إسرائيل تخشى من انتفاضة ثالثة

aa_picture_20140704_2714143_web

هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” صباح اليوم – الإثنين -والد الفتى “محمد حسين أبو خضير” الذي اختطفه مستوطنون إسرائيليون ثم قتلوه، الأسبوع الماضي، من أمام منزله في بلدة شعفاط شمالي القدس، واصفًا حادثة القتل بـ”العمل الشنيع”.

وقال عوفير جندلمان، المتحدث باسم نتنياهو، “تحدث رئيس الوزراء قبل قليل هاتفيًا مع حسين أبو خضير، والد الفتى المرحوم محمد، وأعرب عن صدمته وصدمة الشعب الإسرائيلي إزاء القتل الشنيع”.

وأضاف في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “رئيس الوزراء قال لوالد الفتى المرحوم: نرفض التصرفات الوحشية أيًا كانت، وقتل ابنك عمل شنيع ولا يمكن لأي إنسان أن يقبله”.

وقال مراقبون إن اتصال نتنياهو يأتي في ظل خوف إسرائيل من تصاعد عمليات المواجهة مع جنودها واحتقان الشارع الفلسطيني لتتجه الأمور إلى موجة انتفاضة فلسطينية ثالثة، الأمر الذي لا تريده إسرائيل، في الوقت الذي تكرس كل جهودها منذ سنوات في سبيل “العيش المشترك” إعلاميًا محليًا ودوليًا، إضافة إلى إعلانها اعتقال بعض المشتبه بهم في مقتل الفتى محمد.

وكانت قصة الفتى محمد أبو خضر البالغ من العمر17 عامًا قد فجرت الأربعاء الماضي، حالة غضب شديدة في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في بلدته شعفاط، والأحياء القريبة منها، لاسيما مع إعلان طبيب فلسطيني شارك في تشريح جثته أن الفتى تم إحراقه حيًا حتى الموت بعد إجباره على شرب مادة البنزين ثم سكبها على جسده وإشعالها.

وجاء اختطاف محمد وقتله في ما يعتقد أنه ردة فعل انتقامية من مستوطنين إسرائيلين، في ردهم على مقتل الثلاثة جنود الذي خطفوا في الثاني عشر من يونيو الماضي ثم العثور على جثثهم الإثنين الماضي الـ 30 من يونيو.

إسرائيل بدورها اتهمت حماس بمقتل الجنود الثلاثة، وشنت حملة اعتقالات واسعة في الضفة، فضلاً عن القصف الجوي لقطاع غزة واستهداف العديد من المواقع بالطائرات الحربية، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وجرح العديد من الفلسطينيين، كان آخرهم 11 شهيدًا خلال الـ 24 ساعة الماضية.

في الوقت ذاته، ما زالت الأجواء محتقنة في أراضي الضفة الغربية حتى أنها وصلت إلى الداخل الإسرائيلي من مظاهرات ومواجهات مع الاحتلال الفلسطيني، الأمر الذي يقول فلسطينيون بأنه موجة جديدة لانتفاضة فلسطينينة ثالثة، الأمر الذي لا يريده الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولا حتى إسرائيل.

أبو مازن كان قد كرر كثيرًا في خطاباته بأنه لن “يسمح” بانتفاضة فلسطينية ثالثة، مؤكدًا على ذلك، إلى جانب منعه ورفضه للعمل الفلسطيني المسلح، الأمر الذي شكل غضبًا شعبيًا في وجهه في قصة الفتى محمد مع غيابه الكامل عن المشهد.

وعن احتمالية انتفاضة فلسطينية ثالثة كتب تميم البرغوثي على حسابه في فيسبوك: “جميع الرسميات تريد للمظاهرات في فلسطين أن تهدأ .. إسرائيل لا تريد أن تتكرس وحدة ترابية بين غزة والضفة والداخل والقدس، فيقاوم الكل معًا، والأمريكيون لا يريدون انتفاضة كبرى تلفت نظر الأمة، شيعة وسنة، عن انتحارها الجماعي في حروب الشام والعراق، وتنهي الاقتتال كما أنهت انتفاضة ٨٧ حرب المخيمات، وسلطة أوسلو خائفة أن تكون ضحية الانتفاضة الأولى، والحكم في غزة يقلقه قلة المدد إذا دخل في مواجهة بسبب أحكام الحصار المصري، ومصر حكمها خائف لزيادته الأسعار ولا يريد أن يضيف فلسطين إلى الجوع سببًا لسقوطه .. لذلك تحديدًا، ربما تنجح هذه المظاهرات وتستمر ‫#‏فلسطين‬ ‫#‏انتفاضة_ثالثة‬”.