ترجمة وتحرير: نون بوست
قال فلسطينيون في يافا إن جيرانهم الإسرائيليين منعوهم من الوصول إلى ملجأ تحت الأرض سُمح لهم باستخدامه خلال الحرب الإسرائيلية المتصاعدة مع إيران.
وقال سكان شارع يهودا هياميت لموقع “ميدل إيست آي” إنهم أُبلغوا بتغيير رمز الدخول الذي يتيح لهم الوصول إلى الملجأ بعد أن لجأ إليه عدد منهم في الأيام الأخيرة مع انطلاق صفارات الإنذار في أعقاب الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت مدينة تل أبيب المجاورة.
ويقولون إن هذه الحادثة تسلط الضوء على التمييز والمخاطر التي يواجهونها كمواطنين فلسطينيين في إسرائيل، حتى في واحدة من المدن المختلطة في البلاد، والتي يشكل الفلسطينيون حوالي ثلث سكانها.
وقال ناصر كتيلات، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 63 عامًا ويعاني من مشاكل صحية ويعيش في شقة في الطابق الرابع على الجانب الآخر من الطريق المقابل للملجأ، إنه وآخرين من سكان بيته حصلوا على تصريح بالدخول من قبل مسؤول في لجنة البناية التي يسكنون فيها، وقال إنه من المعتاد أن يتجمع سكان المباني القديمة القريبة هناك عند انطلاق صفارات الإنذار.
لكنه قال إنهم عندما دخلوا إلى الملجأ خلال عطلة نهاية الأسبوع، شعروا بأنهم غير مرحب بهم من السكان الإسرائيليين في المبنى الأحدث.
قال كتيلات: “كان من الواضح أنهم لم يكونوا سعداء برؤيتنا”.
وأضاف: “كنا ما بين 12 إلى 15 مسلمًا ومسيحيًا من المبنى المجاور. بالطبع، شعرنا بأننا غير مرحب بنا، ولكننا لم نهتم”.
أكد كتيلات أنهم في اليوم التالي عادوا وسُمح لهم بالدخول، لكن أُبلغوا مجددًا بأنهم غير مرحب بهم.
وقال: “في النهاية، أخبرونا أنها المرة الأخيرة. قالوا لقد اتخذنا قرارًا ولا نرغب بدخولكم، وسنُغير القواعد”.
وأضاف كتيلات أن أحد سكان المبنى بدا متعاطفًا، لكنه أخبرهم مع ذلك أن جميع السكان مُتفقون على عدم السماح لهم باستخدام الملجأ.
يُعتبر شارع يهودا هياميت مزيجًا من المساكن القديمة والمباني الحديثة. وأوضح كتيلات أن اليهود الذين يعيشون في المباني القديمة في الحي لا يزال يُسمح لهم بالدخول إلى الملجأ.
وقال: “كان من الواضح أن السبب في ذلك هو أننا عرب. هذا واقعنا، وليس أمرًا جديدًا علينا”.
المواطنون الفلسطينيون “رهائن لحروب إسرائيل”
كانت يافا ذات يوم ميناءً فلسطينيًا مزدهرًا، وتقع الآن في الضاحية الجنوبية لتل أبيب، وقد تعرضت للتطهير العرقي خلال النكبة، عندما أُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم خلال الأحداث التي أدت إلى إنشاء إسرائيل عام 1948، ونزح معظم سكان المدينة جنوبًا إلى مخيمات اللاجئين في غزة.
جُددت المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث تم ترميم المباني التاريخية والمتاحف والمعارض التي جعلتها مركزاً ثقافيًا للإسرائيليين والسياح، بينما يشتكي السكان الفلسطينيون من أن أحيائهم ومبانيهم السكنية قد أُهملت إلى حد كبير.
وقد سلطت الهجمات الإيرانية على إسرائيل، ردًا على الهجمات الإسرائيلية على إيران والتي أسفرت عن مقتل المئات من الأشخاص، الضوء على كيفية استبعاد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل – الذين يشكلون حوالي 20 بالمئة من السكان – من النظام الواسع للملاجئ العامة المخصصة للغارات الجوية في البلاد، والتشريعات التي تتطلب بناء غرف آمنة وملاجئ في المباني الجديدة.
يوم السبت، قُتل أربعة مواطنين فلسطينيين في بلدة طمرة ذات الأغلبية العربية، والتي تبعد حوالي 25 كيلومترا عن حيفا، بعد أن سقط صاروخ إيراني على مبنى سكني.
قبل ضربات يوم السبت، اشتكى سكان طمرة مرارًا وتكرارًا من عدم وجود ملاجئ في المنطقة. وقال السكان لموقع “ميدل إيست آي” إنه على الرغم من أن البلدة تضم أكثر من 35 ألف نسمة، إلا أنه لا توجد ملاجئ عامة.
في الوقت ذاته، أفادت التقارير أن بلدة متسبيه أفيف المجاورة تضم ما لا يقل عن 13 ملجأ عامًا لسكانها البالغ عددهم 1100 نسمة.
وأظهرت لقطات فيديو نُشرت يوم الأحد مجموعة من الإسرائيليين وهم يحتفلون بسقوط الصاروخ الإيراني على طمرة ويرددون أغنية “فلتحترق قريتك” المعادية للعرب، التي اشتهر بها مغني البوب الإسرائيلي كوبي بيرتس.
وقال عابد أبو شحادة، وهو ناشط فلسطيني مقيم في يافا، لموقع “ميدل إيست آي” إن رفض الإسرائيليين السماح لجيرانهم العرب باستخدام الملاجئ يسلط الضوء على “العنصرية المتأصلة” داخل المجتمع الإسرائيلي.
وقال شحادة: “إذا كنا قد صُدمنا بالفيديو الذي يُظهر عائلة يهودية تبتهج بسقوط صاروخ على طمرة في الجليل، فإن الحالة في يافا تكشف عن مستوى آخر، حيث تُرك الجيران بشكل كامل لمصيرهم، مع تبرير علني واسع لمثل هذا السلوك”.
واتهم شحادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعريض جميع المواطنين الإسرائيليين للخطر عن قصد من خلال مهاجمة إيران.
وأضاف: “هذا الخطر ليس موزعا بالتساوي. فعلى مدى العقود الماضية، ومع تحول الهجمات والضربات الصاروخية إلى أمر لا مفر منه، شجعت إسرائيل على تشييد المباني المتكيفة مع الحرب. ولكن هذه السياسة طُبّقت بالأساس في البلدات اليهودية، دون تخطيط مماثل في البلدات والأحياء العربية”.
وتابع: “نتيجة لذلك، أصبح المواطنون الفلسطينيون رهائن للمغامرات العسكرية الإسرائيلية”.
المصدر: ميدل إيست آي