يوم بعد يوم يدفع الشعب الفلسطيني فاتورة أرشيف الاتفاقيات الفلسطينية تحت عنوان “مظلة السلام ” من قيادة تتصف بالخذلان ، وشيء من عدم الثقة في تحقيق الحد الأدنى من الأمن والحياة بشكل عادل على الأقل، هذا الشيء الذي فاض مؤخرا خاصة بعد خطف وقتل الطفل الفلسطيني “محمد أبو خضير ” على يد مستطونين في القدس المحتلة ، هذا الحدث الذي كان له تبعاته في الداخل الفلسطيني من احتجاجات وإعادة لظهور الحجر الفلسطيني ،كنوع من الرفض لكل تلك الممارسات التي تجعل أي نوع من بوادر سلام، أو حتى بناء ثقة كحمل كاذب لا أساس له من الواقع بشيء .
بداية تلك الاحتجاجات كانت وسيلة لاظهار هذا” العجز و اليأس” من كل تلك المحاولات في السنين الماضية لرسم خارطة ناقصة ،لا مطالب حقيقة فيها تعكس مصالح الشعب الفلسطيني بل كانت حالة من وضع جوقة من “التواطؤ” للعمل بشكل مكثف على سرقة تاريخ بشكل يمتزج بستار مجمد من السلام ، وضجيج متقن بالموت، وبذخ في العمل على تأسيس حاضر لا علاقة له بماضي الشعب الفلسطيني ، وكما قال المفكر الايطالي “جيامباتيستا فيكو ” :” البشر يصنعون تاريخهم بأنفسهم ” تلك الفكرة، التي هي موجودة بداخل كل فلسطيني والتي تشكل حالة من الانتفاضة في مشاركة غيرهم في تغيير مسار هذا التاريخ أو حتى اقصائهم.
والله انه لشعب الجبارين، شعب لا يهاب الموت
الان في غزة …. #غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/bknRYxDlEk— Sereen Jafarawi (@Sereenjafarawi1) July 9, 2014
هو نوع من “التواطؤ “الذي كرسه الاحتلال الاسرائيلي من ترسيخ في اضعاف كل ما قد يساعد في تثبيت ذاكرة فلسطينية تكون عونا في نزع شرعية الاحتلال الاسرائيلي من كل تلك الممارسات التي تخترق حدود الإنسانية وحتى ما يسمى بالقانون الدولي ، ربما أسميه أحيانا شيء من المراوغة أو الدهاء في ” عقلية الاحتلال ” حول وضع قيودا في الداخل الفلسطيني ينسف فيها دوما البنية التحتية التي يحاول بناءها هذا الشعب لممارسة شكلا من أشكال المقاومة ، فقد عمل الاحتلال الاسرائيلي عبر سنوات عديدة على خلق أوضاع تقف لصالحه والتي كانت منها اتفاقية “أوسلو ” حيث أسست لخلق جدرانا من الهيمنة على كل ما قد يسمي في وقت لاحق عملا نضاليا يمارس من أجل استعادة حقوق فلسطينية لازالت حتى اللحظة تمارس ضياعها في حيز التيه !.
هذا النوع من ” الانهاك “من جانب الاحتلال الاسرائيلي لم يكن مصاحبا بهوية محتل داخل الاراضي الفلسطيني بل في زرع قيادة فلسطينية مع مرور الزمن لم تعد قادرة على اعطاء صكوك ثقة ولا حتى هيبه ، يؤمن بمصداقيتها للشعب في الداخل ولا حتى خارجه ليكون هنالك شيء من الضجر والضياع داخل حاله من الفراغ في المنتصف !.
— Oscar (@awni_inwa) July 8, 2014
ما يحتاجه الشعب الفلسطيني “ربما ” ليس تلك الأرطال من دعوات لقيام انتفاضة فلسطينية ثالثة كتلك التي استهلك معناها سابقا وتعود الاحتلال على كيفيه ردعها داخليا وحتى دوليا ، فقد تكون تلك الانتفاضة التي أتفق معها بالوضع الحالي شبيه بانتفاضة “مدنية ” على حد قول المفكر الفلسطيني الراحل “إدوارد سعيد ” تخرج شرعية الاحتلال الاسرائيلي في المجتمع الدولي وتضعه عاريا و في زاوية الضعف ، كما يجب العمل على صناعة مجتمع مدني مثقف بعيد عن ذلك التيار التعليمي الذي صنعه الاحتلال الاسرائيلي للعمل على اسقاط قيمة الأخلاق فيه ،هذا التعليم الذي رفضه الفيلسوف البريطاني “هربرت سبنسر ” والذي يجلب مزيدا من الضعف والتعب ، ما نتحدث فيه الآن هو “ماس كهربائي ” يحدث حاله صخب جديدة مختلفة استراتجيتها وأدواتها في خلق مؤسسات المجتمع المدني والعمل على تقويتها هذا المجتمع الذي أوضح أهميته الفيلسوف الألماني “جورج هيجل ” وقد وأعيد طرحة مره أخرى على عدد من المفكرين من بينهم “أنطونيو غرامشي “والذي بين ان تلك المجتمعات التي تكون فيها حلقة المجتمع المدني فيها قوية يصعب عليها ان تصرع أو يصنع فيها حالة من الانقلاب على عكس المجتماعات البدائية التي لا يعيش فيها هذا المفهوم ولا يؤسس فيه أنفاس من العدالة أو حتى الديمقراطية فالحديث هنا يكون عن عمل حقيقي ثقافي وفكري ، في صناعة سلوك سياسي يبحث عن المصلحة العامه وتيار فكري يبحث ويقول الحقيقة أي بمعنى آخر صناعة قوة مضادة لكل تلك السيطرة ، حيث لمؤسسات المجتمع المدني لها جانب في الضغط من قبلها على الرأي العام الغربي وحتى الاسرائيلي لابراز هذا الحجم من القبح والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني ! .
تمام وصلت الصورة ومبروك لألمانيا
— Ebaa Rezeq – إباء (@Ebaa_Rezeq) July 8, 2014
كما والعمل على استخدام الفن بكل أشكاله وصناعة ملحمية متزنه تتسم بالحياة بعيدا عن حالة الصراع مع الموت ، وأكثر ما لفت انتباهي بالأمس وأنا اتصفح شبكات التواصل الاجتماعي هو أن بالرغم ان قطاع غزة ، كان تحت القصف من خلال عملية الاحتلال الاسرائيلي بما يسمى “الجرف الصامت ” الا أن كان هنالك عددا يسخر من هذا القصف بشكل هزلي كونه إنسانا لا أسطورة لن تعكس حقيقة حتى وأن كانت هويته فلسطينيا يريد أن يتابع مبارة كأس العالم بين برازيل وألمانيا وهنالك عدد من الفلسطينيين في قطاع غزه كان يتابعونها كجزء من “فاصل ترفيهي ” على حد قولهم ومن بعدها سيعودون لهذه الحاله من الحرب ..
هذا الشيء الذي تفتقده وسائل الاعلام أن تظهر الفلسطيني على شكله كإنسان يحب الحياة ومرغم على الموت ، هذا الشيء الذي كان واضحا من خلال الحركة الوطنية الهندية وحركة التحرر الوطني في جنوب افريقيا في صناعة تعبئه شعبية متغيره لم يعتد عليها الاحتلال أفهمت العالم عن أحقيتها في الوجود وحازت على استقلالها !.