قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن رئيس الوزراء البريطاني السابق “توني بلير” قد وافق على أن يصبح مستشارًا للرئيس العسكري المصري عبد الفتاح السيسي كجزء من برنامج دعم تموله الإمارات.
وقالت الصحيفة إن المبعوث السابق للشرق الأوسط والذي أيد الانقلاب العسكري على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي سيقوم بدور المستشار الذي يقدم نصائح للإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع الإماراتيين في القاهرة.
وكان بلير قد زار القاهرة مرتين هذا العام في إطار دوره كمبعوث للجنة الرباعية، كما قام مسئول الاتصالات السابق لديه “أليستر كامبل” بزيارة القاهرة، إذ التقى المسئولين والسياسيين لمناقشة “صورة مصر في وسائط الإعلام الدولية والمخاوف المثارة حولها”.
وأضافت الغارديان: “بلير، مبعوث السلام في الشرق الأوسط، والذي دعم الانقلاب ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، سيقدم للسيسي استشارات في مجال الإصلاح الاقتصادي، بالتعاون مع فريق عمل إماراتي بالقاهرة، تديره المؤسسة الاستشارية (استراتيجي &)، التي كانت تحمل اسم (Booz and Co)، وباتت جزءًا من مؤسسة (برايس ووتر هاوس كوبرز).
ولفتت الصحيفة إلى أن فريق العمل يهدف إلى جذب الاستثمارات إلى اقتصاد مصر المتأزم، واستغلال مؤتمر للمانحين، يهدف إلى مساعدة مصر، برعاية الإمارات والكويت والمملكة السعودية.
ومضت الصحيفة تقول: “لكن قرار بلير بالضلوع في الدعم التمويلي الخليجي لنظام السيسي، الذي تشير التقديرات إلى قتله لأكثر من 2500 متظاهر، وحبسه لأكثر من 20 ألف معتقل، خلال العام الماضي، قوبل بهجوم”، ونقلت عن مساعد سياسي سابق مقرب لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق قوله: “دور بلير في تقديم استشارات للنظام المصري سوف يسبب أضرارًا مروعة له، ولنا، ولحزب العمال الجديد”.
لكن ذات الصحيفة نقلت عن المتحدثة باسم بلير قولها: “مساندة بلير لدعم مصر في المجتمع الدولي دون مقابل أو مصلحة شخصية، فلن يأخذ أي أموال من مصر، وكذلك لن تفعل أي من منظماته”، وتابعت بقولها: “دوره هو إعطاء نصيحة، وعقد اجتماعات، لأن بلير على قناعة بأن نظام السيسي يجب أن يحظى بدعم في أجندته الإصلاحية، لذا سوف يساعده بقدر الإمكان، لكن ليس جزءًا من الفريق”.
وتابعت الجارديان أن عناصر من مكتب بلير أكدوا أن “فرص استثمارية مربحة” في كل من مصر والخليج، بانتظار المشاركين في البرنامج، لكنها نقلت عن المتحدثة باسم بلير قولها: “لا نتطلع لأي فرص استثمارية في مصر”.
وأضاف المساعد السياسي السابق لبلير وفقًا للصحيفة: “توني أضحى صانع قرار السيسي من وراء الكواليس، ويعمل ضمن الخطة الاقتصادية التي تمولها الإمارات، والتي تجمع بين المعركة الحالية ضد الإسلام السياسي، وفرص استثمارية مغرية بالمقابل، مثل التأييد المقنع الذي قدمه لبوش في العراق”.
ونقلت الصحيفة عن مساعدين لبلير قولهم، الأسبوع الماضي، إنه “يخطط لفتح مكتب في أبوظبي، ليكون قريبًا إلى ولي العهد، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتعزيز صلاته مع الأنظمة الاستبدادية في الخليج”.
وقالت الصحيفة إنه يتم حجب تعاملاته التجارية والاستشارات من خلال شبكة من الشركات والشراكات التي تسمح له تجنب نشر حسابات كاملة، وأَضافت أن هناك تقاير أفادت بأن دخله، في 2013، وصل إلى أكثر من 20 مليون إستراليني.
وتابعت الصحيفة البريطانية أن أليستير كامبل، السكرتير الإعلامي السابق لبلير، والذي استقال عام 2003 على خلفية فضيحة ملف غزو العراق، يقدم استشاراته أيضًا لحكومة السيسي، في محاولة لتحسين صورتها العامة، ويتقاضى أموالاً مقابل ذلك، وأشارت الجارديان إلى امتناع كامبل عن التعليق عما إذا كان يعمل لصالح المؤسسة الاستشارية “استراتيجي “.
وكان بلير قد قدم أخيرًا تقريره عن نشاط جماعة “الإخوان المسلمين” في مصر، وذلك بالتوازي مع التحقيق الذي فتحه رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وكلف السفير البريطاني في الرياض جون جنكينز بالقيام به، وهذا التقرير ليس مرتبطًا بمؤسسة توني بلير التي تجري أبحاثها في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت دولة الإمارات قد شنت حملة شعواء ضد أنشطة جماعة “الإخوان المسلمين”، إذ قامت باستئجار مكاتب استشارية بريطانية للضغط على الحكومة البريطانية لحظر نشاط الجماعة في المملكة المتحدة (حسب تقرير سابق نشرته الصحيفة).
وعلق مسؤول إماراتي قائلاً: “نحن نأمل أن أصدقاءنا لن يساعدوا أعداءنا”، في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين على أنها عدو للإمارات.