على بعد بضعة كيلومترات من قطاع غزة الذي يدخل يومه الـ23 من استئناف حرب الإبادة، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، القادم لتسويق نفسه وبلاده في المنطقة بعد غياب طويل، في مدينة العريش المصرية الحدودية، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب على غزة أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الفرنسي مستشفى العريش لتفقد حالة المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين الذين خرجوا من قطاع غزة للتداوي داخل المستشفيات المصرية في شمال سيناء، إضافة إلى زيارة المركز اللوجيستي لتفقد مخازن الهلال الأحمر والإغاثات الإنسانية، بجانب المناشدة من هناك بضرورة وقف الحرب في القطاع وضرورة إدخال المساعدات، بحسب وسائل إعلام محلية.
الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه الأجواء توترات حادة، بين القاهرة وتل أبيب من جانب، وبين القاهرة وواشنطن من جانب آخر، بخلاف تباين الرؤى داخل الموقف العربي والانقسام حول الخطة المصرية العربية المقدمة لليوم التالي في غزة، في ظل الضغوط المكثفة الممارسة على الجانبين، المصري والأردني، لفتح حدودهما أمام سكان غزة كخطوة نحو تنفيذ مخطط التهجير الذي طرحه ترامب بداية العام الجاري.
وفي الوقت ذاته، تزامنت جولة ماكرون -الذي استهلها بزيارة معالم القاهرة التاريخية في أجواء احتفالية تحمل الكثير من الرسائل-، مع لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وهي الزيارة الثانية للأخير لواشنطن منذ تولي ترامب السلطة، والرابعة منذ بداية الحرب في غزة.
وسبقت تلك الزيارة قمة ثلاثية عقدها قادة مصر والأردن وفرنسا في العاصمة القاهرة، الإثنين 7 أبريل/نيسان، أكدوا خلالها على ضرورة وقف إطلاق النار ورفض استئناف الحرب مرة أخرى، وضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لدعم خيار حل الدولتين والتنديد بأي عمل أحادي يجهض الحلول السياسية لهذا الصراع.
وتتباين الرؤى حول احتمالية ما يمكن أن يُسفر عنه هذا الحراك، القمة الثلاثية وزيارة العريش، في حلحلة المشهد في غزة الذي وصل إلى مستويات كارثية من المعاناة الإنسانية في ظل الإجرام غير المسبوق من الجانب الإسرائيلي، فهل يمكن للرئيس الفرنسي المُثقل بتحديات تقليص نفوذ بلاده أن يستعيد بعضًا من بريقها الخافت أمام الضوء الأمريكي الشارد الذي سحب البساط من تحت أقدام القارة العجوز بأكملها؟
سياق مهم.. محاولة للفهم
تأتي زيارة ماكرون لمصر في وقت تعاني فيه كافة الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية والحرب في غزة من ضغوط متباينة، تتأرجح في درجة حدتها من طرف لآخر:
مصر والأردن.. حيث الضغوط القاسية التي يتعرضا لها من إدارة ترامب لقبول الغزيين استجابة لمقترح التهجير الذي يوهم به الرئيس الأمريكي نفسه بتحويل القطاع إلى ريفيرا الشرق الأوسط، وما رافقها من لغة تهديد مباشرة لهما، ما وضعهما في مأزق أخلاقي وسياسي كبير أمام شعوبهما من جانب والشارع العربي بأكمله من جانب آخر.
إدارة ترامب.. يتعرض الرئيس الأمريكي لضغوط من نوع آخر، جراء سياساته الحمائية التي زادت من حدة الانتقادات الدولية وتصاعد الغضب الشعبي العالمي، سواء بسبب دعمه اللا محدود لحرب الإبادة في غزة أو الرسوم الجمركية التي فرضها مؤخرًا وأثارت سخط الجميع، وسط تظاهرات حاشدة شهدتها بعض المدن الأمريكية تنديدًا بتلك السياسات التي تهدد المصالح الأمريكية في الداخل والخارج.
حكومة نتنياهو.. يشهد الداخل الإسرائيلي هو الآخر أزمات خانقة جراء الضغوط الشعبية المطالبة بإبرام صفقة تبادل في أسرع وقت، والتنديد بإصرار الحكومة على المضي قدمًا في استمرار الحرب التي باتت بلا رؤية ولا هدف واضح، الأمر زادت خطورته بعد فتح جبهات قتال عدة في نفس الوقت، غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن، وهو ما قوض من مسألة الأمن الداخلي الإسرائيلي.
