أجرى فيسبوك تجربة نفسية ضخمة وسرية لأكثر من 600 ألف من مستخدميه لمعرفة كيفية تعاملهم مع الرسائل الإيجابية والسلبية وذلك من دون أن تستأذنهم.
وقامت فيسبوك بتغيير أسلوب تغذية الأخبار لمستخدميها لتسليط الضوء على ردة فعل أصدقائهم إما إيجابية أو سلبية من خلال تغذية أخبارهم، ثم قامت برصد ردة فعل المستخدمين لمعرفة ما مدى تأثير موقف أصدقائهم عليهم.
وفي ورقة نشرتها مجلة الأكاديمية الوطنية لعلماء الولايات المتحدة، كتب فريق علماء الفيسبوك “تظهر النتائج وجود عدوى عاطفية”، مضيفين: “عندما تم تخفيض التعبيرات الإيجابية، أنتج الأصدقاء مشاركات إيجابية أقل مع المزيد من المشاركات السلبية، وتشير هذه النتائج إلى أن المشاعر التي أعرب عنها الأصدقاء في الفيسبوك تؤثر في عواطفنا، وتبين الأدلة التجريبية على نطاق واسع مدى حجم العدوى عبر الشبكات الاجتماعية”.
وكان فيسبوك قادرًا على تنفيذ التجربة، لأن جميع المستخدمين كان عليهم وضع علامة على مربع الموافقة على الشروط والأحكام الخاصة بهذه التجربة والتي تشمل استكشاف وتحليل البيانات والبحوث.
وفي الدراسة، أشار الباحثون إلى أن بحثهم بقي ضمن بنود الاتفاق الذي وافق عليه مستخدم الموقع، وذلك من خلال المحافظة على سرية البيانات الشخصية واستعمال آلة لتحليل المعطيات حول المشاركات الإيجابية والسلبية.
والدراسة، التي أُجريت على مدى أسبوع من شهر يناير 2012، أُجريت لأغراض علمية، لتقيم الدليل على أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون لها تأثير قوي على الحالة النفسية للمستخدمين، حيث قال الباحث “آدم كرامر” في مقابلة صحفية: “عندما انضممت لفيسبوك في مارس 2012 أردت هذا المنصب لأن البيانات التي يوفرها فيسبوك تمكن من القيام بأكبر دراسة ميدانية في تاريخ العالم”.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يكشف فيها فيسبوك، وكذلك غيره من وسائل التواصل الاجتماعي عن قيامه بتجارب نفسية لتحليل عواطف المستخدمين، ليؤكد بذلك تحليلات كثيرة تحدثت عن قيام الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي بالاستعانة بخبراء في علم النفس ليساعدوه في تطوير طريقة عمل الموقع حتى تصبح أكثر جاذبية ولتجعل المستخدم “شبه مدمن” على تصفح الفيسبوك.