يبدو أن تصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي فهمت خطأ أو ربما أريد لها وبها أن تفهم خطأ، فوسائل الإعلام المحلية والعالمية نشرت خبرا مفاده أن النهضة قبلت بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل والتي من أهم بنودها حل الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط، الأمر الذي يتعارض مع بيان أصدرته الحركة لاحقا تقول فيه أنها قبلت مبادرة الاتحاد منطلقا للحوار الوطني مشيرة إلى أن “حكومة الترويكا لن تستقيل وستواصل مهامها إلى أن يفضي الحوار الوطني إلى خيار توافقي يضمن استكمال مسار الانتقال الديمقراطي وإدارة انتخابات حرة ونزيهة”.
وكان الغنوشي صرح لوسائل إعلام اثر خروجه من لقاء مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أن حركة النهضة قبلت مبادرة الاتحاد وتقدمت بمقترحات “ستجد الإستجابة من المعارضة” معربا عن تفاؤله بقرب تخطي الأزمة وانطلاق الحوار الوطني سريعا وعودة المجلس الوطني التأسيسي ومؤسسات الدولة التي تعطلت الى العمل في أقرب وقت”، الأمر الذي أكده العباسي باعرابه عن تأمله بأن تؤدي المقترحات التي قدمتها النهضة إلى “إنطلاق الحوار الوطني”.
ومن جانبه صرح القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي أن إستقالة الحكومة أمر وارد ومقبول من حيث المبدأ خاصة بعد قبول النهضة بمبادرة الاتحاد على أن يسبق الاستقالة توافق وطني على شخصية وطنية يكلفها رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي بتشكيل الحكومة المقبلة.
وفي الوقت الذي تقترب فيه مفاوضات المصالحة من نقطة الالتقاء، أثار المرزوقي غضب بعض أحزاب المعارضة ومن بينها حزب المسار الديمقراطي بإقالته لثلاث رتب رفيعة في الجيش التونسي منها مدير الاستخبارات العسكرية والمتفقد العام للجيش ورئيس جيش الطيران، وذلك بعد أسبوع من إقالته لمدير ديوان وزارة الدفاع.
ورحبت قوى شبابية ثورية بهذه التحويرات في الجيش التونسي، حيث وصف مؤسس حركة سواعد ياسين العياري هذه الإقالات بأنها ضربة قاسمة لرموز الفساد في الجيش التونسي مؤكدا على أن المنصف المرزوقي يتقدم بخطوات مدروسة وناجعة في سياسته الهادفة إلى إصلاح مؤسسة الجيش وتحييدها وجعلها مؤسسة جمهورية غير خاضعة لأي ولاءات لبقايا النظام السابق.