مع صباح اليوم الخميس، رابع أيام الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في عملية “الجرف الصامد”، أعلنت كتائب القسام قصف مدينة تل أبيب وسط إسرائيل بصاروخي “M75” محلي الصنع في بيان صادر عن القسام.
واستمرت الطائرات الإسرائيلية في غاراتها على القطاع، موغلة في هدم المباني السكنية والمدنيين، حيث أوقعت منذ صباح اليوم 7 شهداء من المدنيين، بينهم أطفال في قصف على منزل بخان يونس، وبذلك يرتفع عدد الشهداء إلى 75 شهيدًا منذ بدء الحملة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ 322 غارة على قطاع غزة خلال الـ 23 ساعة ماضية على لسان المتحدث باسمه للإعلام العربي، في الوقت الذي تجاوزت غاراته منذ بدء الحملة 770 غارة.
وفي أحدث التطورات في هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تعرض بلدة ديمونا، جنوبي البلاد، مساء يوم الأربعاء، لقصف صاروخي مصدره قطاع غزة، وذلك للمرة الأولى في تاريخها، حيث تحوي المدينة المفاعل النووي الإسرائيلي.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن مجموعة فلسطينية في غزة أطلقت 3 صواريخ على مدينة ديمونا، والتي تبعد بنحو 65 كم عن غزة، لافتة أن منظومة القبة الحديدية الدفاعية أسقطت أحد هذه الصواريخ، فيما سقط الصاروخان الآخران في أماكن مفتوحة دون أن يتسببا في وقوع أضرار مادية أو خسائر بشرية.
وفي تطور آخر لسلاح المقاومة الفلسطينية، هذه المرة كان على شكل مئات الرسائل النصية على الهواتف المحمولة التي تلقاها مئات الإسرائيليين، البارحة الأربعاء، موقعة باسم كتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس)، في ثالث أيام العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبحسب موقع “ويلا” العبري، فإن كتائب القسام أرسلت مئات الرسائل النصية (SMS) على الهواتف المحمولة للإسرائيليين، تتعهد فيها بمواصلة القتال والتصدي للعملية العسكرية التي أطلقت عليها إسرائيل “الجرف الصامد”، واستمرار إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات والمدن الإسرائيلية.
وأضاف: “إن رسائل القسام طالبت الإسرائيليين بالهروب من مدينة حيفا، بعد قصفها لمصانع البتروكيماويات في إسرائيل، مما يهدد حياتهم”، ونشر الموقع الإلكتروني العبري، صورًا للرسائل التي تلقاها مئات الإسرائيليين على هواتفهم.
وقال ضابط عسكري إسرائيلي للموقع: “إن حماس تحاول المس بمعنويات الإسرائيليين في هذه المعركة”، واوصفًا هذه الطريقة بـ “الرخيصة”.
وفي وقت سابق، تلقى عدد من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، رسائل صوتية مسجلة من الجيش الإسرائيلي تحذرهم فيها من الاقتراب من مقرات حركة “حماس” وأماكن إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل.
وتقول الرسالة الصوتية التي تلقاها سكان غزة: “إلى سكان قطاع غزة، جيش الدفاع الإسرائيلي يحذركم من الاقتراب من مقرات (حماس) الإرهابية ومن أماكن إطلاق الصواريخ، حماس تحفر الأنفاق وتطلق الصواريخ بالقرب من منازلكم وهي تعلم أن هذا يعرض حياتكم للخطر، لا تقفوا مكتوفي الأيدي إزاء استخدامكم من قبل العناصر الإرهابية، هؤلاء لن يقفوا إلى جانبكم حين يلحق الأذى بكم والضرر بمنازلكم وممتلكاتكم”.
وفي رد فعل أمريكي نادر، ناشدت الإدارة الأمريكية، الفلسطينيين والإسرائيليين، تهدئة الأوضاع وخفض التوتر، مشيرة إلى قلقها البالغ حيال أمن وسلامة المدنيين من الجانبين.
واعتادت الإدارة الأمريكية على الدوام التعبير عن دعمها الكامل لإسرائيل وحقها في “الدفاع عن أمن وسلامة مواطنيها”.