مأزق أوروبا.. لأول مرة منذ عقود طويلة تبدو أوروبا بهذا الضعف، أسد بلا مخالب، حيث لا نفوذ ولا حضور ولا ثقل، بعدما جردها ترامب من معظم قوتها، وحولها إلى كائن مستأنس لا خوف منه، وكشف هشاشتها أمام العالم أجمع، وهو ما كان له أثره البالغ على قادتها الذين يحاولون تكثيف الجهود قدر الإمكان لتصحيح تلك الصورة واستعادة ولو بعض من النفوذ المتراجع والانخراط مجددًا في الملفات الساخنة التي كانت تتصدرها أوروبا كلاعب أساسي فيها قبل أن يُخرجها الفيل الأمريكي إلى مقاعد الجماهير، مكتفية بالمشاهدة والتشجيع.
القمة الثلاثية.. تأكيد على المؤكد
أسفرت القمة المصرية الأردنية الفرنسية التي احتضنتها القاهرة، بمخرجات تعزف في معظمها على ما هو مؤكد بطبيعة الحال، حيث إدانة استئناف الحرب في القطاع مرة أخرى، والمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع في ظل تفاقم الوضع هناك والذي وصل إلى مستويات كارثية تنذر بما يفوق كافة التوقعات.
كما دعا القادة الثلاثة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير/كانون الثاني الماضي والذي نص على ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وضمان أمن الجميع، كذلك التأكيد على أن حماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية، وضمان إمكانية إيصال المساعدات بالكامل، التزامات يجب تنفيذها بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وفي ذات السياق شددوا على ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس، معربين عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وأية محاولة لضم الأراضي الفلسطينية، مع التحذير من الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، داعين إلى وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين وتزيد التوترات.
وبخصوص الخطة المصرية العربية المقدمة لإعادة إعمار غزة، جددت الدول الثلاثة دعمها الكامل لها، كما ناقشوا آليات التنفيذ الفاعل لها فيما يتعلق بالأمن والحوكمة في جميع الأراضي الفلسطينية، مع التنويه إلى إبعاد حماس عن المشهد الفلسطيني، وأن تكون إدارة القطاع تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة، بدعم إقليمي ودولي قوي.
بعيدًا عن مسألة ترجمة تلك المخرجات لإجراءات وقرارات عملية، إلا أن انخراط فرنسا، كممثل عن أوروبا، في هذا الملف، خطوة تحمل الكثير من الدلالات السياسية، وتزيد نسبيًا من ثقل الموقف المصري الأردني الرافض للتهجير، وتبعث برسالة ما، قوية كانت أو ضعيفة، للمجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بأن الاستسلام لرؤية ترامب على طول الخط مسألة ليست موضوعية وقد تتعرض لبعض العراقيل.
اتصال ترامب.. محاولة شن هجمة مرتدة
خلال اجتماع القادة الثلاثة في القاهرة، أجرى الرئيس الأمريكي اتصالًا هاتفيًا مشتركًا بهم جميعًا، ناقش خلاله المستجدت المتعلقة بالمشهد في غزة، حيث أوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير محمد الشناوي، أن الاتصال تناول سبل ضمان وقف عاجل لإطلاق النار في قطاع غزة، مع تأكيد ضرورة استئناف وصول المساعدات الإنسانية بالكامل، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن والمحتجزين.
القادة خلال الاتصال شددوا على أهمية تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق أفق سياسي حقيقي، وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام في المنطقة، وتنفيذ حل الدولتين، كما اتفقوا مع ترامب على مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق بحسب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية.
الرئيس الأمريكي أكد على هامش الاتصال حرصه على تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، إذ لم يكتف بالحديث عن غزة فقط، بل طالب بضرورة الإسراع بتحقيق السلام في أوكرانيا بما يتماشى مع القانون الدولي، في رسالة مباشرة حاول خلالها ترسيخ صورته التي يحاول دوما تصديرها بصفته رجل السلام الساعي لإضفاء التهدئة ونزع فتيل الحروب وفرض الاستقرار بالقوة.
