خرجت داعش باستعراض عسكري مهيب في مدينة الموصل قبل أيام، الاستعراض كان في منصة الاحتفالات بالقرب من جامعة الموصل، مئات من المسلحين يستقلون سيارات حديثة عسكرية ومدنية، جابوا شارع المنصة الذي يمتد على مسافة قرابة كيلو متر واحد، ويرددون “دولة الإسلام باقية”، عشرات من الشباب الموصليين وقفوا على جانبي الطريق يحيون الرتل المسلح، فيما يلتقط بعضهم الصور مع المسلحين الذين كان بعضهم يرتدي اللثام، والآخر مكشوف الوجه خصوصًا العرب والأجانب منهم.
وقد وصف أحد الشباب الذي حضر الاستعراض ويدعى “دحام” الأسلحة التي كان يمتلكها مسلحو داعش بأنها “متطورة”، وتضاهي تلك التي تمتلكها الجيوش النظامية في العالم، مضيفًا “لقد رأيت المدافع والدبابات وناقلات الجنود وطائرتين من نوع هليكوبتر تحلقان في المكان”.
فيما ذكر أحد السكان القاطنين في حي مجاور من منصة الاحتفالات، أن أغلب الناس الذين حضروا لرؤية الاستعراض كانوا من الفتيان الذين لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر عامًا.
وعن سبب حضورهم للاستعراض وفرحهم بوجود داعش، قال عدد من الشباب الذين حضروا الاستعراض إن خروجهم لم يكن لأجل تنظيم داعش وإنما كان فرحة من الخلاص من الجيش، الذي كان يمارس انتهاكات صارخة بحقوق الإنسان في المدينة، بدواعٍ طائفية حسب وصفهم.
حيث قال طه وهو كان أحد الحاضرين: كنا نتمنى الخلاص من الجيش بأي طريقة كانت، كانوا دائمًا ما يستفزوننا بأسئلة تافهة، وحتى أحيانًا كثيرة يهيلون علينا الشتائم “القذرة”، مضيفًا أن المزاج السيئ للضابط والجندي في الجيش أو في الشرطة الاتحادية كان سببًا معقولاً للاعتقال بتهمة الإرهاب.
ويكمل طه قصته مع الجيش، فيقول: “كنت في ظهيرة أحد الأيام أتجول مترجلاً في أحد شوارع المدينة، وإذا بأحد الجنود يناديني ويأمرني بأن أتفحص كيسًا في وسط الشارع يشتبه أن في داخله عبوة ناسفة”، مشيرًا أنه رفض في البداية لكن تهديد الجندي بإطلاق الرصاص عليه جعله يرضخ ويتفحص الكيس ليكتشف خلوه من أي شيء.
بجانب طه كان هناك شاب عشريني بدأ بالكلام دون أن نسأله ليروي إحدى قصصه مع القوات الأمنية الحكومية حيث قال: “قبل عامين صادف يوم زواجي يوم العاشر من محرم – عاشوراء -، وهو اليوم الذي يجدد فيه إخواننا الشيعة حزنهم على فقد الحسين، لم أدر وقتها أني قد أجرح مشاعر أحد بفرحي بزواجي، إلا عندما مررت بحاجز للجيش، فنهرني الضابط واعتبرني عدوًا لآل البيت”.
ويؤكد الشاب – عريس عاشوراء – ، أن المدينة اليوم تشهد وضعًا أمنيًا لم تشهده منذ عشرة سنوات، فمنذ انتهاء الأحداث، لم نسمع صوت رصاصة ولا انفجارًا، ولا حوادث اغتيال، ويضيف “داعش منحتنا الأمان في كل شيء، إلا أنني أشعر بالتخوف من تطبيق أفكارها المتشددة كما يروج الإعلام”.
في نهاية الاستعراض العسكري، اعتلى أحد قادة داعش السقف العلوي لإحدى المركبات، وبدأ بصوت عالٍ يطمئن الناس على حياتهم، ووعدهم بتوفير الخدمات الأساسية في المدينة، من ماء وكهرباء ووقود، فيما أكد تسلم الموظفين الحكوميين رواتبهم في موعدها المحدد دون تأخير .