حالة من الجدل أثارتها الناشطة المصرية داليا زيادة خلال الأيام الماضية، بعد نشرها صورة تظهر نساء إحداهن ترمز لـ”إسرائيل”، إلى جانب أعلام دول إسلامية مثل تركيا والسعودية وإيران، مصحوبة بأمنية “جلوس نساء الشرق الأوسط معًا للتحدث قليلًا والضحك والدردشة دون حروب، ولا تحيزات، ولا ألم”، في مشهد اعتبره كثيرون استفزازًا وإساءة للقضية الفلسطينية.
ومع ذلك، لم يكن هذا الموقف الأول لداليا التي تعبر فيه عن دعمها الصريح فيه للتطبيع مع “إسرائيل”، فقد دأبت على مدار السنوات القليلة الماضية، ولا سيما منذ بدء الحرب الأخيرة على غزة، على تأييد الاحتلال على مرأى ومسمع الجميع حتى وُصفت بأنها “صوت إسرائيل الناطق بالعربية”، ولاحقتها اتهامات التخابر مع جهات أجنبية والإضرار بالأمن القومي المصري.
This is how I imagine the Middle East will be one day!
Women of the Middle East sit together to have small talk, laugh, and chat!
No wars, no prejudices, no pain!
Why not?! pic.twitter.com/RNHgy8b40X
— Dalia Ziada – داليا زيادة (@daliaziada) April 3, 2025
وتمتلك زيادة من المواقف المؤيدة لـ”إسرائيل” ما يؤهلها للانضمام إلى قائمة “المتصهينين” الذين باعوا ضمائرهم وقضاياهم، وبدَّلوا ولاءتهم حسب المصلحة، ولم يتوانوا عن الارتماء في أحضان الاحتلال الإسرائيلي لعلهم يظفرون ببعض الرضا أو المناصب أو حفنة من الدولارات.
سيدة التناقضات
ولدت داليا زيادة في حي شبرا بمحافظة القاهرة عام 1982، ودرست الأمن الدولي بكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس بالولايات المتحدة، وعملت مديرة لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في مصر، بعد 5 سنوات من العمل بمنصب المديرة الإقليمية لمنظمة “المؤتمر الإسلامي الأمريكي”، وعضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس القومي للمرأة في مصر.

لا يقل جدل زيادة عن الجدل الذي اقترن بمديرها أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومؤسس وصاحب مركز “ابن خلدون” سعد الدين إبراهيم، الذي واجه في عام 2000 تهمة التجسس لحساب أمريكا، ويعبر عن دعمه للتطبيع مع “إسرائيل” علانية، حيث واستقبل الإسرائيليين في مركز ابن خلدون، وسافر إلى “إسرائيل”، وألقى محاضرات في جامعة تل أبيب الإسرائيلية، وشارك في ورشة عن مصر والثورات التي شهدتها حظى خلالها بترحيب بالغ من جميع المشاركين الإسرائيليين، لكن مجموعة من الطلاب الفلسطينيين قاطعوه، مرددين هتافات تصفه بـ”الخيانة والعمالة”.
بعد قفزها من مركب “ابن خلدون” على خلفية سلسلة من الاتهامات المتبادلة بينها وبين سعد الدين إبراهيم، وتورطها في فضائح مالية وسرقة أموال الدعم الأمريكي التي كان يستقبلها المركز بدعوى حماية الأقليات والأنشطة الحقوقية، أعلنت زيادة عن تأسيس مركز “دراسات الديمقراطية الحرة” في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وفتح عدد من الفروع في بروكسل وواشنطن، وأطلقت عام 2021 مركز “ميم” لدراسات الشرق الأوسط وشرق المتوسط.
بالنظر إلى واقع المجتمع المدني الذي سعى نظام السيسي والأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها إلى القضاء عليه بهجوم من القوانين القمعية والممارسات غير القانونية، يبدو جليًا أن المركز الذي تديره زيادة لم يتعد دوره رسم صورة تجميلية لنظام دأب على إجبار منظمات المجتمع المدني المستقلة على الإغلاق، في حين ظل هذا المركز قائمًا يمارس دوره في تبييض صورة النظام أمام المجتمع الدولي، وهو ما بدا جليًا في إعلان التأسيس الذي جاء فيه أن المركز “سيكمل دور الدولة، وسيعمل على إصدار أوراق سياسات لصناع القرار”.
