ترجمة وتحرير نون بوست
أصدر “ديفيد بترايوس” القائد السابق لقوات التحالف في العراق، تحذيرًا شديد اللهجة وجهه لمن يؤيدون تدخلاً عسكريًا أمريكيًا ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق.
وقال مهندس الاستراتيجية الأمريكية الناجحة في السيطرة على المجموعات المسلحة في العراق قبل عقد من الآن، إن “هناك خطرًا كبيرًا ستواجهه أمريكا في حال انحيازها لأحد طرفي النزاع الطائفي الذي لم يُحل منذ أجيال عديدة”.
وقال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية وأحد الجنرالات الأكثر احترامًا في الحروب الحديثة للولايات المتحدة إن “التصرف الحكيم في تقديم الدعم العسكري للعراق يكون عندما تسنح الظروف السياسية لذلك، وهو السيناريو الذي يكاد يكون من المستحيل أن نتخيله في المستقبل القريب”.
وقال بترويس: “الولايات المتحدة لا يجب أن تصبح قوة جوية للمليشيات الشيعية”، مضيفًا: “إن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تتدخل بها الولايات المتحدة، دون زعزعة استقرار العراق، تكون في حال وجود حكومة عادلة وممثلة لجميع العراقيين”.
كما قال: “إذا كانت أميركا تريد دعم الحكومة فيجب أن يكون ذلك ضد المتطرفين بدلاً من الانحياز لطرف دون آخر، مما يمكنه أن يسبب حربًا أهلية طائفية”، مضيفًا خلال مؤتمر مارغريت تاتشر للحرية في لندن: “يجب أن تكون معركة كل العراق ضد المتطرفين وليست حربًا طائفية”.
وعلى الرغم من أن بترويس كان حريصًا على عدم استبعاد فكرة الضربات الجوية، فإنه بيّن أن الشروط المسبقة للحصول على الدعم الأمريكي لن تكون مع الحكومة الحالية لرئيس الوزراء نوري المالكي، حيث قال: “لا يمكنك أن تقاوم التطرف بوجود 18 إلى 20 في المائة من العرب السنة المحرومين من الشعور بأن ليس لديهم مصلحة في نجاح البلاد، وإنما مصلحتهم في واقع الأمر في فشل العراق”.
وذكّر بترويس أن الولايات المتحدة ساعدت في إقامة سلسلة من المبادرات الرامية إلى استمالة الطائفة السنية، مستدركَا: ولكن لسوء الحظ تم تقويض تلك المبادرات عن طريق الإجراءات الطائفية لحكومة المالكي، مع عدم الاستمرار في دفع الرواتب لبعض الأفراد والمعاملة القاسية جدًا ضد المتظاهرين”.
وختم بترويس كلامه مؤكدًا وجهة نظره الأولى: “إذا كان لا بد من تقديم الدعم للعراق، يجب أن يكون هذا الدعم لحكومة عراقية لكل الشعب وممثلة لجميع عناصر العراق”.
المصدر: دايلي بيست