وذكرت “جين بساكي” الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، في الموجز الصحفي اليومي لها، أن وزير الخارجية “جون كيري” الذي مازال موجودًا حتى الآن في الصين، هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأربعاء، وأنه يخطط لإجراء اتصال هاتفي مماثل بالرئيس الفلسطيني “محمود عباس” خلال 24 ساعة.
وأوضحت أن كافة المباحثات التي يجريها المسئولون الأمريكيون بما في ذلك وزير الخارجية وغيره من المسئولين رفيعي المستوى تركز على ضرورة تهدئة الأوضاع من قبل الأطراف المعنية، وإعادة الهدوء للمنطقة، واتخاذ خطوات لحماية المدنيين.
وأضافت المسئولة الأمريكية “لم نكن نرغب في رؤية سقوط ضحايا من المدنيين، لذلك نؤكد على أهمية اتخاذ خطوات جادة لتهدئة الأوضاع”، مضيفة “ونحن نشعر بقلق بالغ حيال أمن وسلام المستوطنين اليهود جنوب إسرائيل، والمدنيين في غزة”.
إلا أن “بساكي” عادت في نهاية كلام وأكدت على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وقالت في هذا الشأن “لا يمكن لأي دولة أن تقف موقف المتفرج على قصفها بالصواريخ من قبل منظمة إرهابية، وتعرض مدنييها للخطر جراء ذلك”.
في الوقت ذاته أعرب الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” عن تضامن بلاده مع إسرائيل إثر تعرضها لصواريخ من قطاع غزة، مؤكدًا على حق إسرائيل في “اتخاذ كل الإجراءات المناسبة لحماية شعبها من التهديدات”.
وقال بيان صدر عن قصر الإليزيه، مساء البارحة الأربعاء، أن اتصالاً تم بين هولاند ونتانياهو أعرب خلاله الأول عن “تضامن فرنسا مع إسرائيل إثر تعرضها لصواريخ من غزة”، وأضاف البيان أن “فرنسا تدين بحزم هذه الاعتداءات”، مضيفًا أنه “يعود لإسرائيل اتخاذ كل الإجراءات المناسبة لحماية شعبها من التهديدات”.
وكانت السلطات المصرية قد قررت فتح معبر رفح البري اليوم الخميس، بشكل استثنائي لاستقبال الجرحى الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة جراء العملية العسكرية الاسرائيلية، لعلاجهم بالمستشفيات المصرية، حسب بيان للسفارة الفلسطينية بالقاهرة.
وذكر بيان صادر عن المركز الإعلامي بالسفارة، مساء الأربعاء، أن وفدًا طبيًا من وزارة الصحة المصرية، برئاسة رئيس قطاع الرعاية العاجلة والإسعاف بالوزارة، محمد سلطان، يتوجه صباح الخميس، إلى معبر رفح البري لاستقبال الجرحى الفلسطينيين ليكون في استقبال أول فوج من جرحى قطاع غزة.
أما السلطات الأردنية فقامت بفض وقفة احتجاجية نظمتها قوى إسلامية وقومية ويسارية في العاصمة عمان للتنديد بـ “العدوان الإسرائيلي” على غزة.
وكانت الوقفة بدأت عقب صلاة التراويح أمام أمام مسجد الكالوتي القريب من السفارة الإسرائيلية، احتجاجًا على العدوان الذي يشنه الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة، ولمطالبة الحكومات العربية بـ “القيام بدور عملي تجاه الفلسطينيين”.
واعتقلت قوات الأمن الأردنية 4 أشخاص بينهم فتاة من المشاركين في الوقفة حسب بيان للأمن العام، في حين تحدثت مصادر ميدانية عن اعتقال نحو 11 شخصًا، الذين اتهمتهم قوات الأمن “بمحاولة إغلاق الشارع العام وشتم رجال الأمن العام والدرك ورشقهم مع المارة بالحجارة في محاولة منهم للوصول إلى السفارة الإسرائيلية”.
واتهم المشاركون في هتافاتهم، الحكومة الأردنية بحماية السفارة الإسرائيلية، مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي من عمان واستدعاء نظيره الأردني من تل أبيب، وقطع كافة أشكال العلاقات مع إسرائيل وعلى رأسها معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية المسماة بوادي عربة.