قامت قناة الجزيرة الإنجليزية بإنتاج فيلم وثائقي مدته 22 دقيقة من داخل السجون المصرية، استطاعت فيه الوصول إلى صور ومشاهد من داخل السجون المصرية ذاتها. فمنذ يوليو 2013، قامت السلطات المصرية بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي وبحكم الإخوان المسلمين، قامت باعتقال عشرات الآلاف من المصريين، الكثير منهم بلا تهمة أو إشراف قضائي على اعتقالهم أو أوضاع احتجازهم حيث يواجهون التعذيب والمعاملة الوحشية في كثير من الأحيان.
هناك العديد من المجموعات الحقوقية والمنظمات المهتمة بتوثيق الانتهاكات داخل السجون المصرية، إلا أنه عادة ما لا يتم الوصول إلى المصادر من داخل السجون ذاتها.
في بداية الفيلم نشاهد عبدالفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية يتحدث عن ادعاءات المعتقلين والمسجونين، معتبرا السجون المصرية أجنحة فندقية! قبل أن تنتقل الكاميرا إلى أسوار أحد السجون المصرية، وإلى داخل أحد السجون.
أول من ظهروا في الفيلم هو طفل يدعى محمد طمان في الرابعة عشرة من عمره، يتحدث عن أنه تم ضربه وتعذيبه بالكهرباء، قبل أن ينتقل إلى امرأة منتقبة تبكي وتقول أنه “بعد أن نزع عنها ملابسها، بدأ في ضربها في وجهها إلى حد لم تعد تستطيع أن ترى”
ويعرض الفيلم لزنزانة لا تسع أكثر من 4 أشخاص، تحتوي على 30 شخصا مكدسين، بلا أي خدمات.
قبل أن يعرض الفيلم فيديوهات لأشخاص يتم تعذيبهم عراة قبل أن يتم كهربتهم بينما أيديهم مقيدة خلف ظهورهم، قبل أن يعلو صوت يقول “لقد مات”. لقد ضُرب وعُذب حتى الموت.
ويعرض الفيلم لفيديوهات لآثار التعذيب والأوضاع داخل السجون.
كما يشهد أحد المعتقلين الذي أخفى الفيلم وجهه ويتحدث عن تعذيبه.
ثم ينتقل الفيلم إلى ما حدث لفتيات سبعة الصبح، الذين اعتُقلن في الحادي والثلاثين من أكتوبر، قبل أن يحصلن على أحكام بالسجن، ويستضيف سمية السيد، إحدى المعتقلات السابقات والذين أُفرج عنهن لاحقا.
ونشاهد في الفيلم اعتقال فتيات وكيف يتم تعذيبهن أثناء اعتقالهن. كما يعرض لشهادة إحدى المعتقلات السابقات التي تتحدث عن محاولة الضباط والجنود اغتصابها.
ويتحدث أحد ممثلي منظمة العفو الدولية الذي يدين الأوضاع في السجون المصرية بشكل عام، وخاصة في حالات النساء مثل حالة السيدة التي أنجبت بينما كانت يداها مقيدتان في القيود.
ويتحدث الطفل محمد تمام لاحقا عن الضرب الذي تعرض له برصاص الخرطوش، ثم تعذيبه بالكهرباء قبل أن يوضع في غرفة تعذيب خاصة يُطلق عليها الثلاجة.
ويشير الفيلم أيضا إلى قضية اعتقال الصحفيين من شبكة رصد التي كانت مسؤولة عن تسريب فيديوهات عبدالفتاح السيسي، الرئيس العسكري لمصر، واعتقال صحفيي الجزيرة، بيتر غريستي، محمد فهمي، وباهر محمد.
كما يعرض الفيلم لقضية الصحفي عبدالله الشامي، الذي اعتُقل لعشرة أشهر قضى منهم ثلاثة أشهر مضربا بشكل كامل عن الطعام، قبل أن يتم الإفراج عنه.
ثم نشاهد محمد سلطان، الذي ترفض السلطات الإفراج عنه بعد العديد من التقارير الطبية التي تنصح بالإفراج الفوري عنه بسبب الأوضاع المتردية لصحته بعد إضرابه المستمر عن الطعام منذ قرابة خمسة أشهر!
وفي نفس السياق يناقش الوثائقي قضية المتوفين داخل السجون، مثل محمود عبدالهادي، صفوت خليل، ومحمد الغزالي الذين هم من بين ثمانين تُوفوا داخل السجون، بسبب عدم وجود الرعاية الصحية الكافية رغم مرضهم الشديد.
وفي نهاية الفيلم، نشاهد انتفاضة السجون ضد المعاملة السيئة وكيف اقتحمت القوات الخاصة السجون لسحق التظاهرات داخل السجون، قبل أن يختم الفيلم بكلمة أخرى لأحد مساعدي وزير الداخلية يُكذب حقيقة التعذيب الوحشي الذي يتعرض له المعتقلون.
يمكنكم مشاهدة الفيلم عبر الضغط هنا، حيث أن جميع الشهادات باللغة العربية
المصدر: الجزيرة الإنجليزية