وقع قادة دول مجموعة “بريكس” التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، على وثيقة لإنشاء بنك للتنمية برأسمال 100 مليار دولار، وبناء احتياطات مالية تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليار دولار أخرى، وذلك لمواجهة تأثير مؤسسات الإقراض الغربية، وولعدم الارتهان بشكل أكبر للدولار الأمريكي.
وسيقوم البنك الجديد بتقديم التمويل لمشروعات البنية التحتية والتنمية، في دول “بريكس”، وعلى عكس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فإن كل دولة من دول بريكس لديها حصة على قدم المساواة في البنك، بغض النظر عن حجم الناتج المحلي الإجمالي.
وبدأت، أمس الثلاثاء، في مدينة فورتليزا البرازيلية أعمال القمة السادسة لدول مجموعة “بريكس”، وعلى رأس أولويات الدول الأعضاء فيها والتي تسيطر على 21% من الناتج الاقتصادي العالمي، النجاح في تغيير النظام المالي والسياسات الاقتصادية في العالم، وتستمر أعمال القمة لمدة يومين، تحت شعار: “تعزيز النمو الشامل والتنمية المستدامة”.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، في القمة: “بنك (بريكس) سيكون واحدًا من المؤسسات المالية المتعددة الأطراف الرئيسية للتنمية في هذا العالم”، مع العلم أن كل دولة من الدول الأعضاء، ستقوم بسداد حصة متساوية، في رأس المال المبدئي بواقع 50 مليار دولار، وذلك بهدف الوصول برأسمال البنك إلى 100 مليار دولار.
وسيكون المقر الرئيسي للبنك في شنغهاي الصينية، كما ستتولى الهند رئاسة البنك في السنة الأولى، بينما تتولى روسيا رئاسة المجلس التمثيلي للدول الأعضاء، وستقوم كل دولة بإرسال إما وزير المالية، أو رئيس البنك المركزي لتمثيلها، فى مجلس ممثلي البنك.
ومن جهة أخرى، وافق قادة تجمع بريكس أيضًا على إنشاء صندوق تمويل للأزمات بقيمة 100 مليار دولار، تساهم فيه الصين بنصيب الأسد بما قيمته 41 مليار دولار، فيما تصل حصة روسيا، والبرازيل، والهند، إلى 18 مليار دولار لكلٍ منهم على حدة، فيما تساهم جنوب إفريقيا بـ 5 مليار دولار.
وقال بوتين في تصريحات، سابقة، إن النظام المالي العالمي يتعلق الآن بالعملة الأمريكية، أي أنه رهين السياسة النقدية الأمريكية، مشيرًا إلى أن “دول البريكس تريد تغيير هذا الوضع”، وأضاف بوتين: “يجب أن تتمثل إحدى الخطوات نحو تغيير هذا الوضع في إنشاء بنك جديد للتنمية وبناء احتياطات مالية طارئة تكون بمثابة صمام الأمان الذي يمكِّن دول البريكس من مواجهة التحديات المالية الطارئة”.
واتفق قادة البريكس على إنشاء “بنك التنمية الجديد” خلال القمة الماضية، وستتركز مهمة البنك الرئيسية على تعبئة الموارد لدعم مشاريع البنية التحتية، والتنمية المستدامة في دول المجموعة، وغيرها من الاقتصادات الناشئة والدول النامية.
وتسمية “بريكس” هي مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية BRICS المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم والمشاركة في هذا التحالف، وعقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع في ييكاتيرينبرغ، روسيا في حزيران 2009، حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية.
وتشكل مساحة هذه الدول ربع إجمالي مساحة اليابسة في العالم، وعدد سكانها يقارب 40% من سكان الأرض، وحسب مجموعة غولدمان ساكس البنكية العالمية فإنه من المتوقع أن تنافس اقتصادات هذه الدول بحلول عام 2050 اقتصاد أغنى الدول في العالم حاليًا، كما أنه من المتوقع أن تشكل هذه الدول حلفًا أو ناديًا سياسيًا فيما بينها مستقبلاً.
واغتنم بوتين فرصة إقامة الدرة الجديدة لتحالف بروكس في البرازيل للقيام بجولة أوسع شملت عددًا من الدول غير المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية مثل كوبا والأوروغواي، كما عبر عن تصوراته للدور الذي يمكن أن يلعبه هذا التحالف قائلاً: “يجب علينا أن نفكر معًا في نظام تدابير يحول دون مضايقة الدول التي تختلف في الرأي مع قرارات الولايات المتحدة وحلفائها”.
مع العلم أن قمة البرازيل وجهت الدعوة لعدد من قادة دول أميركا الجنوبية الذين ينتقدون هيمنة واشنطن، إلى الانضمام الى اجتماع الدول الناشئة التي ستتحول الخميس لى قمة خاصة مع الصين التي وضعت السنة الماضية نحو عشرين في المئة من استثماراتها في تلك المنطقة.
المصدر: نون بوست + وكالات