نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريرا عن عدد من الطلاب الإسرائيليين المتطوعين للعمل على فيسبوك لنشر الدعايا الإسرائيلية المتعلقة بالهجوم المستمر على قطاع غزة، وتنفيذ بعض “المهام” في الفضاء الإلكتروني بالتوازي مع القصف الإسرائيلي المستمر والوحشي على القطاع.
وتحدثت الصحيفة عن أن الطلاب والذين يزيد عددهم عن 400، قرروا التطوع فيما أسموه “غرفة الحرب” للعمل على “مهمة لا تقل أهمية عن المهام العسكرية” بحسب الصحيفة. وتابعت يديعوت أحرونوت نقلا عن أحد مؤسسي المبادرة من جامعة هرتزليا “نريد أن نعلم الجميع عما يحدث من المنظور الإسرائيلي” .
“غرفة الحرب” تم تأسيسها ظهر أول أيام الهجوم على غزة، حيث أسسها اتحاد الطلاب في جامعة هرتزليا” ويتراوح عمل الطلاب الإسرائيليين بدءا من الرد على الحملات الفلسطينية والمؤيدة لفلسطين، ومرورا بنشر معلومات من الجانب الإسرائيلي عن الهجمات التي تنطلق من غزة، أو حتى الإبلاغ عن صفحات فيسبوك “المزعجة” بالنسبة للإسرائيليين.
فقد حدث أن أبلغ الإسرائيليون عن صفحة فيسبوك مؤيدة لفلسطين، كانت تضم أكثر من 120 ألف متابع، يقول ياردن بن يوسف “لقد احتجنا وقتا طويلا وجهدا مكثفا لإغلاق الصفحة”.
يقول ديفيد، أحد مؤسسي “غرفة الحرب” أن لديهم موادا مترجمة إلى 30 لغة، ويستطيعون الوصول إلى قرابة 20 مليون شخص باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية.
الدعايا التي ينفذها الطلاب تبدو مبدعة، ففي الصورة التالية يقول الإعلان “يوسان بولت (عداء أوليمبي من جامايكا) يستطيع أن يركض 200 مترا في 19.19 ثانية، وعجوز في إسرائيل لديه فقط 15 ثانية لكي يصل إلى الملجأ من صواريخ حماس، كم هي سرعة أجدادك؟” .. هذه الدعاية مثلا تُرجمت إلى 15 لغة وتم نشرها على فيسبوك وتويتر.
يقول عدد من الطلاب إنهم يعتمدون في جزء من دعايتهم على “الأكاذيب التي ينشرها العرب”، فمثلا نشر بعض المؤيدين لفلسطين صورا لضحايا سوريين من قصف لبشار الأسد، أو صورا من أفلام عالمية والإشارة إلى أنها في غزة، وهذا تحديدا ما يعتمد عليه الإسرائيليون لإضعاف مصداقية المدافعين عن القضية الفلسطينية.
وخلال العام الماضي، قامت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالتخطيط لدفع الطلاب للمشاركة في أعمال من هذا النوع. “بيت القصيد مما يفعلونه هو أن تبدو الجهود فردية وغير رسمية” كما تقول دينا شونرا، الخبيرة بالشأن الإسرائيلي في تصريح لموقع الإنتفاضة الإلكترونية.
وقد نشرت تقارير صحفية خلال الأعوام السابقة أن الحكومة الإسرائيلية تدفع ما يوازي 2000 دولار لعدد معين من الطلاب الذين يستطيعون نشر الدعاية الحكومية الإسرائيلية على شبكات التواصل الاجتماعي بكفاءة.
وخلال الأيام السابقة من الحرب المستمرة على غزة منذ أسبوع، قامت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قامت باختراق العديد من المواقع الإسرائيلية ومنصات البث بما فيها القناة العاشرة في التليفزيون، كما لوحظ تطور الخطاب الإعلامي الفلسطيني بشدة وهو ما ظهر في كم التفاعل مع القضية والحشد الدولي لنصرة الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
جدير بالذكر أن هناك العديد من المبادرات من المؤيدين للقضية الفلسطينية استطاعت أن تجذب عشرات الآلاف من المتفاعلين والمتابعين، فمع بداية الهجمات الإسرائيلية على غزة قبل نحو أسبوع، شارك مئات الآلاف من المغردين على تويتر على هاشتاج #GazaUnderAttack، والذي على الرغم من احتوائه على آلاف التغريدات المناهضة للفلسطينيين، إلا أن الغالبية العظمى من التغريدات التي وصل عددها إلى 1.8 مليون تغريدة خلال الأسبوع الماضي كان مؤيدا للقضية.
Israel has broke 65 U.N resolutions with no consequences. Iraq broke two and got invaded, bombed and destroyed.@Fact #GazaUnderAttack
— ⬇↘➡ ✊ = Hadouken (@TheAsifAli) July 16, 2014
This is a picture of the huge explosion that almost got me a heart attack!#GazaUnderAttack pic.twitter.com/z5pav1ttKy
— Shaimaa Ziara (@ShaimaZiara) July 16, 2014
Not only killing children, Israel has a history of using Gaza children as human shields #GazaUnderAttack #PrayForGaza pic.twitter.com/JHAHx9YKeB
— Farhan K Virk (@FarhanKVirk) July 16, 2014
الجهود المؤيدة للفلسطينيين تفتقر بشكل ما التنسيق مع التأكيد على تميزها وتنوعها، فهناك مجموعات تعمل باللغة الانجليزية أو الفرنسية وبالعربية بالطبع، إلا أن غياب التنسيق يظهر في الفوارق الكبيرة بين الحملات باللغات المختلفة.