بغروب شمس الجمعة، بلغ عدد الأطفال السوريين اللاجئين الذين اضطروا لمغادرة سوريا سقف المليون طفل، موزعين على تركيا الأردن لبنان مصر والعراق بأعداد متفاوتة، اضافة الى دول أخرى عربية واوروبية حتى افريقية لجأ اليها السوريون هرباً من القتل والدمار الذي يمارسه النظام السوري لأكثر من عامين، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كانتا قد ذكرتا بأن مليونين آخرين من الأطفال اضطروا للنزوح عن بيوتهم داخل سوريا ليصبح اجمالي الأطفال 3 مليون طفل سوري ما بين نازح داخل سوريا ولاجئ في دول الجوار.
آية، لاجئة من بين المليون وأخت لستة آخرين من أشقائها، بالاضافة الى أم وأب اضطرت معهم الى الانتقال الى لبنان بعد أن وجهت قوات النظام السوري ضربات مباشرة لبيتها – على حدّ وصفها – تقول بكل عفوية : ” أنا أحب سوريا ومشتاقة لكل أصدقائي هناك، أحب أن ألعب معهم ومع أختي “، آية التي لم تذهب الى المدرسة منذ أكثر من عامين يحلم أباها بأن تعود الى مقاعد الدراسة لتكمل تعليمها كما أشقائها فيقول : ” وحدها آية التي لم تتعلم بشكل كافي، الباقي كلهم حصلوا على التعليم كما يجب، وعندما تتحسن الظروف ثم نعود سوف تواصل تعليمها بشكل معتاد “.
الأمم المتحدة تقول أن الأطفال يشكلون ما نسبته النصف من اجمالي عدد اللاجئين الذي غادروا سوريا، ثلاثة أرباع الأطفال هم دون 11 سنة، ويضيف مسؤول الامم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس : ” أطفال سوريا يفقدون منازلهم وأسرهم ومستقبلهم، حتى حين يقطعون الحدود ويصلون بر الأمان، يعانون من الصدمة والاكتئاب وبحاجة لأي من أسباب الأمل “.
التقينا مع منار، تبلغ من العمر 10 أعواماً وغادرت حلب مع أهلها قبل قرابة العام لتسكن في الريحانية التابعة لاقليم هاتاي من تركيا، تقول : ” كنا نجلس في البيت عندما سقطت قذيفة في حديقة المنزل، هربنا سريعاً الى بيت جدّي الذي جلسنا فيه قليلاً ثم انتقلنا مباشرة الى تركيا “، منار التي لم تتلقى أي تعليم منذ أن غادرت مسقط رأسها سألناها عن أجمل شيء تعيشه في بلد اللجوء تركيا قالت : ” لا شيء، كل شيء في حلب أجمل “.
الى جانب تصريح المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك الذي يقول فيه “يجب علينا جميعا أن نشعر بالخزي والعار، لأنه بينما نعمل على تخفيف المعاناة عن كاهل من تأثروا بهذه الأزمة يتقاعس المجتمع الدولي عن مسؤوليته حيال هذا الطفل الذي يجب أن نتوقف جميعاً ونسأل أنفسنا كيف وبأي ضمير نستمر في خذلانهم “، يتبادر الى ذهنك أن المشكلة لم تعد محصورة في حلم طفل واحد بالامكان تأمينه له أي وقت، فمع بلوغ عدد اللاجئين من الأطفال المليون الأول يتحول العدد الى سكّان مدينة بأكملها تحتاج بيوتاً و شوارع واضاءة وخدمات، ليست بيوتاً من حجارة أو خدمات صحيّة بالطبع، وانما بيوتاً من معرفة تقيهم برد الجهل وخدمات في التعليم والفرص واللعب والكرامة لكل طفل منهم كأي من أطفال العالم.