نقل موقع “عربي21” من مصادر دبلوماسية خاصة به، قولها إن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يبحثان عن وسيط بديل لمصر، للتوصل إلى اتفاق للتهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وقال المصدر إن رفض حركة حماس للمبادرة المصرية جعل الولايات المتحدة تنشط دبلوماسيًا وتجري مشاورات واتصالات مع دول إقليمية للتوصل إلى مبادرة مقبولة لدى جميع الأطراف، مضيفًا أن مسئولين أمريكيين على مستوى عالٍ يحاولون إنهاء الأزمة من خلال التفاوض غير المباشر مع حركات المقاومة، عبر وسطاء إقليميين، على رأسهما قطر وتركيا.
كما أكد المصدر أن المنطقة ستشهد زيارات لمسئولين أمريكيين خلال اليومين القادمين في محاولة للتوصل إلى تهدئة يوافق عليها جميع الأطراف، منوهًا إلى أن الولايات المتحدة عبرت للمسئولين المصريين عن امتعاضها من طريقة طرح المبادرة المصرية، ومن عدم عرضها مسبقًا على الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى عدم عرضها على فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس.
ويذكر أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمينة والسياسية (كابينت)، الذي يرأسه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، كان أول المرحبين بالمبادرة المصرية، حيث أعلن مباشرةً موافقته عليها وشروعه في تنفيذ بنوده الأولية، قبل أن يصدر موقف حماس بالرفض القطعي للمبادرة.
في حين علقت حماس على قبول الإسرائيليين بالمبادرة المصرية بالإعلان عن أن “أي وقف إسرائيلي لإطلاق النار من طرف واحد ليس له قيمة، والمقاومة ستستمر في ردودها”، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الحركة “سامي أبو زهري” في بيان صدر فجر الثلاثاء إن “ردود المقاومة ستستمر حتى تحقيق جميع مطالب شعبنا، وأي وقف إسرائيلي لإطلاق النار من طرف واحد ليس له قيمة بعد الجرائم الكبيرة في غزة وبقاء الوضع الإنساني الكارثي مستمرًا”.
وأما كتائب الشهيد عز الدين القسام (الذراع المسلح لحركة حماس)، فقد شرحت أسباب رفضها للمبادرة قائلة: “لم تتوجه إلينا في كتائب القسام أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في هذه المبادرة المزعومة”، مضيفة: “هذه مبادرة ركوعٍ وخنوع، نرفضها نحن في كتائب القسام جملةً وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به”.
وبدورها، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني عن أن ممثلين إسرائيليين شاركوا في صياغة المبادرة المصرية، كما أشارت الصحيفة إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية لم تبلغ بالاتفاق، وأن مصر ردت على سؤال “إسرائيل” حول الرد المتوقع لحماس بالقول: “إذا وافقت إسرائيل فلا خيار أمام حماس إلا القبول”.