لا زالت المواطنة الفلسطينية نورة حرارة، والمصابة بشظايا متفرقة في منطقتي الكتف والصدر، وكسور في العمود الفقري والجهاز التنفسي، ترقد على سريرها في مستشفى الشفاء بقطاع غزة، منتظرةً إتمام تنسيق وزارة الصحة بغزة لسفرها مع الجهات التركية المعنية، لإجراء عملياتها “الجراحية” بـ”تركيا”.
بثقل تتحدث المصابة “حرارة” إلى وتشير بيدها إلى أنحاء جسدها الممتلئة بشظايا الصواريخ الإسرائيلية، والتي رفض الأطباء في غزة إجراء عمليات للتخلص منها نظراً لخطورة وضعها الصحي.
وأصيبتْ حرارة ليلة يوم الجمعة الماضي بينما كانت تنام وأطفالها الثلاثة جنباً إلى جنب في غرفة منزلها الصغيرة، الذي يحمي سقفه ألواح هشّة من “الألمنيوم” و”الزينكو”.
استيقظت حرارة على اهتزاز منزلها إثر إنزال الطائرات الحربية الإسرائيلية لصاروخ “ارتجاجي” تجاه أرضٍ زراعية خالية قبالة منزلها، شرق مدينة غزة.
وبينما كان المنزل يهتز بفعل سقوط الصاروخ، قفزت حرارة على أطفالها الثلاثة خوفاً عليهم من أن يصيبهم “انفجار” الصاروخ بأي أذى.
ثوانٍ معدودة، مضت على قفزة حرارة، حتّى سمعت صوت انفجار ضخم، دفعها لضم أطفالها نحوها بشدة، فلم تشعر حرارة وقتها بالشظايا التي تلقّتها في أكتافها وصدرها، كما أنها لم تشعر بقوة تساقط ألواح “الزينكو” والحجارة على ظهرها.
وتقول حرارة: “لو لم أقفز على أطفالي الثلاثة، لذهبوا ضحية هذا الجنون الإسرائيلي، ولأصابتهم كافة الشظايا التي تلقيتها عوضاً عنهم”، لافتة إلى أنهم لم يصابوا بأي أذى.
وأوضحت أن وزارة الصحة وفّرت لها تصريحاً رسمياً للعلاج وإجراء عمليات جراحية في تركيا منذ خمسة أيام، لكنّها حتّى هذه اللحظة تنتظر إتمام كافة التنسيق مع السفارة التركية كي يتاح لها السفر.
وليست حرارة وحدها، بل إن العديد من الجرحى في قطاع غزة ما زال ينتظر منذ أيام تنسيق خروجه من قطاع غزة عبر معبر رفح، الذي قررت السلطات المصرية فتحه الخميس الماضي بشكل استثنائي لاستقبال الجرحي الفلسطينين القادمين من القطاع جراء العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ الأسبوع الماضي، كذلك التنسيق مع البلد التي سيتوجه إليها الجريح بعد خروجه من القطاع.
وفي السياق ذاته، قال يحيى خضر، مسئول الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة بقطاع غزة، لوكالة الأناضول أن “عدد الحالات التي تحتاج إلى علاج بالخارج، نتيجة إصابتهم في هذه الحرب، ويمكثون في مستشفيات قطاع غزة بلغ من (15-20)”.
وأوضح أن عددا كبير من الجرحى الذين يتطلب وضعهم الصحي السفر لاستكمال العلاج بالخارج تم إجراء الإسعافات الأولية لهم، وترحيلهم إلى منازلهم.
وتابع خضر: “أفرغنا المستشفيات من تلك الحالات، لإيجاد متسع للحالات الجديدة التي تصلنا، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الـ(11) على التوالي”. وأوضح أن (35) حالة غادرت قطاع غزة، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد القطاع، للعلاج بالخارج.
وتابع، “الأردن، ومصر، وتركيا، أعلنوا استعدادهم لاستقبال الحالات والجرحى من قطاع غزة، إلا أن مغادرة الإصابات إلى تركيا لا زالت عالقة بسبب التنسيق مع السفارة التركية”.
وتشن إسرائيل منذ 7 يوليو الجاري، عمليةً عسكريةً على قطاع غزة، أطلقت عليها اسم “الجرف الصامد”، لوقف إطلاق الصواريخ من غزة، باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، والتي تسببت باستشهاد 250 فلسطينيًا وإصابة 1930 آخرين، بجراح مختلفة وفق وزارة الصحة الفلسطينية.