وليس من الواضح الحديث عن كونها “كاتبة”، رغم وجود 3 كتب باللغة الإنجليزية تحمل اسمها، من تلك النوعية التي تثير إعجاب أمريكا والغرب، وتدور أغلبها حول قضايا المرأة وحقوقها “المنقوصة” في العالم الإسلامي، وتتطرق إلى الإسلاموفوبيا، وتقاوم فيها كل ما هو إسلامي، مع الاحتفاظ بهوية مزيفة عمادها المظهر والحجاب لتمرير أفكارها بشكل تبدو فيه مسلمة وسطية من أنصار تجديد الخطاب الديني.
بخلاف ذلك الدور المشبوه، تعرفها وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها باحثة في مركز القدس لدراسات الأمن والشؤون الخارجية الإسرائيلي، الذي يعرفها بأنها “كاتبة مصرية حائزة على عدد من الجوائز، وزميلة أولى للأبحاث الدبلوماسية”، وخاضت معارك سياسية شرسة ضد جماعة الإسلام السياسي من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وينشر المركز على موقعه تقارير ومقالات لزيادة منذ فبراير/ شباط 2025، تتناول موقف دونالد ترامب من غزة، وعلاقته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بدت فيها رؤيتها متوافقة مع الاحتلال، هذا إلى جانب لقاء مصور حلَّت فيه زيادة ضيفةً على رئيس المركز دان ديكر، وتحدثت عن الفصائل الفسطينية ووجوب إنهائها.
هذا المركز البحثي الأمني يرتبط بعلاقة عمل تمتد برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ عام 2007، وعمل لصالحه مجموعة من أبرز سياسي وجنرالات الاحتلال، ويقدم الدعم لجيش الاحتلال باستمرار، وأطروحات للحكومة، ويقاضي السلطة الفلسطينية من أجل وقف الدعم المقدم لأسر الشهداء الفلسطينيين، ويعمل ضد حركة المقاطعة “بي دي إس”، ما يسميها”معاداة السامية ضد إسرائيل”.
المثير أن زيادة لا تنكر عملها في هذا المركز الإسرائيلي، وتقول إن ذلك مدونًا على حسابها في لينكدإن وإكس (تويتر سابقًا) منذ أكثر من عام، وتعتبر نوعًا من الدعاية المجانية، وتبرره بادعائها أن سفير الاحتلال في واشنطن حاليًا عمل أيضًا في المركز لسنوات، وتتفاخر بما أنجزه المركز من أجل “تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط ومحاربة التنظيمات الإرهابية” حسب قولها.
بخلاف كونها مسلمة محجبة، تسقط زيادة في فخ تناقضات أخرى، ففي حين تدِّعى أنها ناشطة حقوقية تتحدث عن الديمقراطية، إلا أنها أول المصفقين لأي قمع، تشي مواقفها بفقدانها البوصلة الطبيعية للإنسانية، وتبدو هذه المواقف مغايرة تمامًا للدفاع عن حقوق الإنسان، وخاصة حقوق الفلسطينيين الذين يواجهون منذ أكثر من عام ونصف إبادة جماعية غيَّرت فكر الكثير من الأصوات، ومنها أصوات يهودية، جذريًا تجاه “إسرائيل”.
دعم مطلق لـ”إسرائيل”
عُرفت زيادة بدعمها المطلق لـ”إسرائيل”، وأجرت عدة مقابلات مع وسائل إعلام مختلفة، وهي ضيفة دائمة للتعليق على الأحداث في قناة “i24NEWS” الإسرائيلية، التي تمنحها صوتًا لمهاجمة المقاومة الفلسطينية، ومدح “إسرائيل”، حتى باتت أقرب إلى المتحدثين باسم “إسرائيل” وممثليها في المحافل الدولية.
