يغادر اليوم أحمد الجربا رئاسة الائتلاف الوطني السوري، بعد فترتين رئاسيتين قضاهما في رئاسة الائتلاف، مدة كل منهما 6 أشهر، ووفقا للنظام الأساسي للائتلاف الذي تم إقراره في اجتماعات نوفمبر 2012 بالقاهرة، حيث لا يحق له الترشح مجددا.
وقال مصدر بالائتلاف السوري المعارض لوكالة الأناضول أن عضوا الائتلاف سالم المصلط وموفق نيربية هما الأوفر حظا لخلافة أحمد الجربا في رئاسة الائتلاف.
ويحظى الاسمان بحظوظ وفيرة في الفوز بالمنصب، لكونهما من خارج إطار الاستقطابات السياسية، ويحظيان بقبول لدى جميع أعضاء الائتلاف، وهو شرط ينبغي توافره في رئيس الائتلاف بالمرحلة المقبلة، بحسب المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه.
ونيربية كاتب ومفكر سياسي ولد في مدينة حمص عام 1949، وتخرج في كلية الهندسة الميكانيكية عام 1973، وانخرط مبكرا في العمل السياسي حيث انتسب للحزب الشيوعي السوري عام 1967، وترقى به حتى صار عضو لجنة مركزية للحزب عام 1979، ثم تسلم مسؤولية الحزب في مدينتي السويداء وحمص في العام ذاته، ثم صار “نيربية” مسؤولا في الحراك الديمقراطي المعارض 1980، حيث تم اعتقاله من قبل نظام الأسد الأب لمدة أربع سنوات.
أما المصلط فهو شيخ قبيلة الجبور في سوريا والعراق، بالإضافة لكونه رئيس مجلس القبائل السورية، ولد في مدينة الحسكة عام 1959، وأتم دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على ماجستير في العلوم السياسية، من الولايات المتحدة الأمريكية أيضا.
ومع الانتخابات الرئاسية التي تجري هذه الأيام، بالإضافة إلى المشادات وإبطال القرارات التي أصدرها رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة بحل المجلس العسكري من قبل رئيس الائتلاف أحمد الجربا، ومحاولة توسعة قاعدة الائتلاف النسائية لتصبح 30 % ، انتقد النشطاء هذه الممارسات من الائتلاف، في الوقت الذي يتقدم فيه النظام في حلب بشكل كبير، وخسر الثوار كثيراً من معاقلهم شرق البلاد مع تقدم تنظيم داعش.
وقال المحلل العسكري اللواء فايز الدويري على صفحته في فيسبوك : “قوى الائتلاف والمعارضة ستقضي الأيام الثلاثة القادمة في جلسات مرثونية لإنتخاب رئيس الائتلاف والطاقم المساعد له، فيما المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة تتهاوى الواحدة تلو الاخرى، منذ ايام المجلس الوطني ومروراً بوريثه الشرعي ، من برهان غليون الى جورج صبرا الى الشيخ معاذ الخطيب الى الجربا ، لم الحظ اي تغير بالأداء على المستوى السياسي او الاستراتيجي، ذكرتني تلك الشخصيات بزعماء ضيعة تشرين مأمور الضرائب ومأمور الطابو، صاروخ ستينغر يصل للثوار افضل من كل اجتماعاتهم”.
وكتب الباحث أحمد أبازيد على صفحته : “بينما تنهار قواعد الثورة ونراوح على حافة الهاوية, “سيدات” الائتلاف منشغلات بتوسيع القاعدة النسائبة في الائتلاف إلى 30%, وهكذا تتحقق قيمة المرأة ونكون مثالاً زاهياً في الحضارة بين الشعوب وتغرد لنا العصافير.
إدخال النساء في المجالس السياسية, لأنهنّ نساء فقط, لا لأي ضرورة أو بحث عن كفاء, هو في مظهره احترام, لكنه في جوهره توظيف للمرأة كسلعة ومظهر, واحتقار للمرأة, احتقار لا أقلّ. وهذا ما أدى في كثير من الأحيان إلى أن تصبح مشاكل المجلس الوطني والائتلاف تشبه مشاهد من باب الحارة. هؤلاء يعيشون في المرّيخ, ليس أقرب”.
وكانت قوات النظام السوري قد تقدمت في حلب، لتتمكن من السيطرة على المدينة الصناعية في المدينة، كما سيطرة على بلدة كفر صغير لتتوجه شمالاً باتجاه بلدة “بابنس” الملاصقة لمدرة المشاة، حيث مقر لواء التوحيد أحد أركان الجبهة الإسلامية.
وتسعى قوات النظام من سيطرتها على مدرسة المشاة إلى إعادة ترتيب صفوفها في المدرسة لتعيد سيطرتها على الريف الشمالي لحلب من خلال القوة المدفعية التي ستكون لها في المدرسة إضافة إلى استخدمها كنقطة ارتكاز.