أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون البارحة الخميس، تعيين نائب وزير الخارجية الإيطالي السابق، ستافان دي ميستورا، مبعوثا للأمم المتحدة إلى سوريا خلفاً للجزائري الأخضر الإبراهيمي، الذي استقال منتصف مايو الماضي.
وقال مون في تصريحات للصحفيين: “إنني علي يقين من أن السيد دي ميستورا يتمتع بحنكة ومهارات دبلوماسية سوف تعينه في مهمته، وسوف أكون قريبا منه في أداء المهمة التي سيضطلع بها”.
وميستورا البالغ من العمر67 عاما، دبلوماسي محنك خدم لفترة طويلة في أروقة الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، وتولى منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بين عامي 2007-2009، وفي أفغانستان بين عامي 2010-2011، وهو ثالث شخصية تتولى هذا المنصب.
هذا المنصب المحفوف بالصعاب، يتوج مسيرة حافلة بالخبرات قضاها الدبلوماسي الذي يحمل الجنسيتين الإيطالية والسويدية، في أروقة الأمم المتحدة، وتولى خلالها مهاماً حساسة في أكثر القضايا الدولية تعقيداً، وخاصة في العراق وأفغانستان.
ويأتي توليه المنصب في خضم صراع سوري مر عليه أكثر من ثلاث سنوات، ولا تلوح في الآفق أي بادرة لحله، ناهيك عن أن سلفيه في المنصب (الإبراهيمي، وكوفي أنان)، استقالا بعد محاولات مضنية للتوصل إلى حل دون أي نتيجة.
الدبلوماسي المحنك الذي ولد بالسويد في 25 يناير1947، من أم سويدية وأب إيطالي ينحدر من عائلة نبيلة في كرواتيا، يواجه تحديات في منصبه الجديد هي نفس أسباب فشل الإبراهيمي وأنان في إحداث إنفراجة للأزمة، وأبرزها انقسام المجتمع الدولي حول سبل التعاطي مع الأزمة.
وفي سبعينيات القرن الماضي، بدأ ميستورا، الذي أجبرته الحرب العالمية الثانية (1939-1945) على الانتقال من كرواتيا إلى إيطاليا، العمل داخل أروقة الأمم المتحدة، حيث عمل في منظمة برنامج الغذاء العالمي ومقرها روما، قبل أن ينضم لمكتب الأمم المتحدة في قبرص.
وفي عام 1999، قرر مجلس الوزراء الإيطالي، منح ميستورا الذي يتقن السويدية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية وبعضاً من العربية، الجنسية الإيطالية، لما تميز به من “إرادة والتزام ومستوى عال من الاحتراف في عمله”.
وعين الدبلوماسي الإيطالي مديرا لمركز الأمم المتحدة للإعلام في روما في الفترة بين 2000 و2001، وبعدها عين ممثلا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب لبنان، قبل أن يصبح مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة للعراق بين عامي 2007 و2009، ولأفغانستان بين عامي 2010-2011.
وفي 28 نوفمبر 2011، قرر رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك، ماريو مونتي، تعيينه وزير دولة في وزارة الشؤون الخارجية، قبل أن يقرر ترقيته لمنصب نائب وزير الشؤون الخارجية، في 27 مارس 2013، وهو المنصب الذي تركه في 23 أبريل من نفس العام ليشغل منصب القنصل الفخري لإيطاليا لدى مملكة السويد.
ودي ميستورا حاصل على وسام فارس الصليب الأكبر الذي تمنحه الرئاسة الإيطالية، ووسام التقدير الأكبر للجمهورية الإيطالية أيضا.
واشنطن بدورها رحبت بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعيين ميستورا، مبعوثاً خاصاً للامم المتحدة إلى سوريا.
وقال بيان صادر عن مكتب وزير الخارجية الامريكية جون كيري اليوم أن المبعوث الخاص دي ميستورا هو دبلوماسي مرموق سوف يمنح هذه الأزمة الضاغطة خبرته الواسعة المستمدة من عمله في أفغانستان والعراق ولبنان والصومال والسودان ويوغسلافيا السابقة”.
وأثنى كيري في بيانه بالدبلوماسي الإيطالي “نشيد باستعداده الدائم لمواصل المهمة الحيوية لوضع حد للمعاناة والعنف الوحشي في سوريا ولايجاد طريق نحو تحول سياسي يتفق مع مبادئ بيان جنيف الذي يفضي إلى تشكيل حكومة واسعة الأطياف ويحقق تطلعات السوريين في الحرية والكرامة”.
الأمين العام أضاف أنه قرر أيضا تعيين السفير المصري، رمزي عز الدين رمزي، نائباً للمبعوث الجديد إلي سوريا، بعد التشاور مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وأوضح الأمين العام “لقد أجريت اتصالات مكثفة مع السيد نبيل العربي بشأن ذلك، وأريد أن أكون واضحا في هذا الشأن: إن اختيار السفير رمزي عز الدين رمزي جاء بعد توصية من أمين عام الجامعة العربية، لكنني أنا الذي قمت بتعيينه نائبا للسيد دي ميستورا”.