أعلن حزب العدالة والتنمية عن ترشيح رئيس الوزراء التركي الحالي، رجب طيب أردوغان، ممثلاً عن الحزب في انتخابات الرئاسة التركية التي ستعقد جولتها الأولى يوم 10 أغسطس والتي ستنتهي إلى اختيار الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية، وأول رئيس تركي منتخب من قبل الشعب على عكس باقي الرؤساء الذين كانوا يختارون من قبل البرلمان أو من قبل المجالس العسكرية التي قادت عددًا من الانقلابات عبر تاريخ تركيا.
وفي أول خطاب له بعد إعلانه مرشحًا للحزب، في مؤتمر خاص، أعرب أردوغان عن إحساسه بـ “عظمة المسئولية” قائلاً: “خرجنا في هذا الطريق وقد حملنا أكفاننا كما خرج من قبلنا السلطان ألب أرسلان (سلطان العالم)، وقد وحرقنا المراكب من خلفنا كما فعل من قبلنا فاتح الأندلس طارق بن زياد”.
ومن جانبه قال نائب رئيس الحزب “مهمت علي شاهين” بعد الكشف عن قرار الحزب بترشيح أردوغان، إن القرار “جاء بإجماع نواب الحزب في البرلمان”، مشيرًا إلى أن كل نواب الحزب دون استثناء وقعوا على استمارات لترشيح أردوغان للرئاسة، وذلك بالإضافة إلى مختلف مكونات الحزب في كل المستويات وفي كل المحافظات، حسب ما قاله شاهين.
وإلى جانب شعار الحملة الذي تم الكشف عنه خلال المؤتمر، عُرض مقطع فيديو قصير يجمع أهم اللحظات التي عاشها أردوغان منذ تأسيس الحزب قبل 12 سنة:
https://www.youtube.com/watch?v=aAKf3P2BX2g
ومع غلق باب الترشح لانتخابات الرئاسة، ستنحصر المنافسة خلال الانتخابات القادمة ما بين ثلاثة: “رجب طيب أردوغان” عن حزب العدالة والتنمية، و”أكمل الدين إحسان أوغلو” المرشح المشترك لحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، و”صلاح الدين ديميرتاش” مرشح حزب السلام والديمقراطية (الكردي).
ويذكر أن ترشح أردوغان للرئاسة كان بمثابة السر المعلن طيلة الأشهر ماضية، ففي الوقت الذي لم يعلن فيه أردوغان عن رغبته في الترشح ولم يعلن الحزب عن توجهه لترشيحه، استفاضت وسائل الإعلام التركية في تحليل عدد من تصريحات أردوغان وتصريح قيادات في الحزب فُهمت أحيانًا على أنها تشير إلى قرب ترشيح أردوغان، وفُهمت أخرى على أنها تؤكد عدم رغبة الحزب في ترشيح أردوغان، وفهمت أحيانُا أخرى على أنها تؤكد وجود انقسام داخل الحزب بين أردوغان ورئيس الجمهورية الحالي عبد الله غول.
وأما أكثر التحليلات التي كُشف مؤخرًا أنها كانت مبنية على وهم فهي التحليل القائل بوجود “صراع بين أردوغان وعبد الله غول”، فبينما ذهب محللون أتراك وعرب إلى وجود خلاف حاد بين أردوغان وغول وإلى رغبة غول في الترشح؛ فاجأ الرئيس الحالي المشهد السياسي التركي قبل يومين بتصريح قال فيه إنه أخطر أردوغان منذ أكثر من 3 أشهر بأنه لا يرغب في الترشح للرئاسة وبأنه قرر ألا يكون رئيسًا لتركيا مستقبلاً.
وفي ختام كلمته التي دامت أكثر من ساعة، قال أردوغان: “منصب رئاسة الجمهورية لن يكون بالنسبة لنا محطة استراحة أبداً.. قلنا مراراً إننا سنسير في عملية السلام الداخلية (عملية التصالح مع الأكراد وإنهاء الاقتتال في المنطقة الشرقية الجنوبية) مهما كان الثمن، ولن نسمح إن قدر الله لنا منصب رئاسة الجمهورية بأن تتوقف عملية السلام، فتركيا لا مناص لها من الأخوة والسلام”.
مضيفا: “من يعتقد أن حزب العدالة والتنمية سيزول عقب غياب رجب طيب أردوغان، لم يستوعب جيدا القضية التي نمضي في سبيلها”، قائلا: “هذه ليست نهاية ولا خطاب وداع.. هذه فاتحة جديدة”. مع العلم أن أردوغان سيستمر في مناصبه الحالية في الحكومة والحزب إلى حين عقد الانتخابات، ولكنه سيكون ملزما بالاستقالة من رئاسة حزب العدالة والتنمية في حال فوزه بالرئاسة.
وأكد أردوغان على مضيه في صراعه مع جماعة فتح الله كولن حتى في حال فوزه باانتخابات فقال: “لن نتهاون على الإطلاق حيال الكيان الموازي المتغلغل داخل الدولة (إشارة لجماعة فتح الله كولن)، بل سنواصل مكافحة هذا الكيان، الذي يُستخدم كأداة لاستهداف استقلال بلادنا.. لن نتنازل قيد أنملة في مكافحته، سنقضي على هذا الكيان القذر تماما وبسرعة في إطار القانون”.
متابعا: “على الجميع أن يعلم، أنه لو قرر الشعب انتخابي رئيساً للجمهورية التركية، فسأكون رئيساً جامعاً بين الشعب، والدولة، وعيناً على مصالح الدولة، وسنداً للديمقراطية والشعب”.
شعار الحملة الانتخابية:
وكشف حزب العدالة والتنمية عن الشعار الذي سيخوض به أردوغان حملته الانتخابية والمكون من ثلاثة ألوان وثلاثة مكونات.
ويظهر في الشعار اسم أردوغان بأحرف كبيرة كتبت باللون الأزرق. وقد فسر مقدموا الشعار استخدام اللون الأزرق بأنه يرمز إلى “أصالة السماء، وعظم الأهداف، والكاريزما، وزرقة البحر الأسود حيث مسقط رأس الرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إذ تعود جذوره إلى مدينة “ريزا” الواقعة على البحر الأسود”.
وفوق الاسم طريق طويل وضيق يتجه صعودا ويجسد الطريق الذي سلكه أردوغان والمعروف في الثقافة التركية في أغنية تراثية شهيرة جدا يقول مطلعها كلماتها: “أسير في طريق طويل وضيق”، مع العلم أن أردوغان أدى هذه الأغنية بنفسه في برامج تلفزية وفي مهرجانات حزبية كثيرة خلال السنوات الماضية.
والمكون الثالث للشعار جاء في شكل شمس مشرقة حمراء اللون بزغ أكثر من نصفها، حيث يجسد شروق هذه الشمس “النقطة التي وصلت إليها تركيا في إشراقتها الجديدة في عهد حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء أردوغان”.