قالت الحكومة الجزائرية إنها تهدف خلال سنة 2014 إلى “تنفيذ إجراءات نوعية لتطوير المؤسسة العسكرية وتجهيزها بأعلى التكنولوجيات الحديثة في العالم، لمواجهة التحديات الأمنية المرتبطة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التي تهدد الجزائر ومنطقة المغرب العربي”.
وفي هذا الإطار، رفعت الحكومة الجزائرية ميزانية الجيش ووزارة الدفاع إلى 12 مليار دولار أميركي، بزيادة 10 في المائة مقارنة بميزانية عام 2012، والتي لم تتجاوز 9.7 مليارات دولار أميركي، وبزيادة 4.2 مليار دولار أمريكي مقارنة بميزانية عام 2011، التي بلغت 7.4 مليار دولار أمريكي.
وتعليقًا على هذه الزيادة المتواصلة التي شهدتها موازنات المؤسسة العسكرية في السنوات الماضية، قال متابعون للوضع الجزائري إن الحكومة تسعى إلى تنفيذ البرنامج الذي أعلنه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة منذ عام 2000، والذي قال إنه يهدف إلى “تحويل الجيش الجزائري الى جيش احترافي قادر على مجابهة التحديات الامنية التي تشهدها المنطقة”.
ويذكر أن الميزانية العسكرية السنوية للجزائرية بقيت دون حد المليار الدولار لسنوات طويلة بسبب الحظر الدولي الذي فرض على بيع الأسلحة والمعدات العسكرية للجزائر منذ سنة 1992 وحتى سنة 1999 بسبب الانقلاب العسكري الذي شهدته في مطلع التسعينات.
وفي إطار تطوير المؤسسة العسكرية، أبرمت السلطات الجزائرية مجموعة من الصفقات العسكرية الكبرى، من بينها صفقتان تقدران بقيمة 13 مليار دولار لشراء منظومات صاروخية ودبابات ومقاتلات وطائرات تدريب، وصفقات أخرى لشراء منظومة كاملة من التقنيات البحرية العسكرية والزوارق والسفن الحربية، ولتحديث الغواصات.
كما عقدت الجزائر صفقات أخرى مع مؤسسات حكومية روسية لتزويد الجيش الجزائري بـ 23 ألف عربة عسكرية.
وفي تقارير نشرتها صحف ألمانية، مثل”هاندلسبلات” و”دير شبيغل”، أكدت مصادر ألمانية أنّه من المنتظر أن توقع شركة “راينميتال” الألمانية للأسلحة خلال الأسابيع القادمة اتفاقية مهمّة مع الجزائر تقضي بإنتاج 980 دبابة من طراز “فوكس 2″، في صفقة يعتقد أن قيمتها تفوق 2.7 مليار يورو.
وفي هذا الإطار، وحسب موقع العربي الجديد، صرح القائد العام السابق للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة في الجزائر اللواء “عبد العزيز مجاهد”، أنّه من المحتمل أن تنجز صفقة الدبابات الألمانية في الجزائر، مشيرًا إلى أن “الصفقة على علاقة بصفقة التصنيع العسكري، التي تجسدت من خلال مصنع العربات العسكرية الجاري إنجازه بين البلدين في الجزائر”، مؤكدًا على أنّ “الخبر الذي أوردته الصحف والمواقع الألمانية حول هذه الصفقة يحمل بعض التحريف، لأن الأمر لا يتعلق بشراء الدبابات، بل بتصنيعها في الجزائر”.
وبدوره صرح القائد السابق لعمليات مكافحة الإرهاب العقيد “لخضر سعودي” قائلاً: “الجزائر تحاول من خلال هذه الصفقات تدارك التأخر في التسليح والسعي لمواكبة التكنولوجيات العسكرية الحديثة، خاصة وأنّها خرجت من فترة الحظر العسكري الذي عانت منه ولاسيما في فترة مكافحة الإرهاب في التسعينات”.