تمكن المرشح “هادي البحرة” من الفوز برئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على منافسه “موفق نيربية”، بفارق 21 صوتًا حيث حصد ٦٢ صوتًا، مقابل 41 صوتًا لمنافسه، من أصل 120 صوتًا من أعضاء الائتلاف، أما المرشح الثالث “وليد العمري” فنال ثلاثة أصوات فقط.
وكانت اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، بدأت يوم الأحد الماضي، في مدينة “شيله” المطلة على البحر الأسود، شمال إسطنبول، من أجل انتخاب هيئة رئاسية وسياسية جديدة للائتلاف، والإطلاع على الأوضاع الميدانية في حلب، وزيادة تمثيل المرأة بإحداث توسعة جديدة في الائتلاف.
وفاز في الانتخابات كذلك كل من (عبد الحكيم بشار، نورا الأمير ومحمد) قداح بمناصب نوّاب الرئيس، و(نصر الحريري) بمنصب الأمين العام.
وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن ترحيبها باختيار “هادي البحرة” رئيسًا للائتلاف السوري المعارض، خلفًا لرئيسه السابق “أحمد الجربا”.
وذكرت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية “جين بساكي” في بيان لها، البارحة الأربعاء: “نحن ننتظر العمل مع البحرة، ومواصلة تطوير شراكتنا مع الائتلاف”، مشيرة إلى أنهم سبق وأن أشادوا بالدعم الذي قدمه “البحرة” في السابق للشعب السوري، والخدمات التي قدمها للائتلاف.
وتابعت قائلة: “ننتظر من البحرة والزعماء الآخرين تحقيق إمكانية الوصول إلى كافة قطاعات المجتمع السوري، وتعزيز الوحدة بين كيانات المعارضة السورية المعتدلة “.
بدورها كذلك هنأت الخارجية الفرنسية، البارحة – الأربعاء -، هادي البحرة إثر انتخابه رئيسًا للائتلاف السوري المعارض خلفًا لأحمد الجربا.
وتوجهت الخارجية الفرنسية في بيان أصدرته بالتهنئة للبحرة، مجددة دعمها لما وصفته بـ “المعارضة المعتدلة”.
وأثنت الخارجية على عمل أحمد الجربا رئيس الائتلاف السابق الذي شغل فترتين رئاسيتين مدة كل واحدة منها 6 أشهر، مشيرة إلى أنها تنتظر من الرئيس الجديد متابعة عمله من أجل سوريا “حرة وديمقراطية”، مؤكدة على أنها ستتابع تقديم دعمها في مجال محاربة “العنف والإرهاب”.
ويعد البحرة ثالث رئيس للائتلاف السوري المعارض المشكل عام 2012، بعد كل من “أحمد معاذ الخطيب” و”أحمد الجربا”.
وقد انضم البحرة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، من خلال عملية التوسعة، التي جرت في 30/05/2013، ثم اُنتخب عضوًا في الهيئة السياسية للائتلاف، وأمين سرها.
شارك البحرة في مؤتمر جنيف 2، الذي عقد في 22 يناير 2014، وكان كبير المفاوضين، ضمن وفد المعارضة السورية في جولتي التفاوض.
ويأتي فوز البحرة برئاسة الائتلاف، خلفًا للرئيس السابق، أحمد الجربا، في وقت تعاني فيه الثورة السورية، ويشهد الوضع العسكري على الأرض تراجعًا لقوات المعارضة، فيما يعاني فيه الائتلاف من تجاذبات وخلافات وصلت إلى حد يهدد بتفككه في فترة سابقة.
وتلوح أمام الرئيس الجديد فرصة لملمة البيت الداخلي للائتلاف، خاصة أنه أتى بعد توافق كتلتين رئيسيتين فيه، هما كتلة الجربا وكتلة الصباغ، إضافة إلى دعم كتل أخرى، فضلاً عن أنه يحظى بثقة أطراف مختلفة، سواء داخل الساحة السورية، أو على صعيد الأطراف العربية والإقليمية والدولية، ولعل مهمته ستعرف نجاحًا أكبر إذا عمل على تشكيل جيش وطني مقاوم، وتأمين الدعم اللازم له.
وقال “البحرة” في رده على سؤال متعلق بأسباب إلغاء الأمانة العامة للائتلاف لقرار حل هيئة أركان الجيش السوري الحر وإقالة رئيسه العميد “عبد الإله البشير” الصادر عن الحكومة المؤقتة “إن القرار كان خاطئًا ويخرج عن صلاحيات الحكومة ورئيس الحكومة، وفيه فهم خاطئ للنظام الأساسي للحكومة، وتمَّ تصويب هذا الخطأ بقرار من الهيئة العامة”.
وبذلك يثبت “البحرة” قرار سلفه “الجربا” بإلغاء قرار رئيس الحكومة المؤقتة “أحمد طعمة” بحل مجلس القيادة العسكرية العليا وإحالة أعضاءها للتحقيق، وإقالة رئيس هيئة أركان الجيش الحر العميد، عبد الإله البشير، في تاريخ 26 يونيو الماضي.
وحول برنامج الائتلاف في المرحلة القادمة أوضح البحرة في أول مؤتمر صحفي يعقده بعد تسلمه لمنصبه الحديد، أنه سيتم تصحيح الأخطاء السابقة وإعادة القطار إلى مساره، والالتفات أكثر إلى الداخل السوري بوصفه الأساس في قوة الثورة.
وردًا على سؤال يتعلق بكيفية تعامل الائتلاف مع خليفة “الأخضر الإبراهيمي”، قال رئيس الائتلاف السوري ” قدمنا ورقة سياسية في مؤتمر جنيف سابقًا توضح خارطة الطريق، ونحن ملتزمون بهذه الخطة والنظام لم يلتزم بها، وأي شيء يحقق أهداف الثورة نحن معه ولا تراجع عن هذه الأهداف”.
وولد هادي البحرة في دمشق عام 1959، وحصل على إجازة البكالوريوس في الهندسة الصناعية من “جامعة ويتشتا” في الولايات المتحدة الأميركية، وأصبح مديرًا تنفيذيًا لمستشفيات “عرفان وباقدو” في جدة بالمملكة العربية السعودية، خلال الفترة 1983-1987، ثم صار المدير التنفيذي لشركة الأفق للتطوير التجاري في الفترة بين 1987-2003، ثم المدير العام لشركة الأفق العالمية للمعارض بين عامي 2004-2005، وبات مديرًا تنفيذيًا لشركة تكنو ميديا من 2005 وحتى الآن.
يتقن البحرة اللغة الانجليزية، محادثة وكتابة، ولديه خبرة واسعة في أنظمة الاتصالات وتكنولوجيا العرض، وفي كل ما يتعلق بالإنتاج الإعلامي، وتنظيم المؤتمرات، وأنظمة العرض والترجمة.
سخّر البحرة خبراته في الاتصالات في خدمة الثورة السورية، منذ اندلاعها، حيث ساهم في تأسيس مجموعات دعم، وتنسيق التواصل، بين نشطاء الداخل ووسائل الإعلام، وأسهم في النشاط الإعلامي والإغاثي والسياسي للثورة.