“المسجد الجامع” .. “روضة الصيام” و”قيلولة رمضان” في نواكشوط

Nouakchott-saudi-centeral-mosque

يشهد المسجد الجامع بالعاصمة الموريتانية نواكشوط نشاطًا كبيرًا مع كل شهر رمضان، فلا يقتصر دور المسجد على رسالته التقليدية والمتمثلة في تأدية شعيرة الصلاة والوعظ والتدريس، وإنما يتحول إلى مكان لرواد الراحة والنوم من قبل رواده من عمال المؤسسات والقطاعات القريبة من المسجد بعد صلاة الظهر.

ومن بين العادات التي دأب عليها مرتادو المسجد الجامع: “قيلولة رمضان”، كما يسميها المختار ولد الشيخ، أحد القائمين على أمور المسجد، الذي قال للأناضول إن القيلولة أصبحت تقليدًا معروفًا لدى رواد وزوار المسجد برمضان، حيث يتسارع معظم المصلين بعد صلاة الظهر إلى أخذ مواقع بالمسجد للنوم والراحة.

ومع أن الظاهرة تجد معارضة قوية من بعض المصلين، وتنبيه إمام المسجد في أكثر من مرة على احترام خصوصية المسجد، كما يقول ولد الشيخ، فإن كثيرين مازالوا يمارسون هذه العادة ويلجؤون للمسجد لنيل قسط من الراحة بعد قضاء ساعات طويلة في العمل.

ومن جهة أخرى تشهد مساجد نواكشوط حيوية خاصة في هذا الشهر بفضل الأجواء “الروحانية لرمضان”، والتي تشيع فيها الشعائر الدينية لدى المواطنين، حيث يعتبر ولد الشيخ أن سر الإقبال قد تُغذيه نزعة أخرى، تجعل الموريتانيًا أكثر رغبة في تمضية الوقت في المسجد للعبادة ولممارسة الشعائر الدينية والالتقاء مع الآخرين وأحيانًا للراحة.

ويلاحظ الزائر للمسجد كثرة المتسولين وذوي الحاجات الذين يعرضون مشاكلهم على المصلين عقب كل صلاة لمد يد العون لهم، مستفيدين من روح البذل والعطاء التي يتسم بها هذا الشهر الفضيل.

ويحتضن المسجد منذ أزيد من عقدين من الزمن درسًا رمضانيًا منتظمًا تُشرف عليه وزارة التوجيه الإسلامي ويتم نقله بشكل مباشر عبر أثير الإذاعة الرسمية لموريتانيا، وتعتبر دروس المسجد هذه من أهم البرامج الرمضانية التي يتجاوز مدى الاستفادة منها حيز المسجد.

ويُشرف على إلقاء دروس المسجد الرمضانية مجموعة من علماء البلد وكبار فقهائه، حيث يختار المحاضر موضوعًا فقهيًا أو فكريًا أو موضوعًا من مواضيع الترغيب في أعمال البر والخير ويُعقب فقيه آخر على الموضوع، قبل أن يفتح الباب أمام أسئلة الحضور حول الموضوع المطروح.

وتعتبر هذه  الدروس، الذي تُطلق عليها وزارة التوجيه الإسلامي “روضة الصيام”، من أهم وأقدم الدروس، التي حافظت على انتظامها طيلة فترات طويلة، كما يُعتبر “المسجد الجامع” أبرز معلم ديني بالعاصمة نواكشوط، ويؤم المصلين به مفتي البلاد، الإمام “أحمدو ولد لمرابط” وتقام بالمسجد خطبة الجمعة الرسمية التي يتم نقلها بشكل مباشر في التلفزيون والإذاعة.