في موجة تحريض غير مسبوقة على الكراهية والعنف ، شنّ الاعلام المصري حملة ضد السوريين والفلسطينيين المقيمين في مصر في اتهام مباشر لهم بالتدخل في الشأن المصريّ الذي أعقب أحداث الـ ٣٠ من يوليو والمشاركة في المظاهرات والاعتصامات الرافضة لعزل الرئيس محمد مرسي ، الا أن بعض الاتهامات تجاوزت ذلك بمحاولات لتهريب السلاح وتزويد ” الجماعات الارهابية ” في سيناء ومساعدة الاخوان المسلمين بنصب صوايخ في ما سمّي ” ثكنة رابعة العدوية ” .
هذه التصريحات الاعلامية تجاوزت ذلك الى ردود أفعال رسميّة على الأرض .. ففي حادثة غير مسبوقة منعت السلطات المصرية السوريين من دخول أراضيها دون الحصول على تأشيرة بشكل مسبق ، كما أنها أعادت طائرة قادمة من اللاذقية بكامل ركابها دون السماح لأي منهم دخول الأراضي المصرية الا بعد اصدار موافقة أمنية ، اضافة الى اعتقال بعض النشطاء السوريين واظهار صور قديمة لهم في سوريا او في بعض الأفلام المصوّرة وبحوزتهم السلاح على أنها صور حدثت أثناء الأزمة في مصر، كما تمّ اغلاق معبر رفح في وجه المسافرين لعدة أيام ، ثم فتحه بشكل جزئي رافقته حملة استهدفت الانفاق التي تربط الاراضي المصرية بقطاع غزة أدت الى هدم ما يزيد على ٨٠ ٪ من الأنفاق في خطوة تهدف الى شلّ حركة الأنفاق بشكل كامل خلال الأيام القادمة .
وفي تحريض مباشر وجّه الاعلامي المصري يوسف الحسيني مقدم برنامج ” السادة المحترمون ” على قناة ” اون تي في ” رسالة مباشرة للسوريين مفادها أن من جاء الى مصر لينصر مرسي أو الاخوان فليكن رجلاً وليعد الى سوريا .. وأن من يتدخل سيكون التعامل معه ” ليس بالقانون ”
وفي اليوم التالي تصدر شبكة “اون تي في” اعتذارا رسمياً عمّا صدر عن يوسف خلال اليوم السابق وانها تؤكد اعتزازها بثورة الشعب السوري
تتقدم قنوات ONtv و ONtvLIVE بالاعتذار للاجئين السوريين عما فهم كنوع من التحريض وتؤكد اعتزازها وتقديرها لثورة الشعب السوري
— ON E (@ONENT) July 11, 2013
ثم قدم يوسف الحسيني اعتذاراً لما قد يكون احتواه بعض كلامه من ” القسوة ” أو ” السوقية ” لكنه لا يعتذر عن مضمونه وانه اتسّم بالتبعيض وليس الشمولية
و أثار منشور مجهول المصدر بلبلة في الشارع المصري يدعو فيه الى مقاطعة المحلات السورية وعدم التعامل مع الجالية بأي شكل من الأشكال بعد مشاركة السوريين في مظاهرات الاخوان المسلمين مقابل ٣٠٠ جنيه مصري – على وصف المنشور –
واتهم الاعلامي محمد الغيطي على قناة التحرير السوريات بعرض أنفهسن على المعتصمين في ميدان رابعة العدوية تحت ما أسماه ” نكاح المجاهدة ” لقاء لا شيء – حد وصفه – او مهر قدره ربع جنيه أو تمرة أو أي شيء.
وفي سياق آخر، عن الحديث عن الارهاب في سيناء ، أوضح ضيف في برنامج حواري على قناة “القاهرة والناس” أن كثيراً من الفلسطينين دخلوا سيناء ثم أصبحوا مصريين في ما بعد .. ثم قال بوصف الاتهام ” محمد مرسي فلسطيني الأصل ”
كما وجه المقدم توفيق عكاشة في قناة الفراعين تحذيراً شديد اللهجة للسوريين بمهلة قدرها ٤٨ ساعة مفادها أنها ستدّمر بيوتهم – التي جهّز الشعب المصري عنوانيها بشكل مسبق – في حال استمروا مع الاخوان المسلمين.
الأمر الذي دعى بعض الاعلاميين المصريين الى التعامل مع الأمر بما تقتضيه أخلاق المهنة ، فكتب باسم يوسف على تويتر :
الاعلام الخاص اللطيف الثوري اصبح يتبنى خطاب عنصري بامتياز. مافرقتوش حاجة عن قنوات الفتنة اللي اتقفلت
— Bassem Youssef (@Byoussef) July 11, 2013
وقال الكاتب المصري المعروف فهمي هويدي في مقال له : ” اريد أن أقبل رأس كل سوري تعرض للإهانة في مصر ، فسمع كلاماً جارحاً أو خطاباً عنصرياًمسكوناً بالاستعلاء والكراهية ”
كما أصدرت رابطة الصحفيين السوريين بياناً على صفحتها في الفيسبوك أشارت فيه الى مجمل ما تعرّض له السوريون في الاعلام المصري ، كما شددت على رفضها لأي من هذه الممارسات وطالبت السلطات المصرية باتخاذ الاجراءات اللازمة
من جهة أخرى أصدرت جمعيات ومنظمات حقوقية مصرية بيانات أدانت فيها حملات التحريض والاساءة من الاعلاميين المصريين في تجاوزات لما أسمتها أخلاقيات مهنة الصحافة ، كما انتقدت استمرار مثل أي من هذه الممارسات دون ردود أفعال من السلطة الحاكمة في مصر ، كذلك حذر ناشطون ومثقفون ونقابيون فلسطينون من حملات التحريض هذه ومما قد تسسبه في شرخ للعلاقات المصرية الفلسطينية .