رحّبت “بيرسون” أضخم مؤسسات التعليم في العالم، بالخطوة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في وضع خطة خماسية لتطوير قطاع التعليم في المملكة، حيث وافق العاهل السعودي بتاريخ 19 مايو المنصرم على خطة مدتها خمس سنوات وتتكلف أكثر من 80 مليار ريال (21.33 مليار دولار) لتطوير قطاع التعليم في المملكة.
وشهدت المناهج وطرق التدريس في السعودية طفرة كبيرة خلال الفترة الماضية، فبات يعتمد في التعليم على أحدث النظريات والتجارب العالمية، لبناء نظام تعليمي من طراز عالمي والتركيز على التعليم الإلكتروني، مع الاستفادة من الإمكانات الديموغرافية للشباب السعودي.
وتعتمد استراتيجية تطوير التعليم العام في السعودية على أفضل الممارسات الدولية وقد تم استلهام الأفكار والمبادئ من التجارب العالمية، حيث يشدد مشروع الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العام في السعودية على مجموعة من الأهداف العامة مثل: ضرورة تمكين المدارس وإدارات التربية والتعليم من إدارة عملية التطوير وتوجيهها، وكذلك تحسين المناهج الدراسية وطرق التدريس وعمليات التقويم بما ينعكس إيجابًا على تعلم الطالب، وإتاحة فرص التعلم المتكافئة ونظم الدعم لجميع الطلاب.
وبالإضافة إلى توفير تعليم رياض الأطفال للجميع، وتهيئة بيئة تعليمية تتناسب مع متطلبات التعلم في القرن الحادي والعشرين، وتعزيز صحة الطلاب وبناء شخصياتهم وانضباطهم ورعايتهم، تسعى الاستراتيجية إلى تعزيز مجالات التعاون مع الأسر والمجتمعات المحلية في دعم ثقافة التعلم وتطوير نظام لتمهين وظيفة التعليم، وزيادة فعالية التقنية في رفع مستويات الأداء وتحسينه، وتحسين الحوكمة، القيادة، الحوافز، والسياسة التعليمية لإدامة نموذج تطوير المدارس.
ويرى خبراء أن تطبيق هذه الخطوات يسهم إلى حد كبير في وضع المملكة السعودية على خطى التقدم، حيث قال محمد عسيري، مدير مكتب “بيرسون” في المملكة العربية السعودية: “الخطوة الأولى لتحقيق ذلك هو بناء نظام تعليمي من طراز عالمي يوفر أنواع المهارات المطلوبة من قبل أصحاب الأعمال السعوديين في القطاعين العام والخاص لتعزيز القدرات في مجالات الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا والهندسة، كما أن الاهتمام بمستوى اللغة الإنجليزية، باعتبارها اللغة العالمية للأعمال، هو أمر في غاية الأهمية ويمكن تحقيقه من خلال المناهج التعليمية”.
مضيفًا: “اللغة الإنجليزية هي مجرد واحدة من العديد من المهارات المطلوبة في القرن الـ 21 والتي ستكون ضرورية لتمكين جيل المستقبل من الشباب السعودي، أما المهارات الأخرى المطلوبة فتشمل الابتكار والعمل الجماعي والاتصالات والمهارات الرقمية والقيادة، ويمكننا المساعدة في خلق قوة إنتاجية من الشباب السعودي من خلال تبني نظام تعليمي مبني على هذه المبادئ وقادر على تسريع تحرك المملكة نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة وتعزيز الاستدامة والنمو على المدى الطويل”.
وحسب وزير التعليم، الأمير خالد الفيصل فإن الخطة تتضمن بناء 1500 روضة للأطفال وبرامج تدريب لنحو 25 ألف معلم ومعلمة وإقامة مراكز تعليمية ومشروعات أخرى ذات صلة، هذا بالإضافة إلى تعزيز وبناء قدرات المؤسسات التعليمية على الإنترنت لتعزيز التعليم الإلكتروني.
وفي بيان لها تعهدت مؤسسة “بيرسون” من خلال تواجدها الواسع في المملكة، بدعم مبادرة التعليم الجديدة، على اعتبار أنها وسيلة لتحسين آفاق الشباب في جميع أنحاء السعودية وتأمين الجدوى الاقتصادية طويلة الأجل للبلاد، مشيرة إلى إنه مع حوالي 58% من سكان المملكة تحت سن 25 سنة، وتمتلك المملكة واحدة من أكبر تجمعات الشباب في العالم، نتيجة للطفرة السكانية غير المسبوقة خلال السنوات الـ 40 الماضية.
وتزايد عدد السكان من الشباب في المملكة ينطبق على معظم أنحاء العالم العربي، حيث تتراوح أعداد الشباب في ست دول من دول مجلس التعاون الخليجي ما بين ثلث إلى نصف عدد السكان الإجمالي، الأمر الذي يجعل المنطقة واحدة من أكثر المناطق ذات أعداد شباب عالية مقارنة بمجمل عدد سكانها.
ويضع هذا الكم الكبير من الشباب في المملكة فرصًا فريدة من نوعها وذلك من خلال الاستفادة من الإمكانات الديموغرافية للشباب السعودي، وتوجيه طاقته الإبداعية والإنتاجية في القوى العاملة، ما سيدر المزيد من الثروات الاقتصادية المستقبلية للبلاد، ووفقاً لـ”بيرسون” فإن التعليم هو مفتاح تحقيق هذه النتائج.
وقال محمد عسيري، مدير مكتب “بيرسون” في المملكة العربية السعودية، إن “التزامات التعليم من حكومة المملكة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز قطاع التعليم”، وأضاف: “ديموغرافية السكان في المملكة فريدة من نوعها في العالم، إن هذا العدد الكبير والمتزايد من الشباب الذين يدخلون سوق العمل يمكن أن يكون ميزة تنافسية لاقتصاد المملكة في السوق العالمي”.
وتتواجد “بيرسون” بقوة في المملكة العربية السعودية وتعمل بشكل وثيق مع “تطوير” للخدمات التعليمية، بغرض تدريب المدرسين المؤهلين للحصول على درجة ماجستير المدربين في العلوم والرياضيات في المملكة، وكانت “تطوير” قد منحت أيضًا “بيرسون” عقدًا لتحسين مهارات اللغة الإنجليزية للمعلمين السعوديين في محاولة لبناء الجودة الشاملة لتعليم اللغة الإنجليزية في جميع أنحاء المملكة، وتعمل “بيرسون” أيضًا مع الجامعات السعودية والمؤسسات التعليمية الأخرى، مثل كليات التميز، وذلك بهدف تقديم برامج أكاديمية ومهنية وإطلاق شبكة مبادرات تعلّم رقمية.