في البداية || 🔴 مكالمة بين قادة مصر وفرنسا والأردن مع ترامب خلال القمة الثلاثية في القاهرة حول غزة
بعدها بدقائق || 🔴 البيت الأبيض يعلن إلغاء المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو pic.twitter.com/bFw9lTRZan
— Cairo 24 – القاهرة 24 (@cairo24_) April 7, 2025
من الواضح أن ترامب قد استشعر من هذا الاتصال إصرار القرار العربي تحديدًا ومن بعده الأوروبي، ممثلًا في فرنسا، على رفض مخطط التهجير، وزيادة حدة الاحتقان الشعبي التي بدأت تتجاوز الخطوط الحمراء، حيث عاد الزخم العالمي للقضية الفلسطينية مرة أخرى عبر التظاهرات التي عمت شوارع العالم استجابة لدعوات التظاهر والإضراب التي دعت إليها الفصائل الفلسطينية واتحاد هيئة كبار العلماء.
فلأول مرة منذ توليه السلطة بداية العام الماضي يتعرض ترامب وإدارته لهذا الهجوم والانتقاد العالمي، حيث اجتمع الرأي العام الدولي ضده، متأرجحًا بين مندد بالرسوم الجمركية التي أشعل بها رسميًا الحرب التجارية العالمية التي تهدد الاقتصاد الدولي وتضع مصالح الدول على المحك، ومعارض لدعم إدراته حرب الإبادة التي تُشن ضد الفلسطينيين والانتهاكات الوحشية التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الأطفال والنساء بضوء أخضر منه.
لقاء ترامب نتنياهو
بعد ساعات قليلة من الاتصال الذي أجراه ترامب مع قادة مصر والأردن وفرنسا، كان مقررًا له عقد لقاءه المرتقب مع نتنياهو في البيت الأبيض، هذا اللقاء الذي كان يتوقع له أن يكون امتداد للقاء فبراير/شباط الماضي الذي عاد منه رئيس الوزراء الإسرائيلي، مُنتشيًا بروح الانتصار، إذ حُمّل بمكاسب ما كان يتوقعها، كان لها مفعول السحر في إبقاء ائتلافه الحاكم ومنحه الضوء الأخضر للعربدة في القطاع وفتح جبهات قتال جديدة في لبنان وسوريا وغيرها.
غير أن الرياح لم تأت بما تشته سفن نتنياهو، إذ جاء اللقاء عكس التوقعات، حيث جاء مُهينًا بحسب وصف وسائل إعلام إسرائيلية، فلم ينجح رئيس الوزراء المُحمل بأوهام الانتصار، والمؤمل نفسه بالعودة بضوء أخضر جديد يأكل به ما تبقى من الأخضر واليابس، في تحقيق أي مُنجز يرسخ به أجندته التوسعية في الإقليم الذي يسعى لإشعاله من كافة الجوانب، بما يخدم رؤيته القائمة على إبقاء المشهد مشتعلًا بما يحافظ على مكاسبه السياسية.
المراسلة والمحللة السياسية في صحيفة “معاريف” آنا برسكي، ترى أن اللقاء الذي جمع نتنياهو بترامب هذه المرة وما تلاه من تصريحات يتلخّص في كلمة واحدة وهي “مفاجأة”، وبثلاثِ كلمات “مفاجأة تقترب من الإذلال”، فيما اعتبر الصحافي والكاتب في موقع “والّاه”، براك رافيد رأى أن نتنياهو عاد من البيت الأبيض خالي الوفاض، معتبرًا أن هذا اللقاء كان ربما الأفشل على الإطلاق بالنسبة لنتنياهو مع ترامب، وأنه وجد نفسه في وضع لم يتوقعه.
وفي ذات السياق وصف الكاتب الصحافي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، نداف إيال المشهد، بأنه “في لحظة محددة في المكتب البيضاوي الليلة الماضية، ابتلع نتنياهو ريقه، وألقى نظرة سريعة إلى اليمين واليسار، وتحرّكت عيناه بسرعة، وعبس، ثم خفض رأسه. كان ذلك في الوقت الذي قال فيه الرئيس ترامب إن الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة مع إيران”.
غير أن إيال أشار إلى أن المنطقة الوحيدة التي يمكن القول إن نتنياهو قد حصل فيها على ما يريد بالضبط، فهي قطاع غزة، من خلال “دعم كامل لأفعال إسرائيل، ورؤيتها بشأن الهجرة، وإطراء حار إزاء نتنياهو على أدائه في الحرب ومحاولته إخراج المختطفين (المحتجزين) من غزة”.
