محمد الديب، الشاب العشرينى، وأحد مؤسسى رابطة فنانى الثورة التى أسست بميدان التحرير عقب ثورة 25 يناير، حرص على توثيق جميع الأحداث وبحيادية، فإحساسه كمخرج دفعه لذلك منذ اللحظة التى اندلعت فيها الثورة، ولقبه رفاقه بـ«الشهم». «فكرة» هو اسم الفريق الفنى الذى شكله محمد مع مجموعة من رفاقه فى عام 2009، «فن هادف بيشبه مجتمعنا بلا اسفاف ولا إفراط»، وهو الشعار الذى ظهر بأفلامه الوثائقية الدرامية والتى بلغت 25 فيلما.
محمد الأخ الأكبر لإخوته، جاء من محافظة البحيرة للقاهرة من أجل اتمام «فكرة»، ارتبط منذ اللحظة الأولى بالعمل الخيرى، فمن أنشطته، التوجه لحلايب وشلاتين لإقامة معارض خيرية بصحبة إحدى الجمعيات الخيرية لمساعدة قاطنيها محدودى الامكانيات، والمحرومين من اهتمام الدولة، ولم يترك فرصة للعمل الخيرى والإنسانى إلا وبادر وشارك فيها.. حسبما تروى صفاء، الموظفة بإحدى الجمعيات الخيرية والتى شاركها الكثير من الأعمال.
تقول خطيبته في تصريح صحفي: “كغيره من الشباب الرافض لحكم وفساد نظام الرئيس الأسبق مبارك، خرج محمد ثائرا مع ثوار 25 يناير، يهتف عيش حرية عدالة اجتماعية، لم يترك الميدان طيلة الـ18 يوما، أصيب بأحداث 28 يناير، بخرطوش تركها بجسده ذكرى لثورته، حتى توفاه الله”
كتب محمد قبل وفاته بأشهر حلمه، وقال: أخطط قبل أن أبلغ الأربعين أن أبني “مؤسسة فنية ضخمة جدا جدا ليها وزنها في العالم كله ويتعملها الف حساب وحساب .. بتنتج فن هادف بناء مقاوم لكل ما هو سلبي وسئ وخبيث .. وبتبث في العقوم كل ما هو قيم ومفيد وايجابي وبتساعد بقوة في بناء جيل ايجابي وطني قوي”
اعتُقل محمد الديب أثناء فض اعتصام رابعة العدوية يوم ١٤ أغسطس، اعتُقل وعُذب على مدار ثلاثة أيام حتى تم ترحيله إلى سجن أبوزعبل حيث عومل معاملة سيئة للغاية داخل عربة الترحيلات ما دفعه ورفاقه للمطالبة بإخراجهم من السيارة، الأمر الذي ردت عليه القوات المكلفة بنقلهم وحمايتهم بإطلاق الغاز عليهم.
قُتل محمد مع عشرات من المعتقلين اختناقا داخل سيارة الترحيلات، حيث قتلتهم قوات الأمن بإلقاء قنبلة غاز في السيارة المزدحمة بأكثر من ٤٠ شخصا والتي تسع فقط لأقل من خمسة عشر!
محمد وكلمة لرابطة فناني الثورة في رابعة العدوية:
فيديو أعده رفقاء محمد له: