اتهم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ناشطين اثنين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بـ”اختطاف 3 مستوطنين إسرائيليين قبل أسبوعين”.
المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي عوفير جندلمان، قال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن “الشاباك كشف النقاب عن هوية أفراد الخلية الحمساوية التي اختطفت الشبان الإسرائيليين وهما: مروان قواسمة (29 عاما)، وعامر أبو عيشة (33 عاما)”.
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قال في تصريح مكتوب: “قلنا إن أولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة كانوا إرهابيين ينتمون لحماس، واليوم نشر جهاز الأمن العام (الشاباك) أسماء اثنين من أفراد هذه الخلية التابعة لحماس”.
وأضاف: “أتوقع من الرئيس عباس الذي أدلى بتصريحات مهمة في السعودية، أن يقف وراء هذه التصريحات ويفكك تحالفه مع حركة حماس الإرهابية التي تختطف الأطفال وتدعو إلى تدمير إسرائيل”.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ واقعة اختفاء 3 مستوطنين، جنوبي الضفة الغربية، في 12 يونيو الجاري، حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، طالت حتى اليوم الخميس نحو 571 شخصاً غالبيتهم قيادات ونشطاء في حركة “حماس”.
في الوقت الذي لم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن اختطاف المستوطنين، لكن نتنياهو حمّل “حماس” المسؤولية عن اختطافهم، وهو ما رفضته الحركة، دون أن تؤكد أو تنفي صحة ذلك الاتهام.
“حماس” بدورها وصفت إعلان إسرائيل لبعض الأسماء التي تتهمها بتنفيذ عملية اختطاف المستوطنين في الخليل بأنه “محاولة للتغطية على فشلها الذريع في تحقيق أهدافها”.
وقال المتحدث باسم حركة “حماس”، سامي أبو زهري، في بيان صحفي مساء البارحة الخميس أن “إعلان الاحتلال بعض الأسماء التي يتهمها بتنفيذ عملية الخليل هي استمرار لحالة التخبط التي يعيشها ومحاولة للتغطية على الفشل الذريع في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها”.
الفلسطينيون بدورهم بدؤوا تناقل أسماء وصور المتهمين الإثنين في عملية الخطف على مواقع التواصل الإجتماعي، في دعم مباشر لما قاموا – أو كما زعمت إسرائيل أنهم قاموا- باختطاف الإسرائيليين، الأمر الذي اعتبره آخرون استجابة لمحاولة إسرائيل كشف بعض خيوط العملية.
ياسين عز الدين كتب على صفحته في فيسبوك : ” أحد أسباب الإعلان عن اسميهما هو أن هنالك ضغوط دولية على دولة الاحتلال، وتشكيك بأنها لا تملك دليلًا على أن حماس المنفذة، فهي تريد التبرير، لكن هذا سبب ثانوي وليس السبب الرئيسي” وأضاف : “السبب الرئيسي والخطير هو حاجة الاحتلال لجمع معلومات استخباراتية للوصول إلى طرف خيط يوصل لهما وللمخطوفين”.
ثم وضح في قوله :” العامل الذي يراهن عليه الاحتلال لجمع المعلومات هو ثرثرة الناس وخاصة معارف الشخصين وأهالي الخليل بشكل عام، ولهذا نشروا صورتيهما، لتبدأ عملية جمع المعلومات كالآتي:
الكثير من الناس لا يعرفون صورتهما أو شكلهما، وربما مر أحدهما من مكان ما خلال الأيام الماضية لكن لم يعرفه الناس، سيبحث الاحتلال عن جمل مثل “والله شفته امبارح هدا كان ماشي من مكان ####”، “أسمع مش هدا هديك اليوم وقفنا وطلب منا ###”، وسيقال هذا الكلام في الجلسات الخاصة وعلى الهواتف ودردشة الفيسبوك.
أيضًا سيبدأ أقارب ومعارف وأصدقاء الشخصين بالكلام و”الدفاع عنهما”، وسيبحث الاحتلال عن عبارات مثل:
“فلان مريض ومعاه سكري مش معقول هو اللي عمل العملية”، فلو قيلت مثل هذا الجملة سيبدأ بمراقبة الصيدليات ومن يتردد عليها.
“ما أظن أنه علان عملها، ما هي أمه مريضة وبظل يأخذها على المستشفى”، سيعلم الاحتلال من هذه الجملة أن والدته نقطة ضعف لديه.
“يا عمي والله والله أنه يوم العملية شفته في عرس ####، كيف بده يكون هو المنفذ”، هذه معلومة مجانية عن تحركات الشخص يوم العملية.
“يا زلمة كيف هو منفذ العملية وثاني يوم العملية شفته بصلي الجمعة في مسجد ####”، معلومة مجانية أخرى عن تحركاته”.
وختم كلامه بقوله :”قد يكون الاثنين لهما علاقة بعملية الخطف وقد لا يكون، لكن ما دام مطاردين فهما لا يريدان أن يصل لهم جنود الاحتلال، لذا لا تتبرع بمعلومة توصل لهما. وعلى فرض أنه لا علاقة لهما بالعملية أترك اليهود يبددون مواردهم وطاقاتهم على ملاحقتهما، فيما المنفذ الحقيقي تكون العيون بعيدة عنها”.