استقبل أهالي قرية “دوروكلو” التابعة لولاية “شرناق”، جنوب شرقي تركيا، أربعة من سائقي الشاحنات، الذين أفرج عنهم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، أمس الخميس، بعد احتجازهم في مدينة الموصل العراقية منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في شمال العراق.
ووصل السائقون الأربعة إلى قريتهم ليلة أمس، حيث نظم الأهالي حفلاً خاصا في ميدان القرية لاستقبالهم، وقال السائق “رمضان شيمشك”، إنهم لم يتعرضوا لأي عنف أو معاملة سيئة، خلال فترة احتجازهم التي استمرت 23 يومًا، مشيرًا إلى أنهم احتجزوا بسبب ديون الشركة، التي يعملون لديها.
وأعرب السائق عن شكره لكل من ساهم في إطلاق سراحهم، فيما قال زميله “صلاح الدين قره قان”، إنهم سيواصلون مهنتهم بعد قسط من الراحة، لكنهم لا يفكرون بالتوجه مرة أخرى إلى المكان الذي اختطفوا فيه على أيدي داعش برفقة 32 سائقًا تركيًا آخر أُطلق سراحهم جميعًا مؤخرًا.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بعض السائقين من الفندق الذي توجهوا إليه، عقب وصولهم يوم الخميس إلى مطار “شانلي أورفا” جنوب تركيا، قادمين من مدينة “أربيل” العراقية التي كانت محطتهم الأولى في رحلتهم من الموصل إلى بيوتهم في تركيا.
وذكر “مسلم غورمز” أحد السائقين – في تصريحات للأناضول – أنهم عانوا على مدار شهر تقريبًا من صعوبات جمة، لافتًا إلى أن الموت لم يفارق مخيلتهم على الإطلاق، وأنهم كانوا يفكرون باستمرار في أسرهم وذويهم، مضيفًا: “الجهود التي بذلها وزير الخارجية التركي “أحمد داود أوغلو” هي التي أبقتنا صامدين حتى النهاية “، وقال إن “الخاطفين لم يسيئوا معاملتنا على الإطلاق، لكن الاشتباكات التي شهدتها المنطقة التي كنا محتجزين فيها، هى التي كانت تقلقنا ولاسيما وأننا كنا نسمع أصوات انفجارات قريبة منا”.
وعن جهود أحمد داوود أوغلو، قال غورمز: “وصلنا في بعض الأحيان إلى درجة من اليأس، جعلتنا نفكر في الموت، لكن اهتمام الوزير داود أوغلو بنا عن كثب بعث فينا الأمل من جديد، فلقد تحدث معنا بالهاتف وطمأننا عندما كنا مختطفين، وأنا أعبر له بصفتي الشخصية عن عميق شكري لما بذله من جهود”.
وفي سياق متصل قال السائق “محمد جيدان”: ” أنا في غاية السعادة، وأشعر وكأني ولدت من جديد، وكنت خلال تلك الأحداث دائم التفكير في أبنائي الثمانية، والفضل لله تعالى ثم للمسئولين الأتراك الذين لم يتركونا بمفردنا منذ اليوم الأول لاختطافنا”.
ووصل السائقون في وقت سابق أمس الخميس إلى قضاء “مخمور” شمال العراق، وكان في استقبالهم القنصل “محمد عاكف إنام” ومسئولون أتراك، ليتوجهوا بعدها إلى أربيل بواسطة حافلات خاصة رافقتها قوات من البشمركة، وفرق من القوات الخاصة التركية.
ومن جهة أخرى، قررت النيابة العامة في أنقرة، الاستماع إلى أقوال سائقي الشاحنات الأتراك بصفتهم شهودًا، في إطار التحقيق الذي أطلقته بخصوص اختطاف عناصر” داعش” لمواطنين أتراك.
كما أفاد مراسل الأناضول أن النائب العام “صادق بايندر” – الذي يتولى التحقيق – سيطلب من مديرية أمن أنقرة، أسماء وعناوين السائقين الذين تم إطلاق سراحهم.