رغم تنافي سلوك “عض” الخصم مع الأخلاق الرياضية، إلا أن العقوبة الشديدة التي وقعها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على لاعب أورجواي “لويس سواريز” المتهم بعض مدافع المنتخب الإيطالي خلال المباراة التي جمعت فريقهما في مونديال البرازيل، أثارت تعاطف البعض.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قد عاقب الخميس الماضي سواريز بالإيقاف 9 مباريات دولية، وإيقافه لمدة 4 أشهر سواء على مستوى منتخب بلاده أو ناديه ليفربول الإنجليزي، بجانب غرامة مالية قدرها 100 ألف فرنك سويسري (أي حوالي 111 ألف دولار أمريكي تقريبًا).
المدافع الإيطالي “جورجيو كيليني” كان ثالث لاعب يتلقى “عضة” من قبل مهاجم سواريز، حيث جاءت داخل منطقة جزاء إيطاليا في احتكاك بكرة مشتركة بين اللاعبين أثناء مباراتهما بمونديال البرازيل، لكن الحكم المكسيكي ماركو رودريغيز لم يتخذ قرارًا بمعاقبة سواريز على الواقعة.
وكانت الضحية الأولى في عام 2010، في مباراة جمعت بين فريق سواريز السابق “أياكس أمستردام” مع “أيندهوفن”، حيث قام بعض لاعب أيندهوفن “عثمان باكال”، ووقتها قرر الاتحاد الهولندي لكرة القدم توقيع عقوبة الإيقاف على سواريز 7 مباريات، بحسب وسائل إعلام آنذاك.
أما الضحية الثانية فكانت في الموسم الماضي بالدوري الإنجليزي 2013-2014، عندما قام سواريز المحترف حاليًا في صفوف ليفربول بـ “عض” اللاعب الصربي “برانسلاف إيفانوفيتش” المحترف في صفوف “تشيلسي”، وقرر الاتحاد الإنجليزي للعبة إيقاف سواريز 10 مباريات، في الوقت الذي وصفت فيه الصحف الإنجليزية في ذلك الوقت سواريز بأنه “آكل لحوم البشر”.
شبكة ” الباحثون السوريون”، المعنية بنشر وترجمة البحوث العلمية كتبت عن 5 أسباب لعدم تساهل “الفيفا” في عقاب سواريز، في محاولة للتخفيف من هذا الشعور لدى المتعاطفين.
وأشار التقرير إلى ما تتداوله بعض الأوساط العلمية بأن عضّات الإنسان تأتي في المرتبة الثالثة بعد عضات الكلاب والقطط من حيث الانتشار، وهو ما يُمثّل 23% من مجمل العضّات، غير أن التقرير عاد وشكك في دقة هذا الرقم، مضيفًا أن هذه الأرقام “تبقى غير دقيقة لأنّ معظم عضّات الإنسان لا يُبلّغ عنها”.
وكشف التقرير عن أن 60% من موضع العضّات من الإنسان لإنسان يكون في الطرف العلوي، في حين تحدث 15% في الرأس والرقبة، و92% من الضحايا كانوا رجالاً.
وانتقل التقرير من هذه المعلومات المسلية إلى الشق الخطير وهي أضرار العض، وأضاف: ” هذه المعلومات ليست للضحك والتسلية فقط، حيث أنّ الجروح الناتجة عن العض خطيرة جدًا ومن الممكن أن تكون قاتلة”.
وحدد 5 أمراض يمكن أن تنتج عن العض هي:
1- العدوى:
يحتوي فم الإنسان على مستويات عالية من الجراثيم، خاصة الأنواع التي تصيب الأنسجة البشرية، وتنتقل هذه الجراثيم بشكل فعال جدًا عن طريق العض، حيث تحتوي جروح عضة الإنسان على الفلورا الفموية، والتي تُمثّل ما يصل إلى 190 نوعًا مختلفًا من الجراثيم، تتوزّع بما يقارب 100 مليون في الميليمتر الواحد.
ورصد التقرير أن حوالي من 10 إلى 20% من عضّات الإنسان تصيب بالعدوى، والتي يمكن أن تنتشر بسرعة وتسبب مضاعفات كبيرة بما في ذلك تدمير المفاصل إذا لم تعالج بسرعة
2- التهاب الكبد “سي” و”بي”
يمكن أن ينتقل كلا الفيروسين من العض وبشكل خاص فيروس التهاب الكبد بي، ويقترح التقرير أنّه يتوجب على أيّ شخص تعرض للعض إجراء فحوص مخبرية للتأكد من سلامته من التهاب الكبد، كما تقترح على الشخص الذي قام بالعض بإجراء فحوص للتأكد من عدم إصابته بفيروس سي، فهو معرض بشكل أكبر للإصابة بهذا الفيروس الموجود في الدم.
3- فيروس نقص المناعة “الإيدز “
كان يُعتقد أنّ اللعاب لا ينقل الفيروس، لذلك ليس من الممكن نظريًا الحصول على فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق العض أو التعرض للعض، ولكن هذا الأمر لا يبدو صحيحًا في كل الحالات، حيث تمّ تشخيص أكثر من حالة انتقال للفيروس عن طريق العض.
4- الحلأ “هيربس”
طالما يُنقل فيروس الحلأ البسيط “إن وجد” عن طريق اللعاب، فهذا يعني إمكانية انتقاله بالعض.
5- داء الكلب
لم تؤكّد منظمة الصحّة العالمية إمكانية انتقاله من الإنسان للإنسان عن طريق العض، على الرغم من إمكانية حدوث ذلك نظريًا، هذا إلى جانب أعراض تقليدية يمكن أن تسببها الجروح الناتجة عن العض، والتي تتضمّن على سبيل المثال: حمى، حرارة، رائحة منبعثة من مكان الإصابة، جفاف، تقيّح، تورّم، ألم، وخمول.