تقول الدراسات الصادرة مؤخراً على أن المجتمع الصيني يتجه إلى الشيخوخة بشكل مضطرد مع ارتفاع عدد كبار السن ونسبتهم شيئاً فشيئاً.
وكانت وزارة شؤون المواطنين الصينية قد أعلنت عن وصول عدد من تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين إلى 131.6 مليون شخص، يمثلون 9.7% من سكان الصين.
ووصل عدد المواطنين الصينيين الذين تجاوزت أعمارهم الستين بنهاية عام 2013 إلى 202 مليون شخص وفقا للوزارة، ومن المتوقع أن يبلغ عدد من هم فوق الستين في الصين إلى 300 مليون شخص بحلول عام 2025، وأن تبلغ نسبة المسنين بين مواطني الصين 30% بحلول عام 2050.
وتضم الصين – التي يعتبر معدل شيخوخة سكانها من الأسرع بين دول العالم – 42 ألف و500 مؤسسة لرعاية المسنين، تحتوي على 6 ملايين سرير، في الوقت الذي بلغت قيمة ما أنفقته الصين على الخدمات الاجتماعية العام الماضي 430 مليار يوان – أي حوالي 69 مليون دولار أمريكي- .
ووفقاً للمعايير العالمية، فإن مجتمعاً تجاوزت فيه نسبة أعمار الستين عاماً أو يزيد؛ أكثر من 10% من تعداد السكان؛ يعد مجتمعاً يعاني من الشيخوخة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن سكان العالم بشكل عام يهرمون بسرعة، حيث تشهد نسبة سكان العالم الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً، في الفترة بين عامي 2000 و2050، زيادة بنسبة الضعف، أي من 11% إلى 22%. ومن المتوقع، على مدى الفترة ذاتها، أن يرتفع العدد المطلق للأشخاص البالغين من العمر 60 عاماً فما فوق من 605 ملايين نسمة إلى ملياري نسمة.
وفي الوقت ذاته ستشهد البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل أسرع وأكبر تحوّل ديمغرافي، فقد استغرق ارتفاع عدد سكان فرنسا البالغين من العمر 65 عاماً فما فوق بنسبة الضعف، أي من 7% إلى 14%، مدة 100 عام. وعلى عكس ذلك سيستغرق بلوغ تلك النسبة، في بلدان مثل البرازيل والصين، مدة تقل عن 25 عاماً.
وتقول الأمم المتحدة أن العالم بشكل عام يتقدم في السن، حيث تتوقع أنه في الـ 50 سنة القادمة أن يزداد عدد كبار السن نحو أربعة أضعاف إذ أنه سوف يزدادون من نحو 600 مليون نسمة إلى ملياري نسمة تقريبا.
وحول ذلك تقول الإحصائيات أنه هناك واحداً من كل 10 أشخاص قد بلغ سن الستين، وبحلول عام 2050 سيكون هناك واحد من كبار السن بين كل خمسة أشخاص وبحلول عام 2150، من المتوقع أن يبلغ ثلث سكان العالم ستين سنة من العمر أو أكثر.
وتعد شيوخة سكان العالم مدعاة للقلق لدى كل فرد، ولدى جميع الأجيال في البلدان شتى يستوي في ذلك البلدان النامية والبلدان المتقدمة، وهذا التحول في تركيبة السكان ستنجم عنه نتائج عميقة لكل جانب من جوانب الحياة سواء بالنسبة للأفراد أو المجتمعات.
ولسوف تواجه البلدان النامية أشق التحديات من حيث الموارد إذ سوف يتعين عليها أن تتعامل مع التنمية ومع شيوخة السكان في وقت واحد. ولكن عندما تطول حياة السكان، وإذا ما أصبحوا في صحة أفضل وعاشوا حياة أكثر نشاطا، فمن شأن السكان المتحولين إلى الشيخوخة أن يتيحوا بذلك فرصا ينبغي الإفادة منها.
إلا أن الأرقام حول العالم العربي تشير إلى عكس ذلك من أرقام العالم، حيث تقول الأرقام أن عدد سكان العالم العربي تقارب 300 مليون نسمة، يشكلون 5 ٪ من سكان العالم، ويشكل كبار السن الذين تجاوزوا 65 ٪ نسبة 4.1 ٪ فقط، بينما يشكل الشباب الأغلبية.