن إقليم كردستان”.
بيّن ميرزا: “أنهم ليسوا مع أي ميليشيا”، بل تمثل البيشمركة قوات الدفاع عن النفس الكردية الرسمية. وردا على سؤاله حول ما إذا كانت المنطقة الكردية مستعدة للدفاع عن نفسها في حال حدوث أزمة في أماكن أخرى من البلاد، قال ميرزا: “يجب أن يكون الأمر هكذا، لأنه إذا استمر هذا الوضع فإننا لن نعرف كيف سيكون مستقبل العراق”.
متظاهرون عراقيون يتجمعون على جسر الجمهورية الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء مشددة الأمن، خلال المظاهرات المستمرة المناهضة للحكومة في العاصمة بغداد في 31 تشرين الأول/ أكتوبر.
راقب عبد المهدي سياسة البلاد المستقطبة والشائعات المستمرة فيما يتعلق برغبته في الاستقالة. وفي هذا الشأن، صرح ساركوت شمس، عضو البرلمان المنتسب لحزب الجيل الجديد، لمجلة نيوزويك بأنه شاهد يأس رئيس الوزراء بشكل مباشر تقريبًا خلال اجتماعه مع الرئيس العراقي برهم صالح. وقال شمس: “كنت أقابل الرئيس العراقي عندما اتصل به رئيس الوزراء وأخبره أنه قد انتهى”. ووصف كيف أن “رئيس الوزراء” وجد نفسه وحيدًا وخانه بطريقة ما أولئك الذين تعهدوا بدعمه”.
يعزو شمس الاضطرابات إلى “الاحتجاجات والمنافسات السياسية بين الجماعات الشيعية” لكنه أشار إلى أنه “لا شك في أن القوى الأجنبية تلعب دورًا كبيرًا، وخاصة إيران”. وقال شمس إن “المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة قد تلعبان أدوارًا غير مباشرة من خلال الحملات الإعلامية ودفع الشخصيات العراقية إلى جعل الأمور أسوأ أو أفضل”. ومع تزايد الوضع سوءًا يومًا بعد يوم، قال المشرع لمجلة “نيوزويك”: “أنا قلق من أن استقالة الحكومة قد تفتح الباب أمام النزاع المسلح إذا استغرق تشكيل حكومة جديدة وقتًا أطول”.
المصدر: نيوزويك