خرجت يوم الأحد الماضي، الـ 13 من يوليو الجاري، مظاهرة من شباب أتراك في مدينة “كهرمان مرعش” التركية طالبت بخروج السوريين من المدينة، وتطور الأمر إلى تكسير واجهات محال وسيارات للسوريين، وأعمال شغب بالممتلكات العامة.
وسائل الإعلام التركية قالت إن حوالي ألف تركي قاموا بمظاهرة احتجاجية على التواجد السوري في مدينة “كهرمان مرعش”، شهدت أعمال شغب، ووقعت اشتباكات بين الشرطة والمحتجّين أدّت إلى إصابة شخصين أحدهما شرطي، بالإضافة إلى إلقاء الشرطة القبض على اثنين من المتورطين بأعمال الشغب، فيما زادت السلطات التركية من التواجد الأمني في المناطق التي يقطنها السوريون، منعًا من حدوث هجمات أو اعتداءات جديدة.
وأحداث “كهرمان مرعش” ليست الأولى لبعض حالات التظاهرات أو الاعتداء على السوريين برفض وجودهم في المنطقة، بدأ ذلك في مدينة الريحانية من ولاية هاتاي في 11 مايو من العام الماضي، حين حصل تفجيران كبيران في المدينة راح ضحيتهما 51 قتيلاً من السوريين والأتراك على حد سواء ومئات الجرحى، الأمر الذي خلق حالة من الغضب الشعبي ضد السوريين في نفوس بعض الأتراك؛ مما أدى إلى بعض أحداث الشغب وتكسير ممتلكات السوريين.
وانطلقت بعد الدعوات الأخرى للعديد من المظاهرات ضد التواجد السوري في تركيا بشكل عام، في ولايات غازي عنتاب وأنطاكيا وأضنة ومرسين وأنقرة وإسطنبول، جاء ذلك بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية التي يخوضها رئيس الوزراء الحالي “رجب طيب أردوغان” ضد مرشح الأحزاب المعارضة “أكمل إحسان الدين أوغلو”، الأخير الذي انتقد استقبال السوريين.
الكاتب التركي “إسماعيل ياشا” كتب مقالاً بعنوان “التحريض ضد اللاجئين والانتخابات الرئاسية” يقول في بعض منه: اللافت أن النسخة المحلية لصحيفة “حرِّيت” التركية في تلك المناطق صدرت يوم الجمعة الماضي، أي قبل أحداث مرعش بيومين، بعنوان عريض يقول: “أصحاب المحلات في ضيق”، وكتبت أن السوريين فتحوا في مدينة مرسين 250 محلاً تجاريًا خلال ثلاثة أشهر ويعملون في مقابل أجور منخفضة وبذلك يلحقون الخسائر باقتصاد مرسين، كما زعمت أن السوريين يفتحون محلات بشكل مخالف للأنظمة وأن محلاتهم لا تخضع للمراقبة؛ مما يؤدي إلى اضطرار الأتراك لإغلاق محلاتهم بسبب التنافس في ظروف تجارية غير متكافئة.
وقوع الاعتداءات على اللاجئين السوريين في مرعش وأضنة بعد تحريض صحيفة “حرِّيت” التابعة لمجموعة “دوغان” الإعلامية المتحالفة مع المعارضة التي قامت بترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو لرئاسة الجمهورية، يثير علامات استفهام حول هذه الأحداث الأخيرة، علمًا بأن إحسان أوغلو نفسه صرح قبل أيام بأن تركيا كانت عليها ألا تفتح أبوابها للاجئين السوريين.
ومع هذا التوتر القائم، عقد البارحة – الأربعاء – مدير الأمنيات في مدينة غازي عنتاب التركية اجتماعًا مع ممثل الائتلاف والحكومة السـورية المؤقتة والمؤسسات السورية المتختلفة، على خلفية المظاهرات والاعتداءات الأخيرة التي طالت السـوريين في المدينة.
وتم خلال الاجتماع عرض أهم فعاليات مديرية الأمنيات في ملف اللاجئين السـوريين، كما تم استعراض الخدمات التي تقدمها الحكومة التركية للسـوريين والقرارات الجديدة بخصوص منح الإقامات والهويات الصحية.
وجاء في بيان نشرته الحكومة المؤقتة أن الهدف الأساسي من الاجتماع هو مناقشة أسباب اتساع ظاهرة استهداف السـوريين في بعض المدن التركية والمظاهرات التي تدعو إلى طردهم، داعيًا إلى تعميم بعض النقاط التي على السـوريين المقيمين التقيد بها للحد من الظواهر المذكورة أعلاه، والتي نشرتها الحكومة بدورها على صفحاتها الإلكترونية.