بعد أسابيع من تداول تحليلات تقول بإن تركيا، ممثلة في رئيس وزرائها “رجب طيب أردوغان” بدأت تتراجع عن مواقفها المعلنة من عدد من الملفات الإقليمية الحساسة، وخاصة الملف المصري ورفض رئاسة الوزراء التركية للانقلاب العسكري الذي عاشته مصر في 3 يوليو 2013، وكذلك الملف الفلسطيني وتمسك تركيا بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين في غزة؛ جاء خطاب أردوغان البارحة وبحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس صادمًا منافيًا لكل ما ذهب إليه أصحاب تلك التحليلات.
فخلال كلمته عقب مأدبة إفطار في إسطنبول، قال أردوغان: “عاجلا أم آجلا إسرائيل ستغرق في الدماء التي أراقتها في قطاع غزة وكافة أنحاء فلسطين”، مشيرًا إلى أن “الجيش الإسرائيلي يطلق القذائف والصواريخ تجاه غزة بدون التفريق بين رجل أو سيدة أو طفل أو مسن أو صغير أو كبير”.
وأكد رئيس الوزراء التركي أن “وصمة سوداء ستلتصق على جبين من يصمتون ولا يتمكنون من التحدث تجاه ما تقوم به إسرائيل من ظلم في قطاع غزة، وأن الأمم المتحدة التي أُسست من أجل حماية حقوق جميع الدول القوية والضعيفة في العالم، تفقد مشروعيتها لصمتها وعدم اتخاذها أي مواقف جادة هي ومجلس الأمن الدولي، ومختلف منظماتها”.
وردًا على سؤال عن العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة ومساعي التهدئة، قال أردوغان إن الإدارة المصرية غير الشرعية تعمل إلى جانب إسرائيل ضد حركة حماس، واصفًا الجنرال عبد الفتاح السيسي بأنه “طاغية لا يختلف عن غيره من الطغاة”.
وأشار أردوغان أنه لا يوجد أي دولة مسلمة بين الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وأن جميع الدول مسيحية أو تتقاسم نفس المفاهيم، وأن جميع القرارات التي من الممكن أن تصدر في المجلس، تصطدم بالفيتو، قائلاً: “أين العدل في مجلس الأمن، ٤ دول تؤيد قرارًا معينًا، وتستخدم الدولة الخامسة قرار الفيتو، ليدفن القرار، هل تنتظرون أن تقوم مثل هذه المؤسسات بنشر العدل على العالم، لم نتمكن من الحصول على نتيجة في الأزمة السورية، والعديد من القضايا انتهت قبل بدايتها بسبب مجلس الأمن”.
وتابع أردوغان أن أكثر من ١٠٠ قرار أصدرته الأمم المتحدة ضد إسرائيل، ولكنها لم تتمكن من تطبيق هذه القرارات التي بقيت في الأدراج، داعيًا إلى إعادة صياغة الأمم المتحدة من جديد، مشيرًا إلى أن صمت الأمم المتحدة يجعلها شريكة مع إسرائيل التي تنتهك حقوق الإنسان الأساسية في فلسطين.
ويذكر أن العلاقة بين مصر وتركيا شبه منقطعة منذ الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي السنة الماضية، كما أن اتهامات وجهت لتركيا بأنها ضغطت على حركة حماس لجعلها ترفض المبادرة المصرية – المدعومة من أميركا وأوروبا – بعد أن وافقت عليها إسرائيل، حيث قالت حماس إن المبادرة المصرية لا تلبي شروط المقاومة وتنقذ إسرائيل من مأزق الحرب التي تورطت فيها.