في الوقت الذي طالب فيه الإدعاء بسجنه لمدة أدناها 60 سنة والتمس الدفاع أن لا تتجاوز العقوبة ال20 سنة، ومع أن التهم الموجهة إليه تصل عقوبتها إلى حد 90 سنة، حكمت القاضية العسكرية دينيس ليند بالسجن 35 سنة على الجندي الأمريكي برادلي مانينغ مسرب وثائق الديبلوماسية الأمريكية لويكيليكس، وسيسجن مانينغ في سجن عسكري مع امكانية أن يفرج عنه بمشروط بعد انهاء ثلث العقوبة.
ومع بدأ تنفيذ هذا الحكم، تتوجه الأنظار إلى محكمة الاستئناف العسكرية التي يتيح لها القانون الأمريكي تخفيف العقوبة ويمنعها من تشديدها ما لم تتم إدانته في قضايا جديدة، مع امكانية توجه مانينغ إلى المحكمة العليا للمطالبة بتخفيف العقوبة بعد الانتهاء من محكمة الاستئناف العسكرية.
وصرح محامي مانينغ لصحيفة الغارديان قبل يوم من اصدار الحكم أن موكله سيتوجه برسالة اعتذار لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما لمطالبته باصدار عفو رئاسي يمكنه من الفلات من العقوبة المسلطة عليه، مع العلم أن مانينغ أكثر في الفترة الأخيرة من رسائل الاعتذار، فكان آخر تصريح له:”أنا آسف لأن ما فعلته أضر بالناس وأنا آسف لأني آذيت أمريكا، أدرك ما الذي فعلته والقرار الذي اتخذته. أنا آسف للنتائج الغير متوقعة لما فعلت.. عندما قررت فعل هذا آمنت أني سأساعد الناس ولن أوذيهم”.
وكان مانينغ قد سرب آلاف الوثائق السرية الخاصة بالديبلوماسية الأمريكية، منها مراسلات لسفراء أمريكا حول العالم ومنها تقارير عسكرية كانت ترسل من العراق إلى الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض وفي البنتاغون عن مجريات الأحداث أثناء حرب العراق، ومن أخطر ما سرب مانينغ وأكثر هذه المواد انتشارا، فيديو مصور من على طائرة آباتشي وهي تطلق الرصاص الحي مباشرة على عدد من المدنيين رغم علمها بأنهم مدنيون وأن بينهم مراسل لوكالة رويترز.
وقد عانت الديبلوماسية الأمريكية كثيرا جراء كشف الوثائق المسربة لتجاوزات يرتكبها سفراء أمريكا في دول العالم مثل تتبع الحياة الشخصية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وطلب وزارة الخارجية الأمريكية من ديبلوماسييها التجسس على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جمع أي معلومات حيوية من بيانات شخصية ومفاتيح التشفير الشخصية المستخدمة في الشبكات الخاصة للاتصالات الرسمية لموظفي الأمم المتحدة.
ولتخفيف العقوبة على مانينغ استعان محاميه بالطبيبة النفسية المباشرة له أثناء أدائه عمله في العراق ميكايال ورسلي، والتي قالت أن مانينغ كان يعاني من اضطرابات نفسية وأنه أرسل لها رسالة على البريد الالكتروني معنونة ب”مشكلتي” وضع فيها صورة لنفسه أثناء ارتدائه لملابس نسائية.
ويقول الذين عرفوا مانينغ أثناء طفولته، أنه كان دوما مستقلا بتفكيره دائم الرفض لطريقة تفكير من حوله، ولم يعتنق في حياته أي ديانة، كما أنه عاش اضطرابات كثيرة خلال طفولته خاصة بعد انفصال والديه ودخوله في صراعات عائلية مع زوجة أبيه الثانية وابنها الذي لم يتقبل مانينغ أن يشاركه نفس اللقب العائلي.