تحاول الدراما السورية الخبيثة تصوير كونها حيادية تنتقد الجميع كما كان يحصل في السابق بمسلسل بقعة ضوء، إلا أن معالم الانحياز واضحة جداً في مسلسل الكوميديا السوداء الذي كان يصور تصرفات فروع المخابرات المشهورة وإذلال العباد وغيرها الكثير من المشاهد التي مرات في الأجزاء التسعة الماضية، أما هذه المرة فيلعب المسلسل والكاتب الذي نال نصيب الأسد فيه (حازم سليمان) يلعب دور الحيادي الذي ينتقد جميع الأطراف بما في ذلك (الأحمر والأخضر) كما جاء في أحد الحلقات، إلا أن نفس المخابرات السورية تظهر في هذا المسلسل أكثر مما هو معتاد عليه في الأجزاء السابقة.
النأي بالنفس كانت عنوان لأحد المشاهد التي بثها المسلسل، والتي تصور أحد المواطنين الذين ينأون بنفسهم عما يحدث في سوريا، يستمر بالنأي بالنفس في الكبيرة والصغيرة، حتى تصل الأحداث والقذائف لمنطقته وشيء ً فشيء لحارته وأخيرا ً لبيته، حتى يظهر مشهد يصور رجال بزي باكستاني يقتحمون البناء، والدموع في عين المواطن النائي بنفسه عما يحدث، حتى يصل لمشهد أن يمسك قنبلة بيده وينتظر دخول الوحوش ليفجر نفسه.
هذا ما تلعب عليه دراما الأسد التي باتت ذراعه ومكنته التي ينوم بها المشاهد مغناطيسياً ليصور وكأن من في سورية هم وحدهم الشيشان والأفغان وباقي المقاتلين الأجانب الذين هم نفسهم يُعتبرون أعداء لمعارضيه والذي كان النظام ببقائه في السلطة واستفحال الأمور بسبب سياسته الأمنية مغنطيسا ً جاذبا ً لهم ولبقية الجهاديين باعتراف السوريين جميعاً، دراما الأسد لم تقف عند بقعة ضوء فباب الحارة في جزئه السادس يلعب على وتر الزعامة والسلطة ووجود أيدي داخلية تخرب وتفتك بالحارة التي هي بمثابة سوريا والتي يشبه كاتب المسلسل فيها النزاع على السلطة بالمعارضة السورية وكأن النظام يحمل السلطة من مسؤولية أعطاها إياه الشعب لا الديكتاتورية والاستبداد كان سببها.
لم تصور الدراما السورية مشاهد البراميل النازلة فوق رؤوس المدنيين في حلب، ولم تعرف الدراما طريقها لتكتب عن جثث وأشلاء الضحايا ممن لاحول لهم ولا قوة، كل ما قامت به الدراما السورية هي تثبيت رواية النظام وتدعيمها بالتمثيل والممثلين الذي هم نفسهم يُشهد لهم بالولاء لصالح النظام كما يضع ممثلوها صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فازت الدراما السورية بجائزة في هذا المسلسل من رمضان حازت على رضا الكثير من ضباط فروع الأمن لتُنَصب وبكل بساطة “دراما الأسد”.