تعود المخابرات الاسرائيلية مجدداً لأساليب حربها النفسية المتكررة ضد الفلسطينيين ولكن هذه المرة عبر إرسال رسائل صوتية للهواتف المحمولة للمواطنين في غزة في محاولة منها لبث الذعر بين صفوفهم وإضعاف جبهته الداخلية المتماسكة في مواجهة العدوان المتواصل لليوم الرابع على التوالي.
رسائل صوتية أجمع محللون أمنيون ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن الهدف منها إرهاب المواطنين وبث الذعر وإضعاف الجبهة الداخلية لقطاع غزة في ظل فشل العدو.
وتأتي هذه المحاولة من قبل مخابرات الاحتلال في ظل حالة واسعة من التخبط والفشل الذريع تُسيطر على أجهزة الكيان نظراً لاعترافهم بفشلهم الأمني وعدم توفر أي معلومات استخباراتية عن غزة نتيجة لملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية المختصة للمتخابرين مع الاحتلال.
بشكل عشوائي
مختصون في الشأن الأمني اعتبروا الرسائل الصوتية التي يرسلها العدو لهواتف المواطنين هي دليل تخبط وفلس، بعد تمكن المقاومة من إرسال رسائل على جوالات المستوطنين بنفس المضمون، محاولة لرد اعتبار جهاز المخابرات “الشاباك” بعد الهزيمة التي مني بها.
وقد دعت وزارة الداخلية في غزة جميع المواطنين إلى عدم التعاطي مع الرسائل الصوتية التي يقوم جيش الاحتلال ببثها بكثافة على الهواتف المحمولة والأرضية، مؤكدة أن الهدف منها إرهاب المواطنين وبث الذعر.
وقال محللون ومختصون في حديث لنون بوست : “هذه التسجيلات الصوتية لترويع المواطنين وهي تبث بشكل عشوائي”.
ونوهت الجهات الأمنية المختصة إلى أن الاحتلال عمل على استنساخ أرقام جوالات بعض المواطنين والاتصال من خلالها على مواطنين آخرين ومطالبتهم بإخلاء منازلهم بهدف خلق البلبلة بين المواطنين في إطار الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال في ظل فشله في الحرب العسكرية ومواجهة المقاومة، وناشدت المواطنين بعدم التعاطي مع كل هذه الرسائل الصوتية والاتصالات المشبوهة.
ونصح المراقبون للشأن الأمني المواطنين بعدم الاستجابة لتلك المحاولات من الاحتلال وأجهزته الأمنية، مطالبين إياهم بالحفاظ على تماسك جبهتهم الداخلية.
وحذر المختصون من الاتصالات العشوائية، فهي من وجهة نظرهم تُعد “من أساليب العدو القذرة في الحرب النفسية، لدب الرعب في صفوف المواطنين”.
بينما رأى الكاتب الصحفي مصطفى الصواف أن أسلوب الاحتلال يندرج تحت “الحرب النفسية” التي يمارسها ضد الجبهة الداخلية في غزة.
أسلوب متكرر
وقال الصواف: “الاحتلال يمارس تكرار لنفس الأسلوب الذي استخدمه خلال الاعتداءات السابقة ضد القطاع لأنه يدرك أن انهيار الجبهة الداخلية في غزة هو انهيار للمقاومة”.
واستدرك الكاتب والمحلل السياسي قائلاً : “لكن يبدو ان شعبنا وعي كثير لما يخطط له الاحتلال ولا يعيرها اهتماما كثيراً على هذه الاساليب المكشوفة”.
وأضاف “شعبنا سيبقى ملتفاً حول مقاومته الامر الذي سيدفع الاحتلال إلى اللجوء لأسلوبه القديم في القاء المناشير والفلسطينيين تعلموا ووعوا لهذه الاساليب وليس لدى الاحتلال جديد”.
وأكد الصواف أن أساليب الاحتلال وحربه النفسية ضد الغزيين ستزيدهم تماسكاً في حماية وتمتين جبهتهم الداخلية، مستطرداً “هذه حرب نفسية بهدف التأثير على تماسك الجبهة واشاعة الرعب والخوف”.
وعدَّ الكاتب الصحفي أن هذا الأسلوب “ليس له أي قيمة عند المواطن الفلسطيني لأنه مر بهذه التجربة واكثر ولن يفت من عضد جبته وصمود في مواجهة المحتل”.
عدم التعاطي
وقالت وزارة الداخلية – في بيان هام – نشرته الخميس إن “عشرات الآلاف من المواطنين في كافة مناطق قطاع غزة تلقوا رسائل صوتية عشوائية من قبل الاحتلال تطالبهم بإخلاء منازلهم فوراً، مشددة على عدم التعاطي معها”.
وناشدت الداخلية المواطنين بعدم التعاطي مع هذه الرسائل أو مغادرة منازلهم والتصرف بهدوء، منوهة أنه في حال الحاجة الاتصال على الأرقام المجانية لوزارة الداخلية ممثلة بالعمليات المركزية وغرفة الاستعلامات.