منها أن ترامب مدح أردوغان وكشف عن محادثات مع إيران.. أربعة أسباب جعلت زيارة نتنياهو لأمريكا "محبطة" له! pic.twitter.com/zaZ6d16Pg9
— DW عربية (@dw_arabic) April 8, 2025
ورغم أن ترامب تمسك بتلابيب مقترح التهجير من غزة غير أن النبرة لم تكن بذات الحدة التي كانت عليها في السابق، حيث علت نبرة أخرى أكثر دبلوماسية، وميلا أكبر نحو إنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل يُطلق بها سراح الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، حتى خيار التهجير الطوعي الذي كان قد قُدم في السابق كحل نهائي، اليوم انتقل من خندق الخيار الوحيد إلى أحد البدائل المقترحة، بما يفتح الباب أمام التعاطي مع المزيد من الرؤى.
حتى نتنياهو الذي اعتاد الصلف والجمود في الحديث عن أي مقترح للتهدئة، متشبثًا بالتهجير القسري من القطاع، مستندًا إلى الضوء الأخضر الممنوح من إدارة ترامب، بدا هذه المرة مختلفًا في نبرته، حيث تماهى مع الرؤية الأمريكية حين سعى إلى إضفاء طابع “إنساني” على مقترح التهجير، في محاولة لتصدير صورة المتفهم للضغوط الدولية والانتقادات المتصاعدة جراء تلك الحرب والمخططات العنصرية المطروحة.
البعض ربط بين الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترامب بالقادة الثلاثة في القاهرة، ومخرجات لقاءه مع نتنياهو، والتي لم تكن على هوى الأخير، خاصة بعد حالة الارتباك التي خيمت على أجواء هذا اللقاء الذي ألغي مؤتمره الصحفي بعد الاتصال مباشرة، فيما أرجع آخرون ما حدث إلى استجابة ترامب للضغوط الدولية المتصاعدة وحالة الاحتقان الجماهيري العالمي إزاء سياسته بشأن أكثر من ملف، على رأسها الرسوم الجمركة والحرب في غزة.
هل تسفر القمة الثلاثية عن شيء؟
بصرف النظر عن وجود ربط بين الحراك الفرنسي العربي وبين التراجع النسبي في نبرة ترامب بشأن مقترح التهجير في غزة من عدمه، إلا أنه لابد من الاستثمار في المشهد الحالي بكافة تطوراته، حيث يواجه الرئيس الأمريكي وإدارته ضغوطًا لم يعرفها منذ توليه السلطة، ما أظهره بمظهر الضعيف في أكثر من مشهد.
الاستثمار في الرغبة الأوروبية الطامحة في استعادة نفوذها عبر الانخراط في الملف الفلسطيني كأحد أبرز الملفات المدرجة على قائمة أولويات المجتمع الدولي، وهو الاستثمار المبني على استغلال الطموح الأوروبي في الحضور الإقليمي والدولي من جانب، بصرف النظر عن موقف القارة الداعم في معظمه للكيان الإسرائيلي، وأحلام الاستقلال عن العباءة الأمريكية من جانب آخر.
كذا الاستثمار في حالة الضعف النسبي التي عليها الإدارة الأمريكية حاليًا، بسبب تصاعد حدة الانتقادات الموجهة ضدها، والتخبط في السياسات العشوائية التي وضعت الولايات المتحدة في خانة الخصوم لكثير من الدول، وفقدانها للكثير من الحلفاء التقليديين، جراء السياسة الحمائية التي تمارسها بقسوة وغلظة دون أي اعتبارات أخرى، ما دفعها إلى تبني سياسات أخرى أكثر هدوءًا، تخضع لحسابات مغايرة تميل نحو التخلي نسبيًا عن لغة التشدق والصلف والتصعيد.
في الأخير.. فإن القمة في حد ذاتها وبمفردها غير مؤهلة بعد لتحريك المياه الساكنة في هذا الملف، طالما أنها اكتفت برمزيتها السياسية، الدعائية في أغلبها، غير أنها وفي سياق التطورات الأخيرة من الممكن أن تكون عامل مؤثر في فرض التهدئة، إذا ما تخلى القرار العربي نسبيًا عن دبلوماسيته الناعمة، منتقلًا ولو بخطوات طفيفة نحو الدبلوماسية الخشنة، وإخراج أوراق الضغط التي بحوزته من ثلاجة المقاربات.