In the midst of all the pain of this war I was honored to meet @daliaziada an Egyptian researcher who bravely came out against Hamas and as a result had to leave her country amidst threats to her safety. Dalia I salute your bravery for standing for truth and for giving me hope… pic.twitter.com/RsGoATXjVz
— פלר חסן נחום Fleur Hassan-Nahoum (@FleurHassanN) November 16, 2023
منذ ذلك الحين، قررت زيادة السير في طريق معبَّد بالخيانة، وأصبح اسمها رمزًا لإثارة الجدل، ففي كل مرة تتحدث فيها، يفوح من كلماتها رائحة التطبيع والتطبيل واحتضان أعداء الإنسانية والارتماء بفخر في أحضان الصهاينة.
وفي أبريل/ نيسان 2023، كتبت زيادة مقدمة دراسة نشرها معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، المعروف سابقًا باسم “مركز مراقبة تأثير السلام”، وهو منظمة إسرائيلية غير ربحية تعمل على مراقبة محتوى الكتب المدرسية، توصل مؤلفوها إلى العديد من النتائج التي تعكس تحسنًا في المواقف تجاه اليهود في الكتب المدرسية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم المصرية للصفوف من الأول إلى الخامس.
وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى، بدأت داليا زيادة في إثارة الجدل أكثر من أي وقت مضر، وكان مصدر هذا الجدل نابعًا من وصفها لما حدث في 7 أكتوبر بـ”المذبحة البشعة” و”الإرهاب الذي لا يمثل المقاومة”، وتأييدها في المقابل وبشدة لكل ما تقوم به “إسرائيل” داخل قطاع غزة المحاصر، والتأكيد على عمها لحق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسه.
على عكس بعض المنبطحين الذين قد ينتقدون حماس، ويحملونها على استحياء مسؤولية ما يحدث في غزة، لم تخف زيادة ولعها بشيطنة المقاومة الفلسطينية التي تمنت أن تختفي من الوجود، وبدت أكثر استماتة من غيرها في التعبير عن دعمها لـ”إسرائيل”، ووصفت حرب الإبادة الجماعية في غزة بأنها دفاع عن النفس.
وتوظف زيادة حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي كمنبر لاستبدال الحقيقة بادعاءات كاذبة، وتبرير القتل باسم السلام، ما جعلها تحظى بحفاوة غربية وإسرائيلية لموقفها الشاذ كعربية مسلمة داعمة للاحتلال.
وتعبّر داليا زيادة عن آرائها تلك ليس على حساباتها الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، إنما عبر وسائل إعلام غربية وإسرائيلية تظهر فيها تأييدها لانتهاكات قوات الاحتلال بما تسميه “حقها في الدفاع عن نفسها”.
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وبعد حوالي شهر من بدء حرب “إسرائيل” على غزة، ظهرت زيادة في لقاء مع أحد الباحثين من معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، ليس دفاعًا عن الفلسطينيين وحقهم، بل دافعت عن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، وحرضت “إسرائيل” على تكملة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها جيشها ضد الشعب الفلسطيني من المدنيين والأطفال والشيوخ والنساء.
وادعت زيادة في تصريحاتها أن “السعودية هي التي تقود المنطقة، وأن إسرائيل تقود الحرب ضد الإرهاب بالنيابة عن منطقة الشرق الأوسط، وأن دور مصر هو أنها تدير وجهها بعيدًا حتى تنتهي إسرائيل من هذه الحرب”، ودعت الدول العربية للوقوف إلى جانب “إسرائيل” في حربها، ووصفتها بـ”الجار والصديق الحسن الذي يجب أن ينعم بالأمان والسلام”.
صحفي إسرائيلي يحتفي بالباحثة المصرية المتصهينة داليا زيادة، التي قالت له: “على مصر رد الجميل لإسرائيل.. وما دامت إسرائيل آمنة فمصر آمنة!”
ما رأيك في كلامها؟ pic.twitter.com/dNC0xvRWfp
— مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) September 19, 2024
تصريحات داليا هذه المرة لم تكن كأي تصريحات سابقة، ورأى الكثيرون أنها بالغة في الخزي والمهانة، بسبب ظهورها على منبر إسرائيلي يقدم خدماته للأجهزة الحكومية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية، ولأنها في حين تدعي أنها تشغل منصبًا حقوقيًا، تجهل حقوق الفلسطينيين المنهوبة منذ عقود تحت أعين العالم كله، لكن لا أذنها تسمع ولا عينها ترى.
