ترجمة وتحرير نون بوست
أشار “روبرت مردوخ” في مقابلة تلفزيونية على قناة سكاي نيوز بمناسبة الذكرى الـ 50 للصحافة الوطنية إلى أن صحيفة “الأسترالي” التابعة لنيوز كوربوريشن كانت “على حق تمامًا” في أن تكون قاسية على حكومة حزب العمال برئاسة رود – جيلارد، قائلاً: “كانت لحكومة حزب العمال نوايا حسنة في بعض النواحي، ولكنها لم تعرف كيفية تنفيذها”، مضيفًا أن “الشبكة الوطنية للذبذبات العريضة كانت فكرة سخيفة ولا تزال”.
وقال مالك نيوز كوربوريشن إن “مخطط الحكومة السابقة لحزب العمال لبناء شبكة وطنية للذبذبات العريضة عالية السرعة كان مضيعة للمال وتجاوزتها تكنولوجيا الهاتف النقال على أي حال”، متابعًا: “انطباعي هو أن رئيس الوزراء الحالي يستحق الإعجاب، فهو رجل ثقة وصاحب مبادئ، وهو ما نحتاج إليه حقًا في منصب رئيس الوزراء”، مضيفًا: “ومع ذلك، كم سيبقى له من الوقت حتى يفهم طريقة عمل الأسواق الحرة؟ لا يمكنني معرفة ذلك فوحده الوقت كفيل بذلك”.
وعن الحالة الراهنة للاقتصاد الأسترالي، قال مردوخ إنه “كان هناك ست سنوات من حكومة مختلطة مما تسبب في ارتفاع تكلفة الإنتاج وتكلفة اليد العاملة”، قائلاً: “صناعة السيارات لم تعد بحوزتنا .. كل ما يمكن أن أراه من موقعي هو احتمال تفاقم البطالة ما لم نتمكن من تحفيز الناس على بعث المشاريع الصغرى مع استقطاب للشركات العالمية الكبرى، إذ يمكننا أن نكون البلد الأقل تكلفة للطاقة في العالم، وعليه لا ينبغي لنا بناء طواحين الهواء وكل تلك القمامة”.
وأكد مردوخ أنه ينبغي تناول موضوع تغير المناخ بحذر كبير “فتغير المناخ شيء طبيعي، وسوف يكون دائمًا هناك تغيرات طبيعية طفيفة، فتزامنًا مع ذوبان القطب الشمالي يزداد القطب الجنوبي توسعًا”، مؤكدًا أن “أسوأ سيناريو هو أن يكون هناك ارتفاع بثلاث درجات في حرارة الأرض لأكثر من 100 سنة وأن واحدة من تلك الدرجات تكون من صنع الإنسان”.
مبينًا: “ما يعنيه ذلك هو ارتفاع مستوى مياه البحار بست بوصات، مما يعني إمكانية اختفاء جزر المالديف، ولكن لا يمكننا وقف ذلك ولا حتى تخفيفه، وما يمكننا فعله هو فقط وقف البناء على شواطئ البحار”، مضيفًا أن “العالم يتغير منذ آلاف السنين، وما يحدث الآن أن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا لأننا أصبحنا أكثر تقدمًا”.
وحول الوضع الدولي قال موردوخ إنه يشعر بالقلق بشأن ارتفاع تكلفة الرعاية الاجتماعية في أوروبا والرعاية والأبحاث الطبية في الولايات المتحدة، وأنه كان حريصًا على أن يرى الناس يعملون لمدة أطول من 65 سنة للمساعدة في تحمل تكلفة الرعاية الصحية ودفع التقدم الطبي.
وقال مردوخ “يبدو سيء ما سأقوله، ولكن أعتقد أن دولة الرفاه أصبحت مكلفة جدًا لاسيما في أوروبا”، مبينًا أنه “مع التزامات الرعاية في أوروبا لن نحصل على نمو أكثر من واحد أو اثنين في المائة، مما سيتسبب في بطالة كبيرة في الشباب لسنوات عديدة قادمة، وعلينا أن نتجنب ذلك”، مضيفًا “أعتقد أنه يجب التحفيز على المزيد من العمل لتجنب هذه الوضعية”.
وهذه المقابلة أجريت في نيويورك في شهر مايو، وتم فيها استطلاع تاريخ صحيفة “الأسترالي” فضلاً عن القضايا السياسية والاقتصادية الراهنة.
وتحدث مردوخ مرة أخرى عن المواقف السياسية لصحيفة “الأسترالي” على مدى 50 عامًا، قائلاً إنه كان وراء إقالة حكومة وايتلام في السبعينات، بسبب إضراب صحفيي الصحيفة، وقال “أعتقد أننا كنا على حق .. اتخذنا توجه قد يكون على صواب أو على خطأ مع زعيم المعارضة مالكولم، وذلك تسبب في الكثير من القلق في أوساط الصحفيين الذين كانوا عالميًا مع وايتلام، لكن الجمهور العريض كان تقريبًا ضده”.
وأضاف “أعتقد أن الصحيفة استقرت على مدى سنوات عديدة تحت إشراف كريس ميتشل (رئيس التحرير) مع تواجد العديد من كبار الصحفيين، كما اعتقد أن الصحيفة لم تكن أبدًا أفضل مما هي عليه الآن وتداولها يؤكد ذلك”، كما قال “ومع ذلك، اعترف أن النسخة الورقية من الصحيفة قد لا تكون ناجحة إلى الأبد حين تصبح الطباعة غير مربحة اقتصاديًا”.
المصدر: الغارديان