أصيب الطفل محمد، 15 عامًا، بالصدمة، عندما وجد نفسه مجبرًا على الوقوف مع أترابه وسط مسلحين يرتدون أقنعة سوداء وهم بصدد قطع رأس أحد الرجال فيما صاح أحدهم وهو يرفع رشاشًا من طراز كلاشينكوف “هذا هو الجهاد في سبيل الله”.
والطفل محمد هو واحد من 140 طفلاً كرديًا اختطفتهم “داعش” عندما كانوا على متن حافلاتهم عائدين من امتحانات آخر السنة الدراسية، ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان جرت عملية الاختطاف في 29 مايو/ أيار عندما كان الأطفال عائدين إلى منازلهم في قرية عين العرب من مدرستهم في حلب.
وفي اتصال هاتفي مع سي إن إن روى الطفل محمد بعض ما علق بذاكرته فقال: “عندما استولى المسلحون على الحافلات كان أحدهم يصيح فينا “كيف يمكنكم أن تجلسوا مختلطين هذا حرام”، ويعلق محمد على فظاعة المشاهد التي شهدها والتي نسبها المسلحون للجهاد قائلاً: “هل الله يريد مني أن أجاهد؟”.
ومنذ ذلك اليوم، مازال الأطفال مختطفين، ولم ينجح في الفرار منهم سوى محمد وطفل آخر، بعد أن احتالوا على المسلحين بمساعدة أطفال مختطفين آخرين نجحوا في إخفائهم وراء صف، في الوقت الذي كانا يتسلقان فيه جدارًا ومن ثمّ يهربان لا يلويان على شيء.
ووفقًا لمحمد، فقد أبلغا قصتهما لكل من التقيا لكنّ جلّهم كانوا يرفضون المساعدة خشية أن يتعرضوا للعقاب من داعش، إلى أن وجدا رجلاً منحهما بعض المال مكنهم من ركوب حافلة نقل عمومي إلى جرابلس ومن هناك نجحا في الاتصال بأسرتيهما عبر محل إنترنت.
ويتذكر محمد يومه الأول وهو مختطف ويقول إنه بدأ مبكرًا جدًا عندما كرر مسلحون تحذير جميع الأطفال من قطع رؤوسهم إذا حاولوا الفرار، ثمّ تم تقسيمهم إلى مجموعات من 17 صبيًا، كل مجموعة في غرفة، وكان كل يوم يبدأ بصلاة الفجر، حيث تتم إفاقة الأطفال من قبل “شيوخ” يؤمونهم ثم يلقون عليهم دروس “الشريعة” لساعات.
وليلاً، يسلم “الشيوخ” الأطفال لمقاتلين يعلمونهم على مدى خمس ساعات أساليب “الجهاد والقتال وتنفيذ العمليات الانتحارية”، ويمضي محمد قائلاً: “اذهب إلى عين العرب ولن تعثر على صغار هناك، أخذوا جميع أصدقائي، وأشعر أنني لا أقوى على الابتسام فكل أيامي وكل حياتي كانت مع رفاقي في المدرسة أما الآن فلا يوجد شيء”.
وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن طبيبًا أبلغها أنه عالج صبيًا لا يتجاوز عمره 12 عامًا، كانت وظيفته عندما مختطفًا من قبل داعش، جلد المحتجزين لديها بالسوط، كما قال أب أحد المختطفين: “إنهم بصدد غسل أدمغتهم، لقد ربينا أطفالنا بالكيفية الملائمة ونخشى أن يؤثر كل هذا في نفسياتهم”.
ودعا البعض المنظمات الدولية إلى لعب دور الوسيط بين “داعش” والجماعات الكردية في المنطقة لاسيما أن “تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام” يبادل الأطفال بأعضاء فيهم محتجزين لدى الأكراد.