دقّت صفارات الإنذار في تلّ أبيب مع استمرار إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل. كان الهجوم الصاروخي قد جاء أعقاب سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي ضربت أكثر من 50 هدفًا في غزة. كما دعت قوات الدفاع الإسرائيلية قوات الاحتياط استعدادًا لهجوم أكبر بكثير ضد حماس.
وتشير التقارير أنه رغم إحراز حماس مكاسب سياسية في الآونة الأخيرة، تظل الحركة في موقف ضعف شديد في هذه اللحظة، وأن لديها الكثير لتفعله مع الأعمال التي تقوم بها مصر، وبشكل غير مباشر، إيران.
فعلى النقيض من الرئيس السابق محمد مرسي، الذي كان من أشد داعمي حركة حماس، وجهت الحكومة العسكرية الجديدة في مصر ضربة شديدة للمنظمة عن طريق هدم المئات من أنفاق التهريب التي كانت تستخدم لجلب البضائع إلى قطاع غزة الذي يرزح تحت الحصار الإسرائيلي منذ عام 2006. وكانت حماس تفرض ضريبة على جلب البضائع عبر الأنفاق، وتستخدم الأنفاق لجلب الأسلحة.
مصر أيضًا ألقت القبض عليهم وقتلوا العشرات من نشطاء حماس الذين تتهمهم بأنهم يعملون جنبًا إلى جنب مع الإخوان المسلمين لزعزعة استقرار الدولة.
فقدت حماس أيضًا مصدرًا للتمويل من الحكومة الإيرانية بعد أن تخلّت منذ فترة طويلة عن حليفها بشار الأسد وقررت دعم المتمردين في سوريا في عام 2012، كما أنّه من المرجح أن بعض الممولين لحماس صاروا يوجهون جهودهم تجاه الصراع في سوريا. فكيف كان رد فعل مصر تجاه الأخبار الأخيرة؟ هناك تقارير تفيد بأن القاهرة تعمل للتوسط في وقف إطلاق النار، ولكنّ مسؤولًا من حماس قال لصحيفة المونيتور إن “مصر قد نأت بنفسها هذه المرة”.
ورغم ادعاء إسرائيل أنّ الرد العسكري جاء للانتقام لمقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين، ولكن الواقع يبدو أنّها ربما لم تكن لتقوم بهذا الاعتداء الشامل لو لم يحدث الانقلاب العسكري في مصر، والحرب الأهلية في سوريا؛ وهي الأحداث التي جعلت المنظمة في موقف أضعف بكثير.
الغريب، أنه في حين يبدو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر قتامة، ولكنه ليس وقتًا عصيبًا بالنسبة لعلاقة إسرائيل مع جيرانها.
فإسرائيل ومصر تعملان على صفقة الغاز الطبيعي الرئيسة، كما أنه بفضل الفوضى في سوريا، فإن مستويات تجارة إسرائيل مع كلٍّ من الأردن وتركيا آخذة في الازدياد.
وهكذا، فإن اسرائيل تحصل على مساعدة مباشرة من مصر، وأخرى غير مباشرة من إيران في القضاء على حماس. وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة تعمل ضمنيًّا مع إيران في العراق، بينما قامت أقوى حلفاء واشنطن في المنطقة بطرد دبلوماسيينا. لذا؛ فالصورة السياسية الأوسع في المنطقة لا يمكن أبدًا التنبؤ بها.
المصدر: ترجمة صحيفة التقرير