ترجمة وتحرير نون بوست
في السنة الثانية من برنامج ماجستير إدارة الأعمال أسست وأحد زملائي شركة جديدة باسم “3D Media” وقد تم اختيارنا في نهائيات المسابقة السنوية للجامعة، كنا كذلك مستغرقين في محادثات مع المستثمر ولدينا بائع تجزئة محلي مهتم بتثبيت أجهزتنا في متاجره.
لكن في اليوم الذي سبق إعلان الجامعة للفائز، كان أحد متطلبات المنافسة موضع تساؤل وهو: اتفاقية رخصة المخترعين، وأدركنا بعدها بقليل أن هناك طريقًا أمام المورد لإفساد ترتيباتنا، أدى ذلك إلى صعوبة تأمين مورد مالي لذا حاولنا اتخاذ قرار، في النهاية حصلنا على المركز التاني في المسابقة، لكن دون منتج نقدمه وبعدها لم يعد لدينا شركة، وكنت الوحيد بين زملائي الذي لا يملك خطة احتياطية وبالتالي لم يكن لدي أي فرص عمل بعد التخرج.
النهوض من هذا الفشل يعد تحديًا كبيرًا، في البداية يجب أن تنغمس تمامًا في الخسارة، لا تفهمني بطريقة خاطئة فهذه الخطوة ضرورية لمعالجة مشاعرك، لكن في نقطة ما ستكون بحاجة إلى تغيير تفكيرك واعتبار الفشل فرصة للمضي قدمًا.
وضّح رؤيتك
لكي تحول الفشل إلى نجاح تحتاج إلى المزيد من العمل وكذلك بعض الحظ، قد يساعدك الزخم في ذلك لكنك تحتاج بالطبع إلى رؤية قبل أن تمضي قدمًا، فمن دون اتجاه معين تزداد فرص سقوطك ضحية للأخطاء الشائعة، وقد ينتهي الأمر بارتكابك نفس الأخطاء أو تجد أنك تلاحق أهدافًا خارج قوتك.
تقبل فشلك وكن منفتحًا على جميع الإمكانات الأخرى، وتذكر أنك بحاجة لبعض المرونة للمضي قدمًا
سيخبرك بعض رواد الأعمال أن الأمر يتعلق بدورك وأن القليل من المستثمرين في وادي السيليكون يعيدون الاستثمار في نفس الأشخاص بعد ارتكابهم أخطاءً، لكن ذلك لا ينفي حقيقة أنك بحاجة للإجابة عن هذه الأسئلة الصعبة وصقل رؤيتك لتنفيذ أفكارك بنجاح.
إذا غرقت في فشلك طويلًا فستفقد بصيرتك لرؤيتك سريعًا وكذلك الدروس التي تعلمتها من الفشل، نظم وقتك بطريقة تشجعك على رؤية علامات التحذير التي لم تنتبه لها وحدد أهدافك حتى تتخذ خطوات نحو ما تعلمته في الحال، بالنسبة لي فقد تعلمت دروسًا من الفشل الأول وهي أن أهتم بدقة الطباعة وإعداد خطة بديلة، وانتبه ولا أضع البيض كله في سلة واحدة.
استغل الهزيمة كفرصة
إذا كان للفشل جانب إيجابي فهو أنه قد حان الوقت للحصول على إجازة، قد يكون هذا الوقت أفضل فرصة لقضاء وقت جيد مع أسرتك والحفاظ على لياقتك البدنية أو التطوع ببعض الوقت لقضية تهتم بها، استغل هذا الفشل للتركيز على علاقاتك والبدء في المشروع الجانبي الذي كنت تسعى لمعالجته وجرب أحداثًا جديدة ذات معنى في حياتك.
لقد استغرقت بعض الوقت بعد التخرج (وفشل مشروعي الأول) لتعلم الصناعات الجديدة قبل أن أعمل في المبيعات الطبية، إنه سوق مميز ذو حركة تصاعدية واستقلال وفريق جيد، وهذا الدور سمح لي بتطبيق معرفتي في ريادة الأعمال على صناعة لم أكتشفها من قبل، وما زلت استغل تلك المهارة حتى اليوم.
في بعض الأحيان تحتاج لأن تفهم أن الأشياء لا تنجح دائمًا
تقبل فشلك وكن منفتحًا على جميع الإمكانات الأخرى، وتذكر أنك بحاجة لبعض المرونة للمضي قدمًا، والعند يوضح الفرق بين النجاح وأن تظل عالقًا مكانك.
اربط حذاءك قبل الركض
عندما لم تنجح شركتي الأولى كما خططت لها، كانت أفكاري التالية إما كبيرة جدًا أو صغيرة جدًا على المستثمرين، عندما أوضحت رؤيتي أدركت أن كوني رائد أعمال دون فكرة عميقة يفتح لي أبوابًا جديدة، لذا بدأت في البحث بالشركات الموجودة التي تمتلك الزخم الذي تفتقر إليه الشركات الناشئة، بالطبع لم يكن لدي المال الكافي لكنني اعتقدت أنه بمجرد عثوري على فرصة قوية سأتمكن من الحصول على المال اللازم للتنفيذ.
في النهاية، كانت محاولتي الأولى لشراء شركة غير ناجحة وكان أمامي طريق طويل لاجتيازه وكنت بحاجة لدفع الإيجار، لذا حاولت الاستفادة من فشلي الثاني لتوضيح رؤيتي قبل اتخاذ أي خطوة، في المرة الأولى قفزت إلى السباق دون أن أربط حذائي، لكنني الآن أعالج ما أحتاج للقيام به لأكون مستعدًا.
إن الفشل ضروري للنجاح، وفي بعض الأحيان تحتاج لأن تفهم أن الأشياء لا تنجح دائمًا، عندما تتعرض لمخاطر كبيرة فإنك تكون أكثر عرضة للفشل، لذا التزم بأهدافك وإلا فلن تنجح أبدًا في تلك المياه العاصفة، وفي النهاية ستفهم حقًا معنى المثابرة والعمل وفقًا لرؤيتك بعد أن تفعل كل ما في وسعك بالإضافة إلى شيء ما خارج المسار.
المصدر: فاست كومباني