ترجمة وتحرير نون بوست
أيام الصيف شديدة الحرارة تخنق الأمريكيين، لكنها تأتي لصالح الساسة في الولايات المتحدة، إذ أن الأمريكيين يقضون أوقاتهم على الشواطئ أو في فعل أي شيء بعيدًا عن متابعة آخر معارك الساسة في شارع بنسلفانيا وفي البيت الأبيض، وربما لا يعود الناس للاهتمام بقوة قبل عيد العمال في الأول من سبتمبر المقبل.
وفي هذا الوقت، يجدر مراجعة كيف يبدو المشهد السياسي الأمريكي، خاصة بالقرب من انتخابات التجديد النصفي في 2014 والانتخابات الرئاسية في 2016، عن الإنجازات التشريعية وما فعله وسيفعله أوباما خلال فترة ولايته الثانية.
1. شديدة السوء هي العلاقات بين أوباما والجمهوريين في الكونغرس
حقيقة، توترت العلاقات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بشدة منذ انهيار محادثات “الصفقة الكبرى” في 2011 وسط تبادل الاتهامات حول من يستحق اللوم، يبدو أن أوباما أدرك أن الجانبين لن يكونوا أصدقاء متأخرًا عن رئيس مجلس النواب “جون بوينر”، موقف أوباما السلبي والذي تمثل في تهكمه “ليقاضيني إذن”، وقرار بوينر لاحقًا لمقاضاته بالفعل، يمثل نقطة شديدة الانخفاض في منحنى العلاقة بين الجانبين.
2. لا إنجاز يحدث حاليًا في الكونغرس
بشكل عام، عادة ما يختفي الإنجاز التشريعي في السنوات التي تُجرى فيها الانتخابات أو الانتخابات التكميلة، وهذا صحيح بشكل خاص في حالة الجمهوريين الذين بنوا استراتيجيتهم بأكملها على أن انتخابات التجديد النصفي ستكون بمثابة استفتاء على رفض الشعب لسياساته، الرئيس من جانبه، بسبب نسب الاستطلاعات المحبطة، ليس في موقف يسمح له بفرض إرادته على الكونغرس العنيد أو أن يحشد الشعب الأمريكي وراء أجندته، الجانبين الآن يخوضان الجولات الأخيرة من قتال لا أحد منهما قوي كفاية ليفوز فيه من الضربة القاضية.
3. أوباما قد يكون عبئًا على الحزب في الأشهر المقبلة
ليس هناك شيء مؤكد، لكن نسب تأييد أوباما في استطلاعات الرأي، وخاصة النسب المتعلقة بتعامله مع الاقتصاد تشير إلى أن الرضا عن الرئيس في منتصف الأربعينات، ويخبرنا التاريخ أن معدلات الرضا عن الرئيس عادة ما ترتبط بشكل وثيق بمصير الحزب الذي ينتمي إليه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، فمنذ عام 1944، تفقد أحزاب الرؤساء، الذين كانت شعبيتهم أقل من 50٪، قرابة 36 مقعدًا في مجلس النواب، وهذا وفقًا لبيانات مؤسسة غالوب، أرقام أوباما منخفضة على المستوى الوطني وهي تهدد الرغبة لدى الحزب الديمقراطي بالحفاظ على سيطرته على مجلس الشيوخ، فالعديد من الولايات الحاسمة مثل لويزيانا وأركنساس وألاسكا ونورث كارولاينا تبدو أقل رضا عن أداء أوباما الرئاسي حتى من بقية الولايات.
4. الجمهوريون يفضلون استعادة مجلس الشيوخ
بالنظر إلى استطلاعات الرأي المهينة، ومكاسب كلا الحزبين أو خسائرهما في المناطق التي تحدد الأغلبية، يمكن بسهولة أن تدرك أنك تفضل أن تكون مرشحًا جمهوريًا على أن تكون مرشحًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ، يحتاج الحزب الجمهوري أن يفوز في ثلاثة من هذه الولايات التي يسيطر عليها الديمقراطيون: آلاسكا، آركنساس، كولورادو، آيوا، ميتشغن، لويزيانا، نيو هامشير ونورث كارولاينا، كما لا يمكن للجمهوريين أن يفقدوا مقاعدهم المهددة في جورجيا وكنتاكي، ليس هناك شيء مؤكد، لكن الاحتمالات مفتوحة.
5. ستترشح هيلاري
رغم أنها لم تعلن قرارها بالانطلاق، إلا أن مذكراتها التي نُشرت قبل عدة أسابيع، بالإضافة إلى نشاط فريقها بشأن الانتخابات التمهيدية يجعل نواياها بشأن انتخابات 2016 واضحة تمامًا، كلينتون ستدخل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بصفتها المفضلة للغالبية الساحقة، أكثر كثيرًا من موقفها الضعيف مقابل أوباما في 2008، لكن متاعبها في الانتخابات التمهيدية السابقة والتي ذكرتها في مذكراتها لا تزال قائمة هذه المرة أيضًا.
6. الأمر مرتبك في الحزب الجمهوري
كانت هناك تساؤلات قبل عام من أن حاكم ولاية نيوجيرسي “كريس كريستي” سيصعد ليمثل الحزب في الانتخابات الرئاسية في 2016، لكن بعد ذلك جاءت الفضيحة التي تُعرف باسم بريدج جيت، – وهي فضيحة تتعلق بحالة مرورية كابوسية استمرت لأربع أيام على جسر جورج واشنطن بعد أن تم تغيير أماكن الأقماع البرتقالية ما تسبب في إغلاق حارات بأكملها من الجسر – وهي جرح سياسي ما زال كريستي يحاول التعافي منه.
حاكم فلوريدا السابق “جيب بوش” قد يكون مرشح الحزب الجمهوري الأقوى، لكنه يبدو غير مهتم بترتيب أوراقه، هذا سيترك فراغًا في قمة الحزب، هذه القمة كان يملأها أمثال السيناتور راند بول (كنتاكي) أو تيد كروز (تكساس).
7. مشاكل الديموغرافيا للحزب الجمهوري تزداد سوءا
يقع اللوم على الجمهوريين في الفشل في تمرير أي تشريع إصلاحي لنظام الهجرة في الكونغرس الحالي، فكما حذرت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بعد انتخابات 2012، فإن الفشل في تمرير تشريع لإصلاح قوانين الهجرة سيمثل إشكالية عميقة للحزب الذي يسعى لجذب الناخبين اللاتينيين والفوز بالأغلبية، قادة الحزب يعرفون ذلك لكن الحزب غير مستعد لأي صفقات تخفف من ذلك الضرر.
8. الوجود في قيادة أحد الحزبين لم يعد شيئا جيدا كما كان من قبل
باستثناء زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ “هاري ريد” من ولاية نيفادا، والذي يبدو كما لو كان مستمتعًا بما يفعل، كون أي أحد في قيادة الحزب لم يعد أمرًا مفضلاً أو جيدًا/ خسارة النائب إريك كانتور (وهو قيادي في الحزب الجمهوري وكان زعيم الأغلبية قبل أن يخسر الانتخابات الداخلية في الحزب أمام مرشح حزب الشاي اليميني المتطرف ديف برات، وهي الخسارة الأكبر منذ تأسيس المنصب في 1899) هي أكبر دليل على ذلك، كما أن القضاء على مخصصات مجلس النواب وزيادة آليات التمويل الخارجي يحد بشدة من عنصر التحكم الذي كان يمكن أن يمارسه قادة الحزب في المجلس، سيصبح النواب قادة بالاسم فقط، وهذا سيصبح القاعدة لا الاستثناء.
المصدر: واشنطن بوست