هذه المواقف المخزية وضعت داليا زيادة في مقارنة خاسرة مع ما قامت به المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد التي كشفت تواطؤ شركة مايكروسوفت مع “إسرائيل” عن طريق تسخير أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة الاحتلال في حرب الإبادة على غزة، وضحت الأخيرة بمستقبلها، وقررت أن تخرج عن صمتها وتنتصر للحق.
وتمثل مثل هذه الشخصية “كنزًا دفينًا” بالنسبة للغرب واليهود، ويحاولون تلميعها للتأثير في الشباب العربي بما يخدم مخططات الاحتلال، ليس بالضرورة في الوقت الحال، وإنما على المدى البعيد عادي، ومن ثم الإيحاء والترويج لوجود أصوات عربية مسلمة مؤيدة للاحتلال وحربه في غزة.
بنت النظام المغضوب عليها
يتقاطع موقف زيادة من العلاقات مع “إسرائيل” في جزء منه مع الموقف الرسمي غير المعلن في مصر، فالعلاقات بين القاهرة وتل أبيب لم تشهد قدرًا من التنسيق الأمني غير المسبوق والغزل المتبادل كالذي مرت به منذ أن وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطة، ووصفه حاخامات بأنه “نزل كهدية من السماء إلى إسرائيل”، وقبل ساسة وجنرالات الاحتلال الهدية.
داليا زيادة، واللبناني الأصل جوناثان نزار الخوري، أحد أبرز المدافعين غير اليهود عن “إسرائيل”، ونائبة رئيس جمعية “شراكة” الإسرائيلية، البحرينية فاطمة الحربي.
وعلى مدى 10 سنوات، قدم السيسي للاحتلال فيما يبدو أكثر مما أتاحته اتفاقية كامب ديفيد نفسها، فقد وصف قيادة نتنياهو بـ”الحكيمة”، وأهداه في سابقة من نوعها صوت مصر لانضمام “إسرائيل” إلى عضوية إحدى الهيئات التابعة للأمم المتحدة، كما دعا من هناك لتوسيع اتفاقية السلام مع “إسرائيل” لتشمل دولًا عربية أخرى، وصرح بأنه لن يسمح بتهديد أمن “إسرائيل” من خلال سيناء، بينما عمل إعلامه على شيطنة المقاومة، بل كل ما هو فلسطيني، كما تضاعفت الصادرات المصرية إلى “إسرائيل” خلال العام الماضي مقارنة بعام 2023، رغم القتل والدمار الذي تمارسه في غزة.
ويأخذ التنسيق الأمني مع الاحتلال منحى خاصًا حين يتعلق الأمر بالجار الفلسطيني، فقد شن نظام السيسي حرب مياه على غزة بدعوى إغراق الأنفاق وردمها بناءًا على طلب من تل أبيب، كما انحاز للعدوان الإسرائيلي بإحكامه الحصار على غزة، وهدم الأنفاق التي رفض سلفه حسني مبارك هدمها، وأغلق معبر القطاع الوحيد إلى العالم الخارجي، وبإيعاز منه، قام أنصاره برفع دعاوى قضائية لتصنيف المقاومة الفلسطينية منظمات إرهابية، كما أخلى الحدود لتنفيذ الطلب الإسرائيلي القديم بإنشاء منطقة عازلة.
في عهد أكثر رؤساء مصر تقاربًا مع “إسرائيل”، لا عجب والحال هذه أن تروج داليا للتطبيع بين القاهرة وتل أبيب، وتعبر عن ذلك بقولها “إسرائيل ليست عدو مصر”، وتذكر في تغريدة “إسرائيل جارة مصر المباشرة، ومن أكثر الدول التي وقفت إلى جانبها في أكثر الفترات الحرجة التي مرت بها، ولا يوجد أي سبب على الإطلاق لإشعال الصراع معها”.
ولم تدخر زيادة جهدًا في البحث عن مواقف مشتركة أخرى لإرضاء النظام وتلميع صورته، حتى أنها قادت حملة لإدراج جماعة الإخوان المسلمين “كتنظيم إرهابي دولي”، وتصدرت الصفوف للترويج للانقلاب في المحافل الدولية، وأسهمت بشكل ما في وصول العسكر إلى سدة الحكم، ومع ذلك، تشتكي من تجاهل النظام لدعوتها في مؤتمرات الشباب أو تبوئها منصب سياسي أو حقوقي.
بالإضافة إلى ذلك، لم تمر تصريحات زيادة الاستفزازية مرور الكرام داخل مصر، إذ لاحقتها ردود فعل شعبية غاضبة تعكس الموقف المصري المعادي لـ”إسرائيل” على المستوى غير الرسمي، وواجهت اتهامات “بالتخابر مع جهات أجنبية، والإضرار بالأمن القومي المصري”، وقدَّم محامون دعاوى قضائية وبلاغات للنائب العام المصري تطالب بحسب الجنسية باتخاذ الإجراءات القانونية وإسقاط جنسيتها المصرية، بتهمة التخابر مع كيان معادِ، ونشر أكاذيب ضد الدولة.
Shame on you, Egypt… I do not deserve this!
👨⚖️ A new legal claim against me has been filed today to the Attorney General in Egypt, accusing me of committing high treason and asking for taking legal action against me and revoking my citizenship.
✋ What is my crime this time?… pic.twitter.com/hUOJ5OowUy
— Dalia Ziada – داليا زيادة (@daliaziada) April 6, 2025
في النهاية، وقبل صدور أي حكم ضدها، غادرت زيادة مصر بسبب ما اُعتبر “تصريحات داعمة لإسرائيل”، وأُثيرت الكثير من التساؤلات حول وجهتها القادمة، وما إذا كانت استقبلت دعوة للاستقرار في “إسرائيل”، حتى أنها وصفت خروجها من مصر بـ”هروب اليهود قديمًا من فرعون”، وتبين لاحقًا أنها غادرت إلى أمريكا، فيما بدا أن خروجها جاء بإيعاز من الأجهزة الأمنية المصرية التي تعتقل غيرها بسبب تعبيرهم عن دعمهم للفلسطينيين، وتمنع آخرين من مغادرة البلاد، وتصادر أموالهم.
لم يمر وقت على مغادرتها مصر حتى تلقفتها منظمات يهودية ووسائل إعلام غربية وإسرائيلية للاستماع إلى “ديباجة هروبها من مصر” بعد إدعائها أنها تلقت “تهديدات بالقتل لتحدثها علانية عن السلام مع إسرائيل وتبرير الحرب ضد إرهابيي حماس”، ووصفتها عناوين بعض الصحف اليهودية بـ”صوت السلام”، واعتبرها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية “واحدة من القلائل في العالم العربي الذين يهاجمون حماس علنًا، و”الناشطة المسلمة التي خاطرت بكل شيء من أجل السلام”، “ودفعت ثمن التعبير عن الرأي”.
داليا زيادة خلال مشاركتها في فعالية برعاية منظمات يهودية في 6 فبراير/ شباط 2024.
وحتى وقت سفرها أثارت زيادة الجدل بكلمات استفزازية أخيرة على حسابها وصفت فيها كل أطياف الإسلاميين بـ”المتطرفين”، وأكدت على موقفها المؤيد لـ”إسرائيل”، ووصفتها بأنها “جار وصديق وشريك مهم لمصر”، ووجهت رسالة لليهود بأنهم “سيظلون في نظرها شعب الله المختار، وبشر مكرمين من عند الله”.
وحتى تحصل داليا زيادة على اللجوء الأمريكي والحماية الإسرائيلية، باعت دينها ووطنها وإنسانيتها قبل كل شيء، وسارت في طريق الخيانة والتطبيع، ونسيت أن من سلمتهم دماغها لا عهد لهم ولا ميثاق، وعندما ينتهي دورها سيتم التخلص منها بأرخص ثمن.