العلاقة بين الفقر والطاقة

earth

تعتمد العديد من البلدان النامية على الفحم وغيره من أنواع الوقود الأحفوري ذات التكلفة المنخفضة لتوليد الكهرباء الذي يحتاجونه لتزويد المنازل، المصانع، والمزارع. كما تسعى الدول الغنية لتوعية الناس بأهمية الطاقة وتحثهم على تخفيض استهلاك الوقود الأحفوري، وأنا أتفهم القلق .. فالإنسان هو من يتسبب في تغيير المناخ، واستخدامنا للوقود الأحفوري هو دليل واضح على ذلك.

ولكن في إطار العمل بجدية بهدف مواجهة التغييرات المناخية الطارئة، لا ينبغي أن نحل هذه المشكلة على حساب الفقراء، لسبب واحد، وهو أنّ الدول الفقيرة تمثل جزء صغير من مشكلة انبعاث الكربون؛ وذلك لأنهم في حاجة ماسة إلى مصادر غير مكلفة للطاقة لتطوير النمو الاقتصادي الذي يساعد الناس على التخلص من الفقر، خاصةً وأنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة الطاقة النظيفة اليوم، وفي الحقيقة لا يتوقع منهم الانتظار لوصول هذه التكنولوجيا والحصول عليها بأسعار منخفضة.

وبدلاً من وضع مزيد من القيود على البلدان الفقيرة التي تعمل على كبح قدرتها لمكافحة الفقر، يجب أن نستثمر المزيد من المال بشكل كبير في البحث والتطوير لجعل الوقود الأحفوري أنظف، وكذلك جعل الطاقة النظيفة أقلّ تكلفة من الوقود الأحفوري.

يوضح الدنماركي “بيورن” وهو خبير في العلوم السياسية في مقطعي الفيديو، العلاقة بين الطاقة والفقر، فبيورن هو من نظم “إجماع كوبنهاغن”، حيث يجتمع خبراء الاقتصاد البارزين لإيجاد حلول ناجحة لمواجهة التحديات العالمية، ورغم أنني لا أتفق مع بيورن (أو إجتماع كوبنهاغن) في كل المسائل، فإنني أجد دائمًا أنه يستحق أن نستمع إليه، فهو ليس أيديولوجية، بل هو رجل يعتمد على البيانات، ويركز على أهميّة استخدام الموارد النادرة  بطريقة ذكيّة.

يبين بيورن في هذا الفيديو، عمق فجوة الطاقة بين البلدان الغنية والفقيرة، ويقول ببساطة إننا عندما نقصد البلدان الفقيرة حتى نتمكن من “الحصول على المروحيات الهوائية والألواح الشمسية” هو قمّة النفاق، ويدعو إلى جعل الطاقة النظيفة “رخيصة حتى يتسنى للجميع شرائها”.

ويضيف بيورن في هذا الفيديو، أنه قبل أن تسعى الدول الفقيرة لاستغلال الطاقة النظيفة، كانت الأسر الفقيرة تحتاج إلى الوصول إلى الكهرباء بتكلفة منخفضة حتى لا تضطر إلى حرق الروث والورق المقوى أو الأغصان لاستعمالها في التدفئة والطهي، إذ تتسبب هذه الأنواع القذرة من الوقود في تلوث الهواء داخل المباني التي تضر بصحة الساكنين وخاصة الأطفال.

المصدر: